من تاريخ الحزب الشيوعي في معليا.. بقلم الياس ابو عقصه

كتب : الياس ابو عقصة…الشيوعي

نظرا لإصدار كتاب ” معليا ” للدكتور شكري عراف، وتقديرا لهذا العمل المميز وكفاح دام سنوات.اذ ترك الموقف الشيوعي بصماته وتأثيره على مجريات الأمور فيما بعد. لهذا رأيت ضرورة التجاوب مع رغبة المؤلف في المساهمة وكتابة بعض اللتأريخ معليا وتوثيق حاضرها وواقعها، ثم نزولا عند رغبة المؤلف، كتبت عن حقبة هامة جدا في تاريخ هذه البلدة وأهلها  ،لما فيه من مصلحة لهذا الجزء من شعبنا ولما فيه من مساهمة وطنية من الدرجة الأولى ولما فيه من دور كفاحي ونضالي ،فتح آفاقا كبيرة لعدة قوى وطنية نشأت على الساحة المعلاوية بعد نضال سطور عن تاريخ فرع الحزب الشيوعي في معليا ، مع مطلق الحرية للمؤلف ليختار ما يراه ضروريا لكتابه . وفيما بعد رأيت ضرورة توثيق تاريخ الحزب الشيوعي في معليا ودوره في شحذ الوعي والانتماء والتضامن  الوطني  وفي نضال الاهل على مدى عقود طويلة .

البدايات :

باحترام واعتزاز نقول ان نبراس الشيوعية في معليا اضاءه وحمله رفيقنا المرحوم رئيف دحبور ابو عقصة ( 1935-6/1/2009) ابو ناصر . هذا الشاب الثوري الذي ولد في ضميره ووجدانه ضرورة البحث عن الشيوعية والشيوعيين، حالا بعد العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956، وما رافق ذلك من عطف وحب لدور الاتحاد السوفياتي آنذاك في التصدي لهذا العدوان دفاعا عن مصر وعن العرب،والموقف الثوري الذي حمله آنذاك الرئيس جمال عبد الناصر. فبدأ ابو ناصر بالبحث والتفتيش حتى وصل الى المرحوم زكي الهندي’, الذي كان يعمل كندرجيا في دكان المرحوم ابو مخول /نجيب الزحلاوي, في دكانه الذي كان في البرج الشمالي الشرقي للقلعة . هذا بدوره اضاء له الطريق الى الشيوعية. كان زكي الهندي قد فصل من فرع عكا للحزب في حينه والتقى برئيف ليحدثه عن الشيوعية والشيوعيين في لبنان وسوريا، اذ كان عضوا في هذه الاحزاب هناك قبل مجيئه الى البلاد ليلتحق بفرع الحزب في عكا .

ولد الرفيق رئيف دحبور ابو عقصة سنة 1935 (لا نعرف التاريخ الدقيق )ترعرع مثل اترابه في عائلة فقيرة,عاش حياته كراع ثم فلاح ثم عامل بناء…بالكاد انهى الابتدائية…لم يدخل الثانوية ولا اية دورات مدرسية اخرى الا مدرسة الحياة, التي تخرج منها رافعا الرأس منصوب القامة.

ترعرعت فكرة الشيوعية عند ابو ناصر ، فذهب الى عكا سنة 1962 ،وفي السوق رأى حرف “ق” الانتخابي معلقا فوق احدى الحوانيت  في ساحة فرحي،دخل ابو ناصر الى المحل ليسأل عن الحرف والشيوعية، كانت البائعة في الدكان المرحومة الرفيقة ابتهاج خوري ، بدورها نادت زوجها المرجوم رمزي خوري الذي اتى ليلتقي مع ابي ناصر وبرفقته المرحوم جمال موسى. بعدها انضم ابو ناصر الى فرع البقيعة وبدأ نشاطه في معليا والتأثير على بعض الشباب، الا ان يد المتآمرين والمأجورين كانت طويلة ،اذ بدأ عملاء الشين بيت / المخابرات بالضغط عليه واستعمال اساليب العصا والجزرة معه ،والاغراء المالي والوعود بالعمل ثم التهديد من جهة اخرى، ثم استدعاه عملاء اقرباء من خارج القرية لثنيه وردعه عن طريق الشيوعية . لكن كل ذلك لم يردع رئيف عن طريقه ، اذ اسس اول خلية شيوعية سنة 1963 في معليا .

بعد حرب حزيران سنة 1967 وفي شهر تموز جمع ابو ناصر عددا من الشبان ” لسماع   محاضرة عن الحرب ” في بيته، اذ ان رد الفعل على الحرب كان طبيعيا عند بعض الشباب  وكان المحاضر الرفيق كمال غطاس وعدد الحضور لم يتجاوز اصابع اليد الواحدة, وكنت انا بينهم  ابن الصف العاشر,وحالا بعد المحاضرة وخروجنا من هناك حضنني الرفيق كمال غطاس قائلا آمل ان تواصل  معنا وتدعو شبابا آخرين معك  !!! وهكذا كان….بدأنا بتأسيس فرع للشبيبة الشيوعية في بيت ابو ناصر  وبقيادة وتوجيه الرفيق نمر مرقس ، الى جانب الخلية الشيوعية القائمة .

من ذكريات ابو ناصر :

من المقابلات التي سجلتها معه كان واضحا ان حياته الحزبية لم تكن سهلة,فقد عانى الامرين من المشاكل والصعاب, “لم يكن سهلا توزيع جريدة  الاتحاد ,بل حتى ايجاد قراء لها. في انتخابات الكنيست  1963 حصل الحزب على11 صوتا ليرتفع الى 48 سنة 1965, اما انتخابات السلطة المحلية سنة 1969 فبصعوبة وجدنا 3 اسماء للترشح في قائمة الحزب”.كانت هذه اول انتخابات للمجلس المحلي  ومع صعوبة خوضها نظرا للضغط على الرفاق وممارسة الارهاب البوليسي الا اننا حصلنا على 25 صوتا ( لاول مرة في معليا ).

لوحق ابو ناصر واعتقل عدة مرات,في 1970 ارسل في مهمة حزبية الى غزة وبقي هناك 15 يوما,بعد عودته استدعي الى مركز الشرطة ليتسلم امرا  بالإقامة الجبرية والحضور يوميا الى مركز الشرطة  لأثبات الوجود .

“”لاحقوني كثير…انحبست قبل ان اصبح شيوعيا , اثناء العدوان الثلاثي على مصر,وقفت لوحدي في الشارع وصرخت :ليسقط العدوان على مصر,وبعدها انضم بعض الشبان الى مظاهرتي…”

” عوملت بشكل عاطل جدا من قبل العملاء..وكانوا يتحدوني دائما,في سنة 1965 حصل الحزب على 48 صوتا , الامر الذي اغاض احد العملاء المحليين فقال “لنرحل من البلد ”

” بعد ان انتهى احد الاجتماعات , بحضور الرفيق المرحوم فؤاد خوري, جاء احد العملاء( الاسم محفوظ في التسجيل)الى بيتي قائلا :تعال لعنا في واحد بدو اياك…”فقلت له  : مين هذا الواحد, شين بيت  ؟؟؟ضحك العميل وقال : نعم انه الشين بيت  ” فقلت له :انت بطولك وبعرضك بعثك لعندي..الا تخجل ؟؟قل له بدوش ييجي وانت كمان تحكيش معي بعد في الشارع….يللا مع السلامة”

بعد ان مرض ابو ناصر وخف نشاطه الحزيي , سألته: كيف يقيم نفسه اليوم كشيوعي ؟؟ضحك وقالت زوجته “للابد….للموت…مبارح كنت احكي لميخايل ….اني ساكون آخر من يصوت  واو في معليا….اذا راحوا الشباب ..ديروا بالكو ع الحزب….صوتوا بس للحزب الشيوعي “.

تزوج ابو ناصر سنة 1957,وبعد سنة رزق بطفل سماه ناصر…تحديا وتيمنا بجمال عبد الناصر..( لكنه للاسف توفي في العام 1965  ).فقالت زوجته..: كان اول اسم ناصر في معليا, وحتى اليوم فش غيرو بمعليا “.

يقول ابو ناصر “ذهبت يوما الى مركز الشرطة لأحضر تصريحا لاجتماع شعبي في البلد,فقال الشرطي :عليك الانتظار حتى يعود الضابط….طال الانتظار….ورأيت الضابط يدخل ويخرج عدة مرات, وبعد السؤال قال الشرطي :عليك الانتظار اكثر….اخذت كتابا كان بجيبي وبدأت اقرأ….رآني الشرطي وقال شو هذا؟؟ قلت هذا كتاب لينين وهاي صورته كمان…”غضب الشرطي ودخل الى غرفة مجاورة ثم عاد قائلا :خذ التصريح وانقلع من هون  “.

ازداد نشاط الحزب الجماهيري،لكن ذلك لم يكن سهلا فالضغوط ازدادت علينا من كل الاتجاهات العائلية والشرطة حتى الاهل انفسهم لم يتحملوا وجود ابناءهم مع الشيوعيين لكن بعضهم صمد وتابع وبعضهم اضطر لترك النشاط الحزبي .

 

” جندي معليا المجهول ” كما سماه عصام عراف في كراس تأبين ابو ناصر ….وكتب ” يوم كان الناس يتوارون عن الانظار عند رؤية قبعة شرطي عن بعد .يوم كان الحاكم العسكر ييقيد حركة الناس وينفيهم اذا شاء لمناطق  بعيدة ، ويتحكم  في قدرتهم على كسب لقمة العيش ،في فترة ضاقت فيها سبل العيش ،بعد ان فقدنا معظم اراضينا،او منعنا من الوصول اليها،بعد ان اعلنها الحاكم العسكري مناطق مغلقة .يوم كان الكثير من السذج او المغرضين ( بايعاز من المطران حكيم  واعوانه)  يعتيرون الشيوعية كفر والحادا . في تلك الايام قررالشاب رئيف ابو عقصةان ينضم الى الحزب الشيوعي ، وذلك عن اقتناع كامل بالعقيدة الشيوعية .لا شك ان مثل تلك الخطوة تستوجب الكثير من الجرأة و الشجاعة والعزيمة والتضحية والوعي السياسي…”

.

ذكريات خاصة :

سنة 1968/69 انهيت المرحلة الثانوية في ترشيحا وبدأت ابحث عن مؤسسات لإكمال تعليمي ،توجهت الى ” دار المعلمين العرب ” في حيفا ، لكن الرفض كان واضحا من اول مقابلة .وفي مستشفى بلنسون وبعد النجاح في امتحان القبول جاء الرفض ايضا. لم اتراجع فتوجهت الى مدرسة الهندسيين في الناصرة ثم مدرسة الصحافيين في حيفا ،لكن كان واضحا ان ” تهمة  الشيوعية ” تلاحقني في كل المؤسسات…..فكانت سببا لعدم قبولي فيها للتعليم .

ازداد علي الضغط من كل طرف، وتعرضت للطرد من البيت ، بعد ان ” تدخل ” احد العملاء الاقرباء ” لإنقاذي ” من الشيوعية وتدبير امري مع المسؤولين عنه لأتمم تعليمي او ” تدبير ” وظيفة لي .لكن اصراري على طريقي جوبه بالتحريض والانتقام .

ازداد نشاطي الحزبي، وكنت اوزع جريدة ” الاتحاد ” ليلا وبأعداد لم تتجاوز اصابع اليدين ، واجهنا من اخذها منا بالقوة ليمزقها ويرميها ، ومن اراد ان يقرأها دون ان يراه احد ، وآخر من طلبها ليلا الى بيته .

توجهت يوما الى  مكتب الهستدروت في نهاريا من اجل ايصال اوراق تتعلق بقضايا العمال، هناك التقيت بالرفيق جمال موسى الذي اصر ان يوصلني الى معليا بسيارة الجيب التي كانت بحوزته . في الطريق طال الحديث وسالني عن عملي بعد الثانوية، فاعلمته برفض طلبات التعليم في المؤسسات الرسمية .عندها سألني اذا كنت ارغب في التعليم في المانيا ، سررت جدا وبدون تردد قبلت الاقتراح…فقال” تعال بكرا على المكتب في عكا “…في الغد قابلته في المكتب واوضح لي عن امكانية التعليم في المانيا الديمقراطية على حساب الحزب الشيوعي .سررت جدا لهذا وعدت الى البيت وابلغت امي بما جرى، اذ كان علي دفع مبلغ 620 ليرة خلال اسبوع قبل السفر.خبر كالصاعقة نزل عليها …” منين ندبر المصاري ؟؟ استنا تيجي ابوك من الشغل ”  وعندما عاد وابلغته امي عن الموضوع ، ناداني وعلم بالتفاصيل وقال ” بسيطة ، اسا بجيب قرض من البنك ” اذ كان احد الاقرباء مسؤولا في البنك، توجه له والدي  فكان الجواب ” خلي  الشيوعية تعطيه مصاري “تفاجأ والدي من الجواب وقال : ” طيب سجل عندك انا ومرتي واولادي ( وعدد له اكثر من سبعة ) كلنا شوعية ” وعاد الى البيت مصدوما . لم يستسلم للأمر وقال ” انت روح عند ابو يوسف (خليل قمبز، حيث كان يعمل) وجيب سلفة على حساب الشغل ، وانا بروح عند ابو عيسى وابو نزمي بجيب شوي (وهما اصدقائه وكانا قد تسلما منحة التأمين الوطني قبل يومين )” وفعلا جمعنا المبلغ المطلوب وبعد اسبوع / اواخر 12/ 1969 سافرت الى المانيا الديمقراطية حتى 1978 حيث تعلمت اللغة الالمانية ثم مهنة الكهرباء وبعدها انهيت دراسة الهندسة الكهربائية وعدت الى البلد .

في السنوات التالية سافر ايضا ريكاردس طنوس الى بولونيا وفواز موراني الى تشيكوسلوفاكيا وسامر بشارة الى الاتحاد السوفياتي ، حيث انهوا ايضا دراستهم هناك بمنحة من الحزب الشيوعي .

مع الوقت ازداد عدد الرفاق بشكل ملحوظ في الفرع وازداد النشاط الجماهيري وبروز دور الشيوعيين وكان ذلك بارزا في العام 1976 حيث امتدت يد المصادرة الى اراضي معليا وفي شباط من تلك السنة ( قبل يوم الارض في 30/3/76) اعلن الاضراب في معليا وكان للشيوعيين واصدقائهم دورا بارزا ايضا حيث فرض الاهالي موقفهم على المجلس المحلي في حينه .

في العام 1976 وبعد يوم الارض تشكلت الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، بعدها تشكل ايضا فرعا لها في معليا في العام 1977  ثم كانت عودتي من الدراسة  في المانيا سنة 1978 لاعطي دفعة جديدة للعمل الحزبي في الفرع والمنطقة الحزبية .في تلك السنة خضنا انتخابات السلطة المحلية بقائمة  جبهة معليا الديمقراطية ، التي ترأسها في حينه ومثلها في المجلس الزميل جورج قسطة قسيس….وفي ايار 1979 كانت المعركة الكبرى في معليا للدفاع عن الارض، اذ كان للحزب والجبهة في القرية الدور الريادي ان لم يكن الاول في رفع مستوى الوعي والمعركة في الدفاع عن الارض الى المستوى القطري، وكسبنا تضامن جماهيرنا العربية والقوى اليهودية الديمقراطية الى جانبنا .

تفاصيل هذا الحدث وثقته في كتاب / وثيقة  ” معليا 79 “.

النشاطات العامة والتأييد الشعبي العام :

من المحطات الهامة في تاريخنا القصير نسبيا وعلى المستوى المحلي، بعد احداث ومواجهات 1979 ( امتدت من اول  ايار حتى اواخر تموز 79 ) كانت محطة التضامن مع الشعب الفلسطيني وتحديدا اثر مجزرة صبرا وشاتيلا في ايلول 1982،فكان للجبهة الدور البارز بدءا باتخاذ القرارات في المجلس المحلي حتى تنفيذ البرنامج المقرر ( ولم يخل من تآمر ومحاولات الافشال او اللالتفاف على قرار المجلس وتغييره )من الصلاة على ارواح الشهداء في الكنيسة ثم المسيرة الى المقبرة والصلاة على الاموات واستمرار المسيرة الكشفية وحملة الاعلام السوداء مع سرية الكشافة وطبولها الحزينة حتى المركز الثقافي حيث اقيم المهرجان الخطابي السياسي( مع لكشات من الخلف ….تحكيش سياسي ) .هذه كانت محطة مشهودة في تاريخ معليا، وكانت نقلة نوعية في التصدي لسياسة السلطة والتضامن مع الشعب الفلسطيني .

تكررت الاحداث وزادت الفعاليات السياسية والاجتماعية لفرع الحزب والجبهة على المستوى الجماهيري وداخل المجلس المحلي .( هنا الحديث عن نشاطات ومشاركة شعبية واسعة ):

* يوم المساواة في 24/6/8   *  يوم السلام  في 21/12/87 * مظاهرة السوق يوم 19/12/87  * مظاهرة لدعم السلطات المحلية  في 25/11/ 87        * يوم الطفل العالمي في 4/6/1990   * مجزرة الاقصى يوم 10/10/ 1990               * مجزرة الاحد الاسود في 20/7/1990

والعشرات من التظاهرات ورفع الشعارات في السوق ومدخل القرية ، كذلك الندوات السياسية والمحاضرات الثقافية وذكرى الانتفاضة ويوم الارض .ثم حملات التضامن والدعم لابناء شعبنا في الناطق المحتلة. لاحظنا ذلك ايضا في توزيع جريدة الحزب ” الاتحاد ” يوميا اذبلغ عدد المشتركين ذروته في سنوات التسعين ليصل الى 100 عددا يوميا . لن نبالغ اذا قلنا اننا كنا الاولين والوحيدين احيانا في العديد من المحطات والفعاليات .هذا عدا المئات من المنشورات والمقالات الصحفية والاعلام وكان لمنشوراتنا الدور الاساسي في فضح الكثير من الاعمال المعادية لاهل البلد سواءا سلطويا او من قوى محلية  متنفذة  في السلطة المحلية .

واستمر نشاطنا الحزبي  واحيانا  اخذ شكلا جديدا نظرا للظروف وكذلك دفعنا المجلس المحلي وهيئات اخرى الى النشاط  السياسي ، وفي عز العدوان على مخيم جنين في 4/2002 جرت في معليا مظاهرة جبارة وباعتزاز نقول ان الجبهة والحزب الشيوعي كانا قد اقراها ونظماها بالتنسيق مع القوى الاخرى .

الانتخابات والنتائج المحلية :

لقد خاض الحزب الشيوعي في اطار جبهة معليا الديمقراطية كل انتخابات سواءا للسلطة المحلية او الكنيست او النقابات المهنية ، في مجالس العمال او نقابة المعلمين او عمال الزراعة والاخشاب والمعادن وغيرها .

كانت النتائج متغيرة في كل مرة وذلك بسبب الظروف المحلية ، اي تحالفات محلية على مستوى السلطة المحلية او ”  تآمر والاعيب ” في صناديق الاقتراع خاصة في انتخابات النقابات المهنية ( الهستدروت )او اللعب على العنصر الديني الطائفي في انتخابات الكنيست .طبعا عدا عن الاسباب الذاتية احيانا .كل ذلك اثر على النتائج النهائية . لكن رغم ذلك اصبح حضورنا في الساحة المعلاوية بارزا ومؤثرا في المجالات العامة، فيما يلى جدولا لما وثقناه وحفظناه :

سنة الانتخابات      الكنيست      الهستدروت      السلطة المحلية

1963               11 صوتا     ——–         ——-

1965               48             ——-      ——–

1968             96             —–          ——

1978             —–            —–         82….عضو واحد

1981            169 (24%)    ——      ——

1983           —–              —–         71  …. لم ننجح

1985           ——            159 (41%)    —–

1988           483 (56% )      —–          ——

1989          ——              125 (22%)     135    عضوين في المجلس

1992          203 (21%)       ——-            ——-

1993          ——               ——              128 عضو واحد

1996          592                ——-           ——–

1998         —–                ——            162      عضو واحد

1999         253                ——             —–

2003        184 (13%)    وبروز التجمع ( عزمي بشارة ) ب 793 صوتا

مع مرور الوقت بدأت تظهر اشارات الضغط والترغيب والوعود لعدد من ” الرفاق والاصدقاء الجبهويين ”  و التراجع عن نشاطات الحزب والجبهة اليومية وخاصة الانتخابية .اتضح ذلك جليا في الوعود الوظائفية في المجلس المحلي … ومن ابرزها تصريح احدهم ” قضيت على معليا الغد وجاء دور الجبهة ” ثم تغلغل الامراض المجتمعية مثل الانانية والانتهازية والمحسوبية   وبدنا “نعيش”…حتى اتضح جليا فيما بعد سنة 2008 حيث جرى شرخ مؤسف واسع في الفرع المحلي ، ادى فيما بعد الى انشقاق وتراجع العمل والنشاط الحزبي وخروج البعض من صفوف الحزب  والباقون حافظوا على عضويتهم الحزبية ، لكن الانشقاق ادى بشكل كبير الى شبه  جمود في النشاط الحزبي . ومع ذلك بقي تأثير الحزب والجبهة بارزا في الانتخابات المحلية والكنيست، اذ ان الجمهور المعلاوي  بقي على درجة عالية من الوعي السياسي وملتزما بموقفه الوطني في القضايا الوطنية رافضا الاحزاب الصهيونية ،برز ذلك من مواقف عامة اصبحت عادية في المؤسسات المحلية كالمجلس المحلي او لجان الآباء او القوى الوطنية الاخرى، عدا عن شريحة المثقفين والطلاب الجامعيين الذين تأثروا بالموقف الوطني العام في البلاد. الامر الذي برز في كل نتائج انتخابات الكنسيت التي جرت في السنوات الاخيرة .التي اعطت الجبهة وتحالف المشتركة الاكثرية الساحقة من الاصوات كما هو ظاهر في الجدول ادناه .

2017       1330 (77% ) المشتركة 13 عضو

2019/4    674   (61%)

2019/9     1319 (76%)   المشتركة

2020/3    1588 (87 %)     المشتركة

2021/3     1120 (5%)    المشتركة

2022        821 (49%)

 

باختصار يمكن القول وبكل اعتزاز ان وجود فرعا للحزب الشيوعي في معليا ساهم  وبشكل كبير على مدى السنوات في توجيه بوصلة النضال الوطني الى الاتجاه الصحيح وتنظيم هذا النضال.قد يكون الامر اليوم عاديا ، خاصة مع ارتفاع وعي الناس والقوى الوطنية الاخرى وشريحة الطلاب والمثقفين الذين عادوا من دراستهم في الجامعات متأثرين بالحركة الطلابية الوطنية هناك . مع التراجع المؤسف للنشاط الشيوعي في القرية في السنوات الاخيرة ،الا ان الخميرة موجودة والارض خصبة والعزيمة موجودة لاعادة ترميم ونهوض فرع الحزب مرة اخرى ولو كانت اليوم  الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة وفروعها ، هي الاطار البارز للتنظيم الذي يضم اعضاء الحزب الشيوعي الى جانب قوى وعناصر وطنية في مجتمعنا . في النهاية ادعوا كل من يري بنفسه وطنيا وفكريا يساريا  وغيورا على النشاط الوطني والاجتماعي التقدمي  العام ، ان يجد طريقه  في اطار هذا التنظيم محليا وقطريا .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .