عن الطهارة المزعومة للجيش…!!بقلم :نمر نمر

nimir(1)

السّاسة والقادة الإسرائيليّون، القُدامى، المُخضرمون، الحاليّون والأغرار/المُتَدَرّبون، يتشدّقون صباح مساء ، وليل نهار، كلّ ما دَقّ الكوز بالجرّة،عن طهارة السّلاح الإسرائيلي. وجيش الهجوم،  يُدَلّعونه بلقب جيش الدّفاع !وما حدث في خليل الرّحمن قبل أسبوعين مع الشّاب عبد الفتّاح الشّريف، ليس إلاّ نقطة في محيط قَذارة ،دَنَس وِرَجَس هذا السّلاح منذ عام النّكبة وحتى يومنا هذا! وكي لا نلقي الكلام على عواهنه، نتصفّح صحيفة “هآرتس” 1/4/2016 ،هذه ليست كذبة أوّل نيسان، والكذب هنا  في ديارنا على مدار السّنين، حتى الكبيسة منها. افتتاحيّة الصّحيفة بعنوان: المُحَرِّض أصبح ضحيّة. تناولت المواقف التّحريضيّة لوزير الحرب الحالي  بوجي يعلون ، منذ أن كان ضابطًا، فقائدًا للجيش ووزيرًا للأمن، والقشّة التي كسرت ظهر الجمل  لدى الإعلام، تحفّظه من إعدام عبدالفتّاح.المحامي تصفي كفتوري ، كان مسؤولًا عسكريًّا في إحدى الحروب، بدا أمامه مجموعة من الجنود العرب العُزّل بأوضاع مأساويّة مُثيرة للشفقة.

جنود كفتوري امتشقوا أسلحتهم لقتل العُزّل المُسْتَسْلمين، وسرعان ما امتشق هو سلاحه، والمفارقة، أنّه صوّبه نحو جنوده بالذّات مُهدّدًا: من يُطلق النّار على أسير، أنا سأطلق النّار عليه! قَدِم الضابط المسؤول وصرف كفتوري لمهمّة عسكريّة أخرى ، لإبعاده عن مسرح الجريمة، ولما عاد ذُهِلَ من عرمة الأسرى المقتولين ، وكلّهم قُتِلوا من الخلف. يكتب كفتوري: اليوم الجيش والأخلاق  لا يتّفقان!!.الصّحفي أمير أورن يكتب في نفس اليوم: تَلَطّخَ/اتَّسَخَ السّلاح منذ عام 1948.

في مقاله المستفيض هذا يحدّثنا عن موبقات الجيش الإسرائيلي، مُزَيّنًا إيّاه بِبَراويزَ مُلوّنة على النّحو التّالي:   1- أيّار 1948 : جنديّان اتُّهما بقتل مواطِنَين فلسطينِيّيَن ، بُرِّئا بادعاء أنّهما  فعلا ما فعلاه طبقًا لإوامر عسكريّة مبهمة.  2-أيّار 1948 : ثلاثة جنود اتّهموا باغتصاب طفلة عربية يافية،  في الثّانية عشرة من عمرها، واحد فقط أدين بعمل غير أخلاقي، حُكِم عليه بالسّجن ثلاثة أشهر، نظرًا لوضع عائلته، قائد الأركان دوري أطلق سراحه.3-آب 1948: جندي أطلق النّار على الأسرى، جرح واحدًا، وَوَبّخَ القائد العسكري الاسرائيلي، سيقَ الجندي للمحاكمة عن إهانة قائده. أدين بالسّجن الفعلي. وعن إطلاق النّار على الأسرى، كان حُكْمه : السّجن مع وقف التّنفيذ!!.ويمضي أورن في براويزه/إطاراته قائلًا:  4-في أكتوبر/ نوفمبر 1948 : قائد كتيبة قتل ثمانية عشر أسيرًا لبنانيًّا، وفي اليوم الثّاني قتل خمسة عشر آخرين. المجموع : فقط  خمسة وثلاثون! كان عقابه خفيفًا، بادّعاء أنّ ما فعله كان بدافع الانتقام، والرئيس الأوّل حاييم  وايزمان  أخلى سبيله بدافع العفو!.

5-تشرين الثاني 1948: جندي اغتصب امرأة عربيّة، زميله حاول اغتصاب امرأة أخرى، بين معليا وترشيحا. ادّعى الجنديّان بِأنّ العربيّتَين عارضتا في البداية، ثمّ وافقتا فيما بعد! لم يُقَدّم الجنديّان للمحاكمة، طبقًا للعفو العام!!.يضيف أورن فيما بعد: عن كتالوج/دليل القتل، الاغتصاب، النّهب، الاستهتار بحياة البشر، حتّى الاسرائيليّين منهم، هذا ما كان دائمًا في الجيش: ضبّاط، محاربون، جنود  وإدارة، تحت غطاء: مَن قَدِم ليقتلك  اسبقه بالقتل!.  نقول حقائق ووقائع تقشعرّ لها الأبدان ، يُدلي بها الكاتب مضيفًا: في معسكر أسرى  عام 1948 ، ثمانية جنود إسرائيليّين، كانوا حُرّاسًا على ألفين وخمسمائة أسير، بدون ماء، وَلأنّهم احتجّوا أطلقت النّيران الحيّة على أرجلهم، وسقط فيما بعد قتلى، عشرات الملفّات المخفيّة عن حالات اغتصاب، منها في ليلة 29/30 أيار في عكا، سُجّلَتْ حوادث اغتصاب ثم قُتِلَتِ المُغْتَصَبات، وَمُوّهِتْ الحقائق، ولُفْلِفَ الطّابق! لا مين شاف ولا مين دِرِي!ضبّاط كبار مَوّهوا الحقائق متعامين عن هذه الدّعارات والسّفالات، حتّى البنات اليهوديّات لم يسلمْنَ من الجنود اليهود، كما يقول!. في الكتيبة 48 قام الضّابط بِأسْر امرأتين وكهل ، وضعهم على حمّالات الجرحى تمويهًا لتمرير الجريمة، رماهم في بيت وأطلق عليهم قذيفة مدفع هاون، أخطأ الهدف ، فقذفهم بقنبلة يدويّة. أمور مشابهة حدثت في كثير من المواقع: الطّيرة، اللّد والرّملة، عراق السّويدان، اغتصاب فتاة أمام والِدَيْها!، ناهيك عن الفساد، العنف، النّهب والسّلب. من بين المتورّطين والمتعامين: عيزر وايزمن، حاييم بار ليف، شاؤول موفاز، قوّات الهجناه، وغيرها من العصابات الشّرسة. بعد هذه الجرائم والقبائح التي تقشعرّ لها الأبدان، يحين دور رئيس الدّولة آنذاك حاييم وايزمن ليشمل الجميع بالعفو العامّ، فرحة بالاستقلال!.

وما عند قريش خبر، دير الحمرة ع َ البورة ، وْخلّي الدعوى مستورة!.في نفس الصحيفة ونفس اليوم نُشِر ريبورتاج آخر بقلم جيدي فايس تحت عنوان:  ما دام لم يُعدَم يهوديّ قتَلَ عربيًّا فالجرائم لن تتوقّف.

من بين الذين اقتبس الكاتب أقوالهم، ثلاثة رؤساء حكومة وثلاثة وزراء سابقين ، على النّحو التّالي:*دافيد بن غوريون: من يحمل السّلاح يستعمله، خاصّة اذا كان عندنا قادمون جُدد،  وكذلك من أبناء البلاد الذين يعتقدون بِأنّ العرب  ليسوا بَشَرًا.*موشيه شاريت: لو نُشِرتْ كلّ الجرائم  التي حدثت في البلاد، لَحَدَثَتْ صدمة /ارتجاجة/ قشعريرة/ انتفاضة من هَوْل الصّدمة لدى الجمهور، وابتدأت المجازر.*جولدا مئير : لم نفعل ما كان يجب أن نفعله، خاصّة في موضوع الجرائم ضدّ العرب.*دوف يوسيف: كنتُ طيلة حياتي ضدّ الإعدام قصاصًا، لكن، مع الأسف، بالنّسبة لهذه لبلاد وفي حالها الرّاهن، فأنا مع موقف رئيس الحكومة.*موشيه شبيرا: ما يذهلني هو القتل الجماعي. في أحد الحوادث ، كان ثمانية جنود، لم يتجرّأ أحدهم على منع الجريمة. *دافيد ريمز: ترتجفُ يدايَ وَرِجْلايَ، حين أتحدّث عن هذا الموضوع، قَتْلُ العرب عندي كَقتل اليهود مع زيادة فحشاء ورذيلة.كافّة هذه الاقتباسات عن هذه الجرائم ، ولم أتطرّق الى مقال الصّحفِيَّين جدعون ليفي وزميله أليكس ليباك والمخفي أعظم  في الدّولة، الدّيمقراطيّة الوحيدة في الشّرق الأوسط، وربّما في العالَم أجمع، كما يَدّعون!!.وما بين الأقوال والأفعال ، سبحان مْغَيّر الأحوال… ومنهم مَن صَمَتَ دهرًا ونطق كُفرا.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .