معليا و خصائص احداث نكبة 48 الانتقاء في تدمير قرى وتشريد اهلها وماذا مع معليا؟..إلياس اب عقصة

الياس ابو عقصة

في ذكرى مرور 75 سنة على ” استقلال دولة إسرائيل “….75 سنة واكثر على نكبة الشعب الفلسطيني وطرده من وطنه، ارتأيت ان اعود الى تلك الفترة من تاريخ معليا التي قاومت وعانت من ويلات الاحتلال كباقي قرى ومدن هذا الوطن. لم تتأخر معليا عن الدفاع عن نفسها وشاركت في مقاومة قوى الاحتلال بما تملك من إمكانيات قليلة ،لكنها صمدت  ثم استسلمت للواقع الرهيب الذي حل بشعب فلسطين .

اردت هنا اطلاع الجيل الناشئ على تطورات تلك الفترة ودور اهالينا ،خاصة وان الاغلبية الساحقة من اجيال بعد النكبة كانت هدفا ” لغسل دماغ ” من قبل السلطات الاسرائيلية وعرضة لقطيعة تاريخية ووطنية وقومية ، في المدارس والاعلام و” قوى الشر ” من عملاء ومخابرات ومأجورين ومدسوسين ، باسم السلام والعيش المشترك مرة والدين والطائفية مرات ، حتى كادت تسود ما نسميه ثقافة ” العدمية القومية “. فرضوا علينا ” الاحتفلات ” في المدارس في ” عيد الاستقلال ” وتزيين الشوارع والساحات، وعلمونا الانشاد :

بعيد استقلال بلادي …..غرد الطير الشادي

وعمت الفرحة البلدان …… بين السهل والوادي

لكني في الثانوية اخترت كلمات اخرى : بعيد استقلال اسرائيل تم التشريد والترحيل”    وكانت كافية ليطردني المعلم من الصف ” قم انقلع برا “….(.الله يسامحك يا استاذ )

اعتمدت في كتابة هذا الموضوع على عدد من الدراسات والوثائق واهمها : كتاب ” رحلة في الرحيل ” للدكتور الياش الشوفاني ، وكتاب ” معليا ” للدكتور شكري عراف (كلاهما من معليا ) ثم كتاب التطهير العرقي في فلسطين للدكتور ايلان بابه ووثائق من صفحات قاسم بدارنه ثم وثيقة اخرى وصلتني من صديق عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 

عودة الى فترة الثورة عام 1936:

 

في كتابه “معليا ” يقول د. شكري عراف عن فترة الثورة الكبرى في 15/4/1936 ” لم تشارك معليا بفرق عسكرية ضاربة خارج اطار اراضي القرية. مع ذلك برز فيها شكري الشوفاني ، كقائد فصيل الذي اخذ على عاتقه توزيع الثوار الذين كانوا يقاومون الانتداب البريطاني في الجليل .ممن فرضت عليهم المشاركة وحمل السلاح: ميخائيل عبد، الياس يوسف متى، زكي عبد، واصف ليوس، جميل ليوس ،فهد عراف، اسعد نقولا ، فضول فران، شكري شوفاني ، يوسف فيليم فران ، ايوب شاهين، جميل عيد، ذيب طنوس ،يوسف طنوس ، مرزوق شوفاني . ” كان في معليا اسلحة اشترتها الحمائل، بندقية لكل حمولة ” ولم يشذ سكان معليا في تصرفهم الثوري عن باقي الفصائل العاملة في الثورة الفلسطينية ،اذ ان افرادا من معليا نجدوا اخوانهم الثوار في الجليل الاعلى حسب قاعدة ” الفزعة ” .

” خلال الثورة الفلسطينية اصيب كل من :1-نجيب عساف/ الشماس بطلقة من طائرة بريطانية في موقع ” باب النصب “( هناك من يقول ان المصاب كان نديم عساف .) 2- الياس ميخائيل جمعة عراف ، اذ اطلقت النار عليه من سطح دار الخوري باسيليوس قسيس( دار مسعد قسيس اليوم ) التي كانت مركزا للقوات البريطانية هنا ،ونتيجة ذلك قطعت رجله اليمنى “. 3- كامل العبد اصيب برصاصة من بندقية كان يحملها صالح عبد القادر من ترشيحا، وذلك حين حاول كامل العبد اخذ البندقية من صالح الذي كان ينوي قتل شكري الشوفاني .

” يذكر سكان معليا ان فوزي رشيد من ترشيحا ، وضع رسائل تهديد في بيوت وافران سكان القرية ،يطلب منهم فيها دفع مبالغ من المال، والا تعرضوا الى اعدام اولادهم، كما جاء في رسالته للمختار خليل ليوس، وقد تدخل شكري الشوفاني ومنعه من تنفيذ تهديده ” .

 

سقوط القرية عام 1948

 

بتاريخ 30/9/1948 احتل الجيش الاسرائيلي القرية .خلال الايام القليلة التي سبقت ذلك كان الناس يختبئون في التلال الحرجية نهارا ويبيتون لياليهم في المغاور المجاورة، كان هذا حال معظم اهل البلد .

كتب الدكتور الياس شوفاني في كتابه “رحلة في الرحيل ” :لقد سبق وقضى القرويون ليالي عديدة في كروم الزيتون المحيطة بالبلد، خشية العدوان الليلي. ولكن هذه المرة كانوا يخشون الاسوأ، وقد تملكهم الاحباط، ففي الستة اشهر الاخيرة كانت القرية  على خط جبهة القتال، وحاول العدو اختراق خطوط الدفاع عدة مرات واحتلالها لكنه فشل .كانت الهاجاناه قد تخندقت في خطوط محصنة، وكانت مدينة عكا قد سقطت في ايديها وكذلك السهل الساحلي الى حدود قرية الكابري ، قبل ستة اشهر ، في ايار 1948 .

لم يتأخر السكان في الدفاع عن القرية ،وقد شاركوا فرق من ” جيش الانقاذ ” ،وعزز الاهلون مخزونهم من الذخائر واشتروا بنادق اخرى، وانضم القرويون الى الحراسات الليلية على خطوط الدفاع . ” في احدى ليالي شهر آب 1948 شنت الهاجاناة هجوما على الخطوط الامامية في منطقة  ” التل الاحمر” ( غرب موقع المثاغر ). كانت معركة حامية فيها كر وفر وسقط عدد من جنود العدو . لكن المهم ايضا ان القرية التحمت مع جيش الانقاذ في جسم واحد متكامل، كل جندي في الجبهة يقاتل وكل رجل في القرية مشغولا بالجهد المشترك، يقاتلون، ينقلون الذخائر والامداد، والنساء يحملن الطعام والماء الى الرجال الملتحمين في القتال .

بعد ايام واسابيع قليلة  انسحب ” جيش الانقاذ” من المنطقة دون ان يبلغوا بذلك، فبدأ الناس بالانسحاب وجمع ما يمكن من اغراض واللجوء شمالا حتى فسوطة ورميش وعين ابل  كغيرهم من المهجرين .

ممن اصيب في حرب 1948 : مخلص سلوم جرح في دبة الرملة ،شكري توما قرب خروبة المعاش ،حبيب عساف اذ اصيب خطأ من طلقة جفت من انيس العبد  . نايفة فران  ومنصور قسطة .

مع وصول الناس الى فسوطة في ظهيرة احد ايام تشرين اول 10/1948 سمع صوت انفجار عال وتصاعد الدخان في حارة الكنسية ، ليتضح فيما بعد انه تم تفجير ونسف بيت شكري الشوفاني في الحارة ( مكان بيت ظاهر عكرمي شوفاني اليوم ). فسوطة ظلت بعيدة عن مسرح القتال مع الهاجاناه ،واهلها لم يشاركوا في المعارك….بالرغم من ذلك تركها البعض الى لبنان .

بقي في القرية عدد صغير من الناس ،وكان الخوري ازيدور ابو حنا ( ابن معليا )ومعه يوسف فارس الشوفاني ويوسف قسيس في مهمة تسليم البلد ومفاوضة الهاجاناة على عودة السكان .ومع ذلك فقد قتلت قوات الهاجاناه  نايفة الفران ،صاحبة حانوت في القرية وكذلك منصور قسطة ( يقال انه كان مختلا عقليا ) حين لاحظوه يركض .

 

اتفاق الاستسلام

 

حين امن الخوري ازيدور ابو حنا اتفاقا يقضي بخضوع القرية سلميا، ارسل مرافقه يوسف فارس لإبلاغ عدد من الاشخاص الذين كانوا مختبئين في التلال المحيطة. كذلك طلب من الاهل في فسوطة العودة الى القرية. لكن سبق ذلك ان الهاجاناة حصلت على كل المعلومات المطلوبة عن القرية، وكذلك عدد البنادق التي بحوزة الناس ، وكان نسف بيت شكري الشوفاني تحذيرا لما قد يحصل اذا لم تسلم الاسلحة. على وجه السرعة بعثوا رسولا الى رميش في لبنان ،فجمعت الاسلحة وارسلت الى القرية لتسليمها .

 

 

اعتقال فريزة  عراف/ موراني

 

اشتدت الازمة واحوال الناس المعيشية خاصة وان السكان اعتاشوا من محاصيل الزراعة واهمها التبغ .وفي العام 1947 لم يستطع الفلاحون بيع محصولهم كالمعتاد الى الشركة المعتمدة، ولم يكن بمقدورهم بيع التبغ في لبنان او سوريا بشكل قانوني ايضا. في عام   1948كان معظم حقول القرية قد وقع في ايدي الهاجاناه، ومع اشتداد الازمة المعيشية والغذائية لم يبق امام الاهالي سوى جمع محاصيلهم من الحقول ” المحتلة ” بكل الوسائل المتاحة . العديد من  المهجرين من قرى الساحل توجهت الى لبنان، وبعض سكان الكابري انتقلوا الى اصدقائهم في  معليا ، مع الوقت اندمجوا مع السكان وساهموا في الميليشيات العسكرية. وبسبب كونهم من العارفين في المنطقة الساحلية، فقد ساعدوا اهل معليا في التسلل عبر خطوط العدو ليلا لجني المحاصيل من السهل المحتل.

بدأت  عمليات التسلل تحت جنح الظلام في تموز وتحولت الى عملية واسعة النطاق في آب وفي كل مساء عند الخامسة كانت القوافل الفلاحين تقترب من مواقع حراسة العدو وتنتظر غروب الشمس حيث يدخلون الى حقول الذرة البيضاء ويجمعون ما استطاعوا ليعودوا قبيل الفجر عبر اخاديد الوادي الى بيوتهم .مع مرور الايام اصبح الفلاحون اكثر جرأة، وراحوا يتوغلون عميقا وراء خطوط العدو، وفي احدى الليالي وبينما  افراد احدى العائلات منهمكين في عملهم ،فاجأتهم الهاجاناه ،فتفرق افراد العائلة واستطاع الجميع العودة الى القرية الا احدى البنات (فريزة موراني / عراف / ام معين )، ولشدة خوفها ركضت في الاتجاه المعاكس حيث القى الجنود القبض عليها. في تلك الليلة خضت القرية بعنف ، اذ لم يكن بالامكان الذهاب والبحث عنها، خاصة وان الخوف انتاب اهلها وكل السكان من الاعتداء عليها…الا انه  عند ظهر اليوم التالي  شوهدت الفتاة تقترب من مواقع اهل البلد وبيدها ” علم ابيض ” وعادت سالمة الى اهلها .

 

 

 

 

عودة الى الاحتلال والتصدي للهجرة

 

في صيف 1948 بعث الامير عبد الله ضابطا عسكريا الى الجليل، وكانت مهمته ابلاغ انذار الى الجليليين: اذا هم بايعوا الامير ، فانه سيحمي الجليل .حضر اللقاء عدد من وجهاء المنطقة من بينهم ايضا شكري الشوفاني ممثلا عن معليا. لم تمنح المبايعة للامير عبد الله، اذ كان الناس يفضلون المفتي….ونظرا لبقاء الامر طي الكتمان، بقي اهالي معليا بلا انزعاج، وواصلوا اعمالهم كالمعتاد.

بعد ذلك الاجتماع ، بدأ العديد من اغنياء القرى المجاورة يتركون الى لبنان وينقلون امتعتهم الثمينة الى اماكن آمنة عبر الحدود .

احدى العائلات من معليا حاولت  ان تفعل الشيء نفسه، فبرز الخوف من ان يصبح الامر نهجا. اتخذ قرارا حازما بمنع اي شخص من ترك القرية ،وبالقوة اذا لزم الامر….وقد نفذ القرار بحذافيره رغم المرارة والتذمر، لكن احدا لم يجرؤ على تحدي القرار وبقي الجميع بالقرية حتى اللحظة الاخيرة .عندما سقط الجليل في 31/10/1948 كان معظم اهالي معليا في التلال والاودية المحيطة بالقرية، وعدد قليل جدا اجتاز الحدود الى رميش/ لبنان. وبدأت مسيرة العودة الى القرية  وهكذا في منتصف شهر تشرين الثاني  كان كل اهل القرية قد عادوا ليواجهوا احتلالا الى اجل غير مسمى .

 

المبعدون من معليا والهويات الحمراء

 

في كتابه ” رحلة في الرحيل ” يصف دكتور الياس الشوفاني بدقة متناهية تفاصيل اختيار وابعاد حوالي 30 شخصا من معليا الى خارج الوطن .” عند فجر ذلك اليوم، افاق الناس على عسكر الاحتلال، وقد طوق القرية .لقد نصبوا الحواجز على مداخلها وانتشر بعضهم على سطوح المنتزل، وفي الاماكن المشرفة,وكانت قد سرى خبرا بان  اليهود ” يكبون ” اعدادا من العرب في خارج الحدود .احكموا الطوق ومنعوا الناس من الخروج الى اعمالهم، وعند الشروق، نادوا على الاهالي بمكبرات الصوت وامروهم بالتجمع في المراح….” استقبلنا احد المخبرين،ممن تعاونوا مع سلطات الاحتلال منذ البداية ،…..لا تخافوا، فانا وراءكم حتى النهاية “.( الاسم معروف في معليا ) عند مقرضابط التحقيق ، ونادوه هاري ، صاحب الحل والعقد، اتخذ مقره في المراح في بيت عفيف عساف حاليا، في العاشرة بدأوا ينظمون الناس في طوابير لادخالهم الى الضابط،….المخبر في ركن الغرفة يؤدي المهمة عبر حاجبي عينيه. ويصدر الحكم والكلام في الاعجمي . وبدأت قائمة المختارين للابعاد / الطرد تطول…..

من كتاب ” معليا ” د. شكري عراف :

 

في الدفعة الاولى في 15 / 2/1949  :نعيم شاهين وزوجته نعامة وابنه نصري ، زكي عساف وزوجته وابنه صفوات ، جميل ليوس ، ميخائيل عساف، حنا الاشقر / لبنان ، ابراهيم اسعد خميسة ،  صدقي خميسة ، مسعد حديد ، اسعد ومسعد ويوسف وميخائيل حنا المعلم ، رضا المعلم ، موريس ليوس ، الياس حمدان وبطرس ليوس / البصة ،

نور جبران، شاكر العبد ، اثنان من عائلة ابي حسان / ترشيحا، قطف الشوفاني ( زوجة شكري الشوفاني ) وولداها حنا والياس .

وفي التغريبة  الثانية ، جمع سكان معليا في موقع الطريشة جنوب الشارع حيث البيوت الشمالية لموشاب معونة وتم اختيار التالية اسماؤهم للابعاد : عائلة ميخائيل نخلة شوفاني ( سبعة انفار ) ، سليم قسطة ،اماني زند ، احمد البدوي ، خليل وفراج ابو سخينة ووالدهما / ترشيحا ، وقد اعفوا عفيفة عيد من الترحيل ، اذ قالوا للضابط المسؤول ان زوجها في السنغال، فخافوا من الفضيحة السياسية ……كان ذلك فقط قبل ايام من اعطاء السكان الهوية الزرقاء في شهر 9/1952 لكي لا يتاح لهؤلاء التصويت في الكنيست .

الطرد من البلاد جرى عن طريق الاردن ومنها سوريا ولبنان ،لكنهم عادوا تسللا او بعد ان تدخلت قوى عديدة منها المطران . بعد العودة اعطت  السلطات ” الهوية الحمراء ” لكل من سمح له بالعودة من مهجري البلاد، وهذه كانت فرمان فك ارتباط مع الحياة السياسية في البلاد، فهي تستثني صاحبها من حق الانتخاب مثلا،لكنها لا تعفيه من دفع الضرائب ، بينما يبقى تحت المجهر الاستخباراتي وتنقلاته واعماله مرهونة بتصريح سلطوي…. وقد خاض  “محامي الارض ” حنا نقارة معركة قضائية قاسية حتى الغى ما يسمى بالهوية الحمراء .

 

جُفون وطن – 191. معليا والإبعاد من صفحة قاسم بدارنة :

.

خوري ومختار قرية معليا، يتوجها لوزير الأقليات يوم 20.1.49 حول تسلسل الاحداث وابعاد المواطنين.
افتتاحية الرسالة:
“لقد كنا ننتظر بفارغ الصبر أن نصل الى حكومة إسرائيل ونحن ننظر اليها باعتبارها مثالاً للعدالة والإنسانية والديموقراطية الصحيحة، وقد استقبلنا الجنود البواسل ومسلمين له السلاح الذي اجبرنا جيش الإنقاذ على شرائه”.
يوم 30.9.48 يحتل الجيش قرية معليا، ليعود يوم 15.1.49 ويُعلن منع التجول مع اعتداء على النساء الحوامل بالضرب. بعدها يقوم الجيش بأخذ 25 نفراَ من القرية، ولا ندري ما حدث معهم.
العريضة تُطالب الوزير بنجدة البلدة المظلومة، بلطفكم وعدالتكم.
مخاتير ووجهاء معليا يتوجهون ثانية يوم 29.1.49 وانهم فهموا من ضباط الجيش بأنه قد تم ابعاد ال 25 نفراً الى لبنان.
نسترحم من معاليكم العمل على اعادتهم الى بيوتهم، ونحن نتعهد بانهم سيحافظون على الولاء للدولة والعيش بسلام.
مدير مكتب الأقليات في حيفا يؤكد بأن مصيرهم كان الإبعاد الى لبنان بتهمة التجسس ونقل معلومات للعدو، وذلك بحسب تقرير جيورا زاييد.

 

الانتقاء في تدمير قرى وتشريد اهلها ……وماذا مع معليا ؟؟؟

عدت الى كتاب المؤرخ اليهودي اليساري ايلان بابه ” التطهير العرقي في فلسطين ”  عن ” عملية حيرام “اي احتلال الجليل بين 10/1948  حتى 1/1949  ويكتب : احتل معظم قرى الجليل في يوم واحد، دير حننت، عيلبون ،عرابة ،اقرث، فراضية ،معليا، ترشيحا…… وقد طرد بعض القرويين ، وسمح لبعضهم الآخر بالبقاء……لماذا تركت الجش وشأنها، وطرد سكان قديثا وميرون المجاورتين بالقوة …؟

ثم يقول :” من الصعب الاجابة على مثل هذه الاسئلة  وكثير مما يلي مبني على تكهنات….” ” بينما نجحت سياسة فرق تسد في حالة الدروز ،الذين وعدوا لا  بالحصانة فحسب بل ايضا باسلحة وامتيازات مقابل تعاونهم مع العدو ،فان المجتمعات المسيحية  كانت اقل تعاونا “….

” وقد عمدت القوات الاسرائيلية  في البداية الى ترحيل المسيحيين بشكل روتيني مع المسلمين الا انها في وقت لاحق  بدأت بنقلهم هم والمسلمين الى معسكرات انتقائية في المناطق الساحلية الوسطى.ومن هناك نقل السلمون الى لبنان بينما عرض على المسيحيين صفقة مختلفة مقابل قسم الولاء للدولة اليهودية ، لكن سرعان ما عاد الى معاملة القرى المسيحية التي لا يوجد بها سكان دروز بالطريقة نفسها التي كانت تعامل بها القرى الاسلامية .

اما دكتور الياس  شوفاني يقول في هذا المجال :”لا اعرف لماذا سمح اليهود لاهالي قريتنا، معليا ،ان يعودوا الى بيوتهم، ومنعوا آخرين.لماذا ابعدوا نفرا منهم  بعد اشهر من الاحتلال ، ثم سمحوا لهم بالاقامة فيها،بعد ان تسللوا اليها رجوعا.لقد وضعت الهاجاناه الخطتين ” ج ، د “لترحيل العرب من مدنهم وقراهمواحتلال الارض من اصحابها……فلماذا ابقت حوالي 150 الفا معظمهم في الجليل ؟؟هل لانه كان جزءا من الدولة العربية، حسب قرار التقسيم؟؟ ربما !! لكن جميع التعليلات لا تبدو متماسكة .وعلى اية حال فان جميع القرى الدرزيةفي الجليلين الاعلى والاسفل ظلت على حالها……اما لماذا رحلت البروة وبقيت دير الاسد مثلا؟؟فليس للامر قانون يحكمه .”

وثيقة ” رسمية ، حكومية ”

في العام 2016 وصلتني رسالة من صديق في وسائل التواصل الاجتماعي كما وصلته هو وهي مجهولة المصدر جاء بها :

لحضرة الوزير موشه شاريت……                 4/12/1949            نيويورك

العزيز…..

زلمان ليف ابلغني اليوم انه توجد خطة لطرد السكان العرب…..مهم من الاماكن ، وخاصة في الجليل. وهذا هو الواقع: القرى التي يطرد اهلها هي : فسوطة ،ترشيحا ،معليا….. اهالي قرية برعم الموجودين هناك، حرفيش، ريحانية ، هؤلاء في الجليل، مجدل وزكريا بجانب بيت نطيف. عدد الناس الذين يطردون  يفوق العشرة آلاف بالتقريب …الطرد ، القول ،النقل بالقوة لاماكن اخرى، ضروري لاسباب امنية .

رئيس الحكومة صادق على الخطة واكن لن ينفذها بدون موافقتك وموافقة السيد كابلان .( هذه العملية تكلف  مليون ليرة اسرائيلية، وبهذا مصروفات …… مطرودون من جديد .

” ليف يقول انهم سينفذون الخطة  ” بدون وحشية خاصة …..وبمناسبة اخرى في نفس الحديث قال ” بدون قسوة خاصة، الخطة لن تنفذ قبل عودتك وبدون موافقتك . في حديث مع ليف اعربت عن رد سلبي وحامي لاسباب سياسية…. ..ان تعرف عن امر الخطة الان حتى لو ان مصيرها لم يقرر،….. نهائيا  . اضف ان اكثرية المرشحين للطرد في الجليل هم مسيحيون، دروز او شركس ( الريحانية )

لك التحية     ف. ايتان

ملاحظة :النقاط بين الجمل اعلاه، مكان كلمات لا تظهر في الرسالة التي وصلتني .

الاشخاص المذكورين هم :موشه شاريت ،( شرتوك ) اول  وزير خارجية لاسرائيل وكان ثاني رئيس حكومة بين السنوات 1954 حتى 1955 .

زلمان ليف ،كان مهندسا وخبير الاراضي ، من طليعةراسمي الخرائط ومستشارا لرئيس الحكومة بن غوريون ووزير الخارجية شاريت بخصوص الحدود والارض ف.

فولتير ايتان،كان مديرا لوزارة الخارجية بفترة شاريت .مع قيام الدولة .

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .