في ذكرى الاستقلال/او النكبة لماذا دمرت قرى ولم تدمر معليا وترشيحا وحرفيش مثلا  ؟؟؟

 

IMG_6343

الياس ابو عقصة يتحدث اليوم  في لقاء بقرية سحماتا المهجرة

قال المثل الشعبي :”كل واحد ببكي ع امواتو “. اسرائيل تحتفل ب “يوم الاستقلال” والشعب الفلسطيني يحيي ذكرى الطرد والتهجير والتطهير العرقي  ,واتفق فيما بعد على التسمية ” ذكرى النكبة “.والحديث عن 15 ايار 1948 (بالتوقيت الميلادي). بما ان كلمة “استقلال” هي بدعة صهيونية (اقرأ كلمة اعلان قيامتها او تأسيسها) كما  هي كلمة “حرب الايام الستة” التي لاتزال مستمرة حتى يومنا هذا ’ وكذلك حرب “يوم الغفران” وايضا استعمال كلمات  ” يهوذا والسامرة”,فقد اختارت الصهيونية الاسماء التوراتية من اجل  المسح الدماغي عند البعض ومن اجل البرهان  التوراتي  للحق الصهيوني في فلسطين .

جاءت هذه المقدمة وانا اقرأ عن “حرب ال48” وعن “التطهير العرقي التي قامت به العصابات المسلحة الصهيونية ضد السكان العرب –اهل فلسطين –   وتشريد وطرد الناس وهدم قراهم وهذا ما اتفقنا على تسميته “نكبة اهل فلسطين”.

اردت ان اعرف لماذا مثلا  احتلوا سحماتا  ودير القاسي والمنصورة  وطردوا اهلها ودمروا البيوت ولم يفعلوا ذلك مثلا في معليا او ترشيحا او حرفيش والبقيعة, وكلها قرى متجاورة .

عدت الى كتاب المؤرخ اليهودي اليساري ايلان بابه “التطهير العرقي في فلسطين” لاقرأ عن “عملية حيرام” ا ي احتلال الجليل بين اكتوبر/تشرين الاول 1948 وكانون الثاني/يناير سنة1949 (حيرام كان ملك صور في الحقبة التوراتية).

يقول ايلان بابه :”احتل معظم القرى في الجليل الاعلى في يوم واحد في نهاية تشرين الاول/اكتوبر- دير حنا, عيلبون , عرابة, اقرث, الفراضية, معليا, ترشيحا. ميرون ,الصفصاف’ سعسع  ,الجش,  فسوطة, قديتا, كفر عنان,  تربيخا, القائمة طويلة, وقد طرد بعض القرويين, وسمح لبعضهم ألآخر بالبقاء.”  “لماذا تركت الجش وشأنها, وطرد سكان قديثا وميرون المجاورتين بالقوة؟؟  لماذا لم يتم التعرض للرامة, بينما دمرت الصفصاف وكفر عنان المجاورتين ؟؟؟ ”

ثم يقول الكاتب “من الصعب الاجابة على مثل هذا السؤال ,وكثير مما يلي مبني على التكهنات.” ثم “بينما نجحت سياسة “فرق تسد”في حالة الدروز,الذين وعدوا لا بالحصانة فحسب,بل ايضا بأسلحة وامتيازات في مقابل تعاونهم مع العدو,فان المجتمعات المسيحية كانت اقل ” تعاونا “.

وقد عمدت القوات الإسرائيلية في البداية الى ترحيل المسيحيين بشكل روتيني مع المسلمين, الا انها في وقت لاحق بدأت بنقلهم هم والمسلمون الى معسكرات انتقالية في المناطق الساحلية الوسطى.لكن نادرا ما كان المسلمون يبقون في تشرين الاول /اكتوبر طويلا في تلك المعتقلات, اذ كانوا  ” ينقلون ” (على حد تعبير الجيش الاسرائيلي) الى لبنان, اما المسيحيون, فكانت  تعرض عليهم صفقة مختلفة  في مقابل قسم الولاء للدولة اليهودية,كان يسمح  لهم بالعودة الى قراهم لفترة قصيرة ويسجل لهم ان معظمهم  رفض المشاركة طوعا في عملية انتقائية من هذا النوع. وكانت النتيجة  ان الجيش الاسرائيلي  سرعان ما عاد الى معاملة القرى المسيحية  التي لا يوجد بها سكان دروز بالطريقة نفسها التي كانت تعامل بها القرى الاسلامية. ”

اما العقلية الصهيونية  فكانت هي الموجه للتعامل مع العرب بالكامل.

وهنا بيت القصيد .

وصلتني رسالة من صديق عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي كما وصلته هو  مؤرخة بتاريخ 4-12-1949  من ف. ايتان الى موشه شريت حيث كان موجودا في نيويورك .اعترف اولا ان هذه الرسالة مجهولة المصدر ثم لا اشك بتاتنا بصدقها . وجاء بالرسالة ما يلي :

”  لحضرة الوزير موشه شريت             4/12/1949

نيويورك

…..العزيز

زلمان ليف ابلغني اليوم انه توجد خطة لطرد السكان العرب …….مهم من الاماكن,وخاصة في الجليل.وهذه  هي الوقائع : القرى التي يطرد اهلها  هي : فسوطة ,ترشيحا , معليا ,…..اهالي قرية برعم الموجودون هناك, حرفيش, ريحانبة ,هؤلاء في الجليل , مجدل وزكريا بجانب بيت نطيف.

عدد الناس الذين يطردون يفوق العشرة آلاف بالتقريب.

الطرد, القول, النقل بالقوة لاماكن اخرى, ضروري لأسباب امنية

رئيس الحكومة صادق على الخطة ولكن لن ينفذها بدون موافقتك ,وموافقة السيد كابلان. (هذه العملية تكلف مليون ليرة اسرائيلية, وبهذا مصروفات…..مطرودين من جديد.

ليف يقول انه سينفذون الخطة “بدون وحشية خاصة…..وبمناسبة اخرى في نفس الحديث قال” بدون قسوة خاصة” )

الخطة لن تنفذ قبل عودتك وبدون موافقتك.

في حديث مع ليف اعربت عن رد سلبي وحامي لأسباب سياسية. …..ان تعرف عن امر الخطة الان حتى لو مصيرها لم يقرر’…نهائيا. اضف ان اكثرية المرشحين للطرد في الجليل هم مسيحيون, دروز (حرفيش) او شركس(الريحانية)

 

لك التحية

ف.ايتان.

ملاحظة : النقاط اعلاه هي مكان كلمات لا تظهر في الرسالة التي وصلتني .

اما الاشخاص المذكورين فهم : 1-موشه شاريت (شرتوك)اول وزير خارجية لإسرائيل وكان ثاني رئيس حكومة بين السنوات 1954 حتى 1955  اي بين فترتين  لبن غوريون .

هو مؤسس وزارة الخارجية ونجاحه كان باتفاق وقف اطلاق النار سنة 1949 اي انهاء الحرب .

اما زلمان ليف فكان مهندس وخبير الاراضي,من طلائع راسمي الخرائط,ومستشار لرئيس الحكومة بن غوريون ووزير الخارجية شاريت بخصوص  الحدود والارض مع قيام الدولة.

اما  ف.—- فولتير ايتان فقد كان مدير وزارة خارجية موشه شاريت .

اخي القارئ    :  يعني شو جابت من بيت ابوها ؟؟؟ بعدا نفس العقلية لحد اليوم.

عند قراءة هذه السطور ,يكون كاهن التجنيد قد حمل “شعلة الاستقلال” ليزيدهم نورا  وليزيد المنكوبين نارا واشتعالا. فمبروك للأفندي جبرائيل نداف .

11/5/2016

الياس ابو عقصة  — -معليا

0522829963

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .