مَنْ يقرأ التاريخَ يقرؤُنا ويعرفُنا ويوصفُنا فينصفُنا/ سامي مهنا


في البَدءِ كانتْ أرضُنا ماءً وطينْ
واللهُ شكَّلَها بِستَّة أَحرُفٍ والفجرُ لاح
فكانَ فاءٌ ثمَّ لامٌ ثمَّ سينٌ ثمَّ طينٌ ثمَّ أشقتها الرِّياحْ
لكنَها أرضٌ كمسبَحَةٍ بكَفِّ اللهِ 
يَعقدُ خيطَها فاءُ الفَّضاءِ
ولامُ لاءاتِ النِّضالِ
فلا خُنوعَ ولا خُضوعَ ولا رُكوعَ
سوى لتقبيلِ التُّراب وما تَطَهَّرَ بالدُّموعِ وبالدِّماءْ
وبسينِ سادنةِ التَذكُّرِ والحَقيقةِ
طينُ هذي الأرضِ نحنُ
تِلاوةُ الزَّيتونِ آياتُ الحَقيقَةِ والسَّليقَةِ والوَثيقَةِ أننا أصحابُها بالانتماءْ
نونُ انتباهاتِ النُّبوءةِ والوَفاءْ
أرضُ التَّماسكِ مِنْ سُفوحُ جَليلِها وجِبالُ مَقدسِها هضابُ خَليلها وسُهولِ غزّتِها
ونحنُ نواتُها وسِماتُها ورُواتُها ودَليلُها
أرضٌ كمسبَحَةٍ مَنارتُها السَّماءْ
في البَدءِ كانت أرضُنا ماءً وطينْ
والله شَكَّلها بِستّة أحرفٍ ثمَّ استراحْ
وتزاحَمْتْ فيها الشُّعوبُ
تكاثرتْ فيها صُنوفُ الألسُنِ
لكنها احترفتْ تجدُّدَها في كلِّ كَورٍ كالصَّباحْ
سُبحانَ مَنْ خَلقَ المَكانَ ليعتني
بالثّابتِ الأزليِّ في مرأى اختلافِ الأزمُنِ
ستكونُ ما كانتْ وما كانتْ تكونُ
ففوقَ هذي الأرضِ شَعبٌ خالدٌ لا ينثني
لا لا يزولُ ولا يهونُ وينحني
عاشتْ فلسطينُ الأبيَّةُ مَوطِني

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .