هل نحن أنجاس مناكيد؟!

7FA_DSC_0664
 جاء في اسبوعية الاستاذ الاديب سهيل عطا الله  التي ينشرها كل يوم ثلاثاء في صحيفة الاتحاد اليومية:

لقد كتبت ذات ثلاثاء في صباح الخير عن أسطورة حسيدية يرددها (الحسيديون) بأن الله بعث بالشعوب غير اليهودية لتعيش على هذه البسيطة قصاصًا او عقابًا لليهود الذين ابتعدوا عن وصايا الله العشر. يعتقد مرددو الأسطورة او المؤمنون بها ان الشعوب بكاملها ستتلاشى عندما يدق اليهود أجراس توبتهم معلنين عودتهم الى أحضان يَهْوه ووصاياه الربانية.
يبدو أن يهود بلادنا بدأوا قَرْع أجراس التوبة طالبين الغفران والمغفرة مُعْلنين تلاشيَ الفلسطينيين من خلال تنظيف أرض الميعاد من أدران بني يعرب!
على ضوء هذا وفي هذا السياق نجد سيدة يهودية من حزب البيت اليهودي ومتزوجة من عضو كنيست تعلن رفضها ان يولّدها طبيب عربي لان أصابعه تنجٍّس جنينها وهي نفسها تعلن بكلمات مقرفة رفضها الرقود على سرير بجانب أم فلسطينية! ألا تخجل هذه اليهودية من أمومتها وهي تعلن ان ما يسبب لها المشاكل هو وجود عرب في بلادها؟!
مثل هذه اليهودية يهوديات كثيرات ويهود كثيرون.. ولأنني لا أومن بالتعميم ولا أقبله أقول ان وطننا لا يخلو من اليهود الطيبين واليهوديات الخيّرات.
قبل مدة وبينما كنت في زيارة صديق لي في مشفى (زيف) في صفد التقيت بسادة وسيدات عرب ويهود لا اعرفهم، واذ باحداهن تتقدم نحوي مقدمة لي وردة معلنة انها من جمعية (تاج مئير) اليهودية العربية في الجليل والجولان. لقد أتوا الى المشفى ليوزعوا الورود على المرضى والاطباء وكل العاملين وليقولوا إن قدر اليهود والعرب ان يتعايشوا بمحبة وسلام واحترام في هذا الوطن.
كم اغتبطت وأنا أصغي لكلام أعضاء هذا التنظيم الذين رأيت فيهم تتويجًا للتعايش العربي اليهودي.
لِتَعْلم زوجة عضو الكنيست المتطرفة العنصرية ان الارض لن تتنجَّس اذا ما امتلكها عربي! تكون الأرض نجسة بمن يملك فكرًا استعلائيا حاقدًا! تتنجَّس الأرض بمن عليها من أُناس يؤمنون باقتلاع العربي وتحديدًا الفلسطيني من على وجه البسيطة.
يجب ان نحارب سياسة العزل التي تنتقل بجدرانها الى المشافي والى مساكن الطلبة والى معاقل وعقول أهل اليمين المتطرف.
لنعلم جميعًا ان أفكار التعايش لن تعيش في عقول العنصريين المتطرفين – أولئك الذين نسمعهم يكتبون وينادون (الموت للعرب) أو (اذبحوا اليهود) في الملاعب وعلى الجدران وشواهد القبور هنا وهناك!!
أفكار التعايش التي يحملها أخيار العرب واليهود هي التي ستبني دولتين مسالمتين متجاورتين واحدة قائمة اسمها (اسرائيل) وأخرى آتية اسمها (فلسطين)

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .