قصة الأطفال” بسالة شادن” في اليوم السابع

القدس: 10-8-2023 من ديمة جمعة السمان-ناقشت ندوة اليوم السّابع الثّقافيّة الأسبوعيّة المقدسيّة قصّة الأطفال” بسالة شادن”، كتب القصّة طلّاب الصّفّ الأبتدائيّ السّادس”ج”، في مدرسة طرعان الإبتدائيّة، وتحت إشراف مديرتهم د. روز اليوسف شعبان. وصدرت القصّة التي تقع في 30 صفحة ورافقتها رسومات سعاد خمايسي عام 2023 عن أ. دار الهدى، عبد زحالقة.

افتتحت النّقاش مديرة النّدوة ديمة جمعة السّمّان فقالت:

اعتدنا في لقائنا في ندوة اليوم السابع استضافة كاتب لنقاش كتابه، ولكن لقاء اليوم مختلف، إذ أن قصة الأطفال التي سنناقشها اليوم اشترك بتأليفها عشرون كاتبا صغيرا، بمبادرة وإشراف التربوية د. روز اليوسف شعبان، معلمة الصف السادس (ج) في مدرسة طرعان الابتدائية “د”، ومديرتها أيضا.

استطاعت د. روز أن تحث عشرين طالبا وطالبة بأن يتعاونوا سويّا لتأليف قصة أطفال، تحت إشرافها، ووفق خطوات مدروسة، حتى وصلت المخطوطة إلى المرحلة التي أهّلتها للوصول إلى المطبعة، وبالتالي رأت النور، واعتلت رفوف المكتبات، تعلن عن نفسها قصة جميلة تحمل رسائل تربوية إنسانيّة. إذ نسّقت معلمتهم د. روز مع دار الهدى للنشر، عبد زحالقة.

مبادرة جميلة من تربويّة تعي تماما أهميّة تعزيز العمل التّشاركي بين الأطفال، ليخرج عملا متكاملا يعتزون به يحمل أسماءهم.

أعجبتني مراحل العمل التي اتبعتها معلمتهم معهم: بداية طرحت عليهم فكرة تأليف قصة أطفال، فاستحسنوا الفكرة، وتم التنفيذ في حصص التعبير والمطالعة، وهذا يعني أنها حوّلت الحصص الدراسية إلى وقت ممتع للطلبة، يكتشفون مواهبهم خلالها ويظهرون إبداعاتهم.

موضوع تقبل الآخر والتنمر أمر يشغل بال أطفالنا، لذلك اختاروا هذا الموضوع.

وقد لفت نظري الأسلوب الذي تم به اختيار موضوع القصة، إذ خضع للتصويت، وهذا يعني تعزيز الديمقراطية في طلبتها.

كما أن د.روز حثتهم على البحث في الحاسوب لاستخراج المعلومات اللازمة، ثم قسمتهم إلى مجموعات لكتابة القصة، ومن ثم جرت التعديلات واختيار الجمل المناسبة، وتم عرضها أمام الجميع لإقرارها.

أمّا على مستوى الأفكار التي تناولتها القصة، والموضوع الذي تمت معالجته، فقد حمل عدة رسائل إنسانية وتربوية، وهذا يعكس مدى وعي أطفالنا:

– الحثّ على تقبل الآخر حتى لو كان مختلفا عن المجموعة.

– التنمر أمر سيّء يجب تجنبه.

–  عدم الاستخفاف بأيّ كان، إذ أنّ كل له تميّزه في مجال معين.

– تمّ التركيز على أهميّة التحفيز، إذ كان دور الأم في حياة ابنها الظبي شادن وتحفيزها وتشجيعها الدائم له سببا في تميزه بالشّجاعة وسرعة البديهة، وبالتالي استطاع أن ينقذ قطيع الظباء من اللبؤة.

– ضرورة الاعتراف بالخطأ وتصحيحه أمر في غاية الأهمية، إذ اعترفت مجموعة الظباء بخطئهم تجاه شادن، إذ كانت قد مارست عليه التنمر ، لأنّه ولد بقرن واحد، وتجنبته واستبعدته، ورفضت بأن يشاركهم نشاطاتهم، ولكن بعد إنقاذه لهم اعترفت بخطئها، وضمّته إلى القطيع عضوا هاما، يتم استشارته في العديد من الأمور.

القصة تحفيزية، تبث الأمل في النفوس، ونهايتها سعيدة.

كتبت القصة بلغة جميلة وبسيطة وشيّقة وخالية من الأخطاء.

أنصح بإعادة التجربة لما فيها من فوائد تعود على الطلبة في هذا العمل التشاركي، الذي يعزز العلاقة بين الزملاء ويساعدهم على ترتيب أفكارهم والتعبير عن أفكارهم بلغة سليمة وجميلة.

وكتبت دولت الجنيدي أبو ميزر:

عدا عن حبها للأدب والشعروعشقها للغة العربية وابداعها فيما تكتب،عرفنا عن د.روز اليوسف شعبان جدها واجتهادها واخلاصها في عملها، وحبها ووفائها لطلاب، وتوّجت ذلك بهذه الفكرة الرائدة البناءة التي أوجدتها في مدرسته ؛ لتشجيع طلابها للاستفادة من حصص التعبير والمطالعة وتشجيعهم على الكتابة واخراج مواهبهم ،وتشجيع ميولهم والأخذ بأيديهم لبناء قصة متكاملة من حيث الفكرة والتأسيس والمبنى،  بأسلوب جماعي وعمل خلية نحل والمشاركة في اختيار الموضوع المفضل لدى الجميع، عن طريق التصويت عليه واختيار الأنسب، والنقاش حول صياغة الفكرة حيث اتبعت ثلاثا وثلاثين خطوة لبناء القصة، وسارت معهم خطوة خطوة، وأخذت بأيديهم حتى اختاروا موضوعا مُعاشا في محيطهم، وهو موضوع التنمر وعدم تقبل الآخر، فخرجت القصة جميلة،عناصرها مكتملة تجذب الأطفال وتطرح مشكلة من مشاكلهم، وتضع حلا لها، فأوجدت فيهم حب الشراكة والتعاون والمحبة والتطلع لبحث مشاكل الأطفال اليومية في موضوع قصصهم، حتى خرجوا بهذه القصة الجميلة بسالة شادن” حيث اختار الطلاب الشخصيات وهم الغزلان، وتناقشوا حول صياغة الفكرة بحيث يكون الغزال الصغير شادن مختلفا عن قطيعه، وكيف يتقبله القطيع، وشجعتهم على البحث في الحاسوب وجمع المعلومات عن الغزلان، واختيار الحيوان الذي سيهجم على القطيع وهو اللبؤة .وألّف كل طالب قصة وأرسلها عبر الإيميل إلى المعلمة، وتم فحص القصص، وتم كذلك تقسيم الطلاب الى مجموعات واتبعت د. روز ثلاثا وثلاثين خطوة في كيفية متابعة القصة  لجماعية، والتي يجب أن تكون منهاجا لتعليم الصغار والكبار من حيث الاختيار والتعديل والتنقيح والعرض والمشاركة والنقاش والإعادة، وأخذ الوقت الكافي حتى تخرج القصة كما أريدَ منها معبرة متكاملة، حيث تمكن الغزال الصغير شادن المختلف بالشكل عن قطيعه الذي تنمر عليه وأبعده عن حياة القطيع باثبات وجوده بسرعته وخفة حركته ،من التغلب على التشوه في وجهه ووجود قرن واحد في رأسه بسبب تعرض والدته لحادث أثناء الحمل، وعدم تقبل قطيعه لوجوده بينهم ومرافقتهم في البحث عن الطعام.ومع اصرارهم على إبعاده عن القطيع إلا أنه هو الذي أنقذهم عندما تعرضوا لهجوم لبؤة عليهم، حيث فاجأها بالهجوم عليها من الخلف وضرب مؤخرتها بقرنه الحاد ،مما مكنهم من الهرب ولحاقه بهم مما جعل قائد القطيع يضمه الى القطيع، وتفرح أمّه بهذا النصر لابنها وانضمامه الى القطيع وتفخر به، وهي التي دعمته ووقفت بجانبه حتى وصل الى ذلك،وشكرت  قائد القطيع على ضمه الى القطيعواعتذر جميع القطيع لشادن على تصرفاتهم اتجاهه وصاروا يستشيرونه في جميع الامور رغم صغر سنه

القصة جميلة محبوكة سهلة خالية من الأخطاء اللغوية والاملائية والمطبعية، معبرة ومفيدة وذات مغزى ومفرحة، تناسب الأعمار التي كُتبت لها. وأمّا الطريقة التي اتبعتها د.روزفقد خلقت جوّا من التآلف والبهجة والقدوة الحسنة، بأسلوب تعليمي راق متطور ومفيد لكتابة قصة متكاملة حتى تم اختيار موضوع من عمق الواقع، الذي يعاني منه بعض الطلبة وغيرهم، وهو حالة التنمر وتأثيره على شخصية المتنمر عليه .جاءت القصة على لسان الحيوانات التي يحبها الأطفال  دور الأمّ الداعم والمساعد للغزال الصغيروضع الثقة في نفسه،وساعده على تخطي الأزمة. 

هذه القصة عمل جماعي للطلاب تحت اشراف المعلمة روز، ومشاورتهم والأخذ برأيهم وإعطائهم حق التصويت لاختيار الموضوع المفضل لديهم، وهو موضوع التنمر وعدم تقبل الآخر،ومشاركتهم في النقاش، وهذا يدل على دور المعلم والمعلمة في نشأة وتطور الطلاب الادبي، وأهمية العمل الجماعي والقيادة الحكيمة والمهتمة بكل فكرة أيّا كانت.وأهمية المشاورات بين أعضاء الفريق، واتخاذ القرار السليم

أدعو بأن تؤخذ هذه الفكرة بعين الاعتبار لتكون أساسا ومنهاجا في الكتابة لتخرج الأعمال الأدبية منقحة وخالية من الأخطاء والتعقيدات والضعف والبناء غير المتكامل. 

وكتبت خولة سالم:

قصة هادفة تطرح قضية جوهرية يشعر بها عادة الطلاب في مراحل الصفوف الابتدائية، حيث يتم نبذ أيّ طالب أقلّ منهم حظا من جمال الخلقة، ممّا يتسبب له في العزلة والابتعاد حتى لا يتأذى من التنمر عليه.

لذا جاءت القصة مناسبة موضوعا ومحتوى، بالاضافة إلى الرسومات الشيقة المرافقة للسرد.

عنوان القصة جميل جدا ومشجع القراءة بالإضافة إلى رمزية قرن الغزال؛ ليعكس فكرة القصة ضمنيا.

وقال بسام داود:

قصة واقعية فهي تعالج مشكلة موجودة في مجتمعاتنا وهي مشكلة التنمر.

فهنا تعرض الغزال شادن الذي ولد وبه عيوبا خلقية ..بقرن واحد ووجه بشع..ممّا أدى لتعرضه للتنمر من قبل زملائه في القطيع، وهذا يسمى بالتنمر الاجتماعي، وكذلك التنمر من قبل قائد القطيع وهو التنمر الفردي…وتعرض للإقصاء وعدم تقبله؛ ليكون من ضمن القطيع  ومنعه من الخروج معهم للبحث عن الطعامن ممّا سبّب له الألم والحزن والوحدة..ممّا استدعى أن يخبر والدته بذلك، والتي دعمته نفسيا وعززت من ثقته بنفسه، وان الله سبحانه وتعالى منحه القوة والرشاقة والسرعة، التي لم تتوفر لأحد غيره من القطيع..وهذا أدخل السرور في نفسه فمارس حياته بشكل طبيعي، وبقي يحب الخير لغيره، حتى أنه خاطر بنفسه معتمدا على قوته ورشاقته بأن هجم على اللبؤة التي هاجمت القطيع، وتغلب عليها مستخدما قرنه الوحيد، ممّا أنقذ زملاءه في القطيع، فعادوا لمكانهم سالمين…وحاز على محبتهم واحترامهم، فقاموا بالاعتذار له، وأصبح عضوا فاعلا في القطيع لدرجة أنه أصبح مستشارا لهم على الرغم من صغر سنه، وعاشوا بأمن وسلام ومحبة.

ظاهرة التنمر موحودة في مجتمعاتنا، وتترك آثارا نفسية صعبة على المتنمر عليهم خاصة الأطفال.

فالتنمر سلوك خاطئ، يجب التصدي له منذ البداية خوفا من أن يضع المتنمر عليهم في خطر السلوك العدواني، والسلوك الإجرامي والعنف في مرحلة البلوغ، وأن نعلم أطفالنا بأن يبلغوا والديهم أو معلميهم إذا وقع عليهم تنمر، -كما حصل مع شادن- الذي أخبر أمّه، فقدمت له كل الدعم ليواصل حياته.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .