ما سرّ الصحوة البريطانية تجاه الدروز

رضوان الذيب

radwan_586081_large

ما هو سر «الصحوة البريطانية» تجاه دروز لبنان وسوريا، وقيام وفد بريطاني مكلف من قبل الحكومة البريطانية في لندن باستطلاع اراء فاعليات دينية وثقافية وسياسية ومعرفة موقفها من التطورات الحالية واوضاع الدروز في لبنان وسوريا حيث ضم الوفد مسؤولة العلاقات السياسية والاعلامية في سفارة بيروت نيكول دي لوزيو ومسؤول مكتب السفارة البريطانية في سوريا بالاضافة الى مسؤولين، وتوجت هذه اللقاءات بزيارة للسفير البريطاني في لبنان الى شيخ عقل الطائفة الدرزية نصر الدين الغريب والمحسوب على ارسلان، حيث خرق السفير البريطاني الحظر الجنبلاطي، الذي اشتغل لحصر زيارات الرسميين والسفراء العرب والاجانب بشيخ عقل الطائفة الدرزية نعيم حسن في دار الطائفة في بيروت وعدم تكريس شيخي عقل حتى بالعرف، رغم ان سفراء الممانعة السوري والايراني والروسي لم يلتزموا اصلاً بالحظر ويزورون الغريب باستمرار.

وفي المعلومات «ان زيارة السفير البريطاني فرضتها الظروف في لبنان وسوريا والحاجة البريطانية لمعرفة كل آراء الاطراف الدرزية دون استثناء، وقد سجل الوفد البريطاني الذي زار الفاعليات الدرزية كل ما سمعه من اراء متناقضة علما انه تم خلال الزيارات التذكير بالعلاقة الجيدة والتاريخية بين الدروز والبريطانيين خلال احداث 1860 المشؤومة في القرن التاسع عشر وموقف بريطانيا في تلك «الحقبة» والتي خفت من خسائر الدروز والتذكير بما قاله الجنرال البريطاني للجنرال الفرنسي بان كل الاطراف مسؤولة عما حصل وليس الدروز وحدهم».

علماً ان القيادات الدرزية تدرك ان الموقف البريطاني لم يحم الدروز يومها وكان من ضمن سيناريو كبير لتقسيم المنطقة والتحضير لاتفاقية سايكس – بيكو وخلق دولة اسرائيل. وتقول مصادر سياسية، ما اشبه اليوم بالامس في ظل التحضيرات لنسف سايكس – بيكو وخلق تقسيمات جديدة للمنطقة مذهبية وعرقية وافضل من ينشط لمثل هذه المشاريع والتقسيمات هي بريطانيا في رسم مشاريع جهنمية للبنان وسوريا. بالتنسيق مع مخابرات عربية معروفة.

وحسب المصادر من افضل من الدروز والاقليات بنظر الغرب لاغرائهم بحكم ذاتي ودول طائفية، خصوصاً ان انتشار الدروز على خط متواز يمتد من حدود درعا الى جبل العرب والقنيطرة وشبعا وحاصبيا، يجعل من هذا التواجد محل «شهية» للغرب لتقسيم المنطقة الى دويلات طائفية ومذهبية، وهذا الخط قادر على الفصل بين اسرائيل وسوريا مؤمناً الحماية لدولة العدو من الدولة السورية، علماً ان طرح قيام الدولة الدرزية ليس جديداً وطرحه الصهاينة مع فاعليات درزية في لندن اوائل 1960 وابلغت القيادات الدرزية الشهيد كمال جنبلاط بالامر الذي بدوره ابلغ جمال عبد الناصروتم فضح المشروع واسقاطه، ربما يتجدد هذا المشروع اليوم، ليشمل تقسيمات ومقاطعات درزية ومارونية وكردية وعلوية وسنية وغيرها، وهذا هو الاساس والباقي تفاصيل.

وحسب المصادر وفي المعلومات، ان وفوداً اجنبية التقت فاعليات درزية من جبل العرب في انقرة وعقدت لقاءات بحضور فاعليات درزية من فلسطين المحتلة والاردن ولبنان وبعض المغتربين في الولايات المتحدة وكندا وغيرها وجرى النقاش في الملف الدرزي العام في المنطقة ومصير الدروز في ظل الاحداث في سوريا، ومَن يحميهم؟ قدمت الاغراءات لحكم ذاتي ولقوات «صحوة» جديدة، وشهدت اللقاءات خلافات حادة، والمسؤولون اللبنانيون يعرفون تفاصيل ما حصل.

وحسب المعلومات فان ما جرى نقل لقيادات درزية في جبل العرب وما طرح حول مصير الدروز والاقليات وضرورة حماية انفسهم لكن موقف فاعليات الجبل وتحديداً الدينية كان حاسماً لجهة التمسك بوحدة التراب السوري، ورفض التحول الى «قوات صحوة» جديدة تشبه قوات الصحوة العراقية ودعم الاجنبي على حساب تراب الوطن، وأكدوا الوقوف مع الدولة والجيش السوري، وايضا سها عن بال اصحاب المشاريع الجهنمية، ان دور الدروز التاريخي هو دور وطني وقومي وعربي واسلامي منذ ان ارسلهم الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور الى هذه الارض للدفاع عن الثغور العربية والاسلامية ضد الغزوات الصليبية، والدروز لن يتخلوا عن هذا الدور وهم يدركون ان قوتهم في «دورهم» وليس في عددهم. وان حصانتهم «اكتسبوها» من دورهم العربي والاسلامي.

وحسب المصادر لا يمكن الحكم النهائي على الادوار البريطانية والاجنبية، لكنه تبين من خلال زيارات المسؤولين البريطانيين للفاعليات الدرزية انهم مطلعون على كل الامور، ويريدون معرفة المزيد من المواقف وخصوصاً حول سوريا واللاجئين السوريين لان كل الجهد الدولي يتركز على هذا الملف وكيفية استيعاب اللاجئين وتأمين ادوار لهم مع الاقليات، علماً ان السفير البريطاني استغرب كيفية تكبير ملف اللاجئين وقال بوضوح «الوجود السوري في لبنان كان قبل داعش وتحديداً اليد العاملة فلماذا هذه الضجة الان؟».

مشاريع كبرى ترسم للمنطقة ولبنان ليس بمعزل عنها والاستحقاق الرئاسي في «اخر» هموم الخارج ولا أحد يفكر بلبنان الا من خلال ملف اللاجئين والملفات الكبرى في المنطقة، التي تطيح بدول فكيف بطوائف ورئاسات.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .