يوم حان موعد تجنيدي للجيش

לכידה

جيتكم بالحكي:

يوم حان موعد تجنيدي للجيش (قولوا  بعيد الشر) تهافت الجيران والأقارب على بيتنا للمواساة و”التكسير” على أمي، التي أخذت تشرح اني ما زلت صغيراً و “عظمي طري” ولا أعرف ان أقلي بيضة لوحدي.. فهمست لنفسي كأن امي لا تعرف باني “طوعت” البوليس وبقيت فراريا حوالي سنتين رافضا اجراء أي فحص طبي عسكري اعدادا لتجنيدي، الا انه وفي “ليلة ما فيها ضو قمر” القوا القبض علي واودعوني السجن وجروني للفحصات وسلموني امرا للتجنيد.. فكدت (ابجها) واقول لأمي (جوقتيها) الا انها أخذت تجول بنظرها بين صور المقامات والأولياء التي تملأ جدران “اوضة الضيوف”  وتضرعت الى أحدهم بالقول: بجاهك يا سيدي النبي شعيب يا حامي قلعة حطين تحمي هالولد وتحرسه وتجازي كل من بلانا بمحنة التجنيد.

وتجندت أكثر من واحدة لتقول لأمي ، خلّي ايمانك بالله كبير فنحن الدروز عقيدتنا ثابتة ولا يموت الواحد منا الا وتكون أمه حبلى به من الناحية الأخرى..

من الناحية الأخرى من الغرفة قاطعهم والدي بالقول: “دبّ حالك عن الحيطان وقول يا قضاء الرحمان” ثم أخذ يسب الحكومة والجيش والزعامة التقليدية التي تسلّقت على مشاعر البسطاء.. واستسلام الكثير من الناس لان “المكتوب على الجبين تراه العين” لكن يبدو أيضًا ان “القدر بعمي البصر” فهنالك ناس منّا وفينا قدرهم  أن يصدقوا أنه لولا السلطات الحاكمة في هذه البلاد ولولا الخدمة في أذرع الأمن لبقيت قرانا خراب (مثل خربة خزعة)! .

“جيتكم بالحكي” ففي ذلك اليوم أي عشية تجنيدي للجيش ورغم أن أمي ما زالت تعتبرني ولداً ، فقد شعرت بأني صرت زلمي .. وعلى قد المسؤولية واني سوف أرفض التوقيع على تسّلم أي سلاح.. فأنا “خلفة” الوالد ولم يرضَ لي بأقل من رفض الخدمة في الجيش لكل سبب في الدنيا وليس فقط لأسباب مبدئية وضميرية وقومية…

لكن قبل ان تقولو تعملناش حالك (سبع البورمبا) لا ياس المشكلة لم تكن بما عانيته من ملاحقات بوليسية واعتقالات وفرض اقامات اجبارية على تحركاتي..

المشكلة اني بقيت بنظر امي، الى  ان اخذ الله وديعتها، ولدا عظمي طري ولا اعرف ان أقلي بيضة لوحدي….!

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .