رحيل البروفيسور الياس حنا توما بقلم : د. منير توما / كفرياسيف

לכידה

كان البروفيسور الياس حنا توما ابن قرية كفرياسيف قد وافته المنية في كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يقيم هناك مع عائلته وذلك عن عمر يناهز الثامنة والثمانين عاماً . وقد ولد الراحل في فلسطين في الثاني عشر من تشرين الثاني ( نوفمبر ) عام 1928 , متزوج من الأمريكية دوروتي ماي وله ثلاثة أولاد : جون الياس , ماري بهجة , رابية سوزان .

ترك المدرسة في صغرهِ , ولكنه استمر في دراسته ِ من خلال الدراسة المستقلة والصفوف الليلية . حصل على شهادة المترك المعروفة بمترك لندن المعادلة لشهادة اجتياز المرحلة الثانوية ( البجروت حالياً ) وذلك عام 1947 , وقد تأهل كعامل اجتماعي في اسرائيل عام 1952 و ترك البلد في منتصف الخمسينات وهاجر الى الولايات المتحدة الأمريكية بهدف الدراسة الجامعية هناك وحصل على شهادة البكالوريوس ( B.A. ) في علم الاجتماع من جامعة ريدلاندز في كاليفورنيا عام 1957 وبعدها على درجة الدكتوراه ( Ph.D.  )  في الاقتصاد من جامعة كاليفورنيا , بيركلي عام 1962 . وعن خلفيته قبل هجرته الى أمريكا , فإنه كان قد عمل منذ أن كان بعمر 14 عاماً بوظيفة كاملة في مكتب حكومي في حيفا بفلسطين , وبعدها كمساعد أمين مخزن في شركة كوداك للتصوير في حيفا , كذلك عمل موظفاً للحسابات مع شركة بترول العراق في حيفا . وبعد قيام دولة إسرائيل , عمل معلماً في كفرياسيف وفي البقيعة , وبعدها كضابط أحداث في الجليل الغربي . وعن حياتهِ في عالم الإغتراب , فإنه بعد تخرجه من جامعة بيركلي , قام بالتدريس في كلية ولاية سان فيرناندو في كاليفورنيا , وفي كندا بجامعة ساسكاتشيان في ساسكاتون وذلك قبل أن يلتحق وينضم كمحاضر في جامعة كاليفورنيا , ديفس , التي تقاعد من العمل فيها عام 1994 .

ومنذ ذلك الحين اصبح مزارعاً حُرّا يعمل في مزرعتهِ الخاصة بكاليفورنيا , واستمر يزاول هواياتهِ في فنون الأعمال النحت الخشبية , تلك الهواية  التي مارسها منذ أواخر السبعينات . ومن الجدير الإشارة اليه ِ أنه خلال مسيرته الحياتية المهنية عمل مستشاراً للأمم المتحدة ومنظمة الأغذية والزراعة (  FAO ), وكذلك في مجال التطوير في البرازيل , وقد عمل ايضاً  كعميد مشارك للعلوم في جامعة كاليفورنيا , ديفس  (  UCD ), مديراً تربوياً لجامعة كاليفورنيا من الخارج في القاهرة بمصر حيث كان في ذلك الوقت أستاذاً زائراً في الجامعة الأمريكية في القاهرة . وكان ما زال يعيش في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية الى حين وفاته ِ حيث كان يستمتع بالكتابة , ونحت التماثيل الخشبية , والتصوير والسباحة باعتبار كل ذلك من اهتماماته ِ وهواياته المُفضّلة .

ومن المهم الإشارة هنا الى أنَّ البروفيسور الياس حنا توما قد ألَّف وكتب العديد من الكتب في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية لا سيما بما يختص بالشرق الأوسط والنزاع العربي الإسرائيلي والقضية الفلسطينية , حيث كان يدعو دائماً الى حل هذا النزاع بالطرق السلمية وبالوصول الى حل عادل يأخذ بالحسبان الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة الى جانب دولة إسرائيل . علاوةً على ما أصدره من كتبٍ , فإنَّ له عدداً كبيراً جداً من الأبحاث والمقالات التي كتبها ونُشرت في المجلات والدوريات الأكاديمية , ونالت الكثير من الاهتمام والتقدير .

وفيما يلي قائمة بأسماء وعناوين الكتب الصادرة له باللغة الإنجليزية , وسنوات صدورها :

  1. Twenty – six centuries of agrarian reform . ( 1965 ) .

ستة وعشرون قرناً من الإصلاح الزراعي .( . ( 1965

  1. Persistence of economic discrimination . ( 1995 ) .

استمرار التمييز الإقتصادي ( 1995 )

  1. Peacemaking and the immoral war : Arabs and Jews in the Middle East ( 1972 ).

صُنع السلام والحرب اللاأخلاقية : العرب واليهود في الشرق الأوسط  ( 1972 ).

  1. Mutuality of annihilationism in the Arab – Israel conflict .

تبادلية الإبادة في الصراع العربي الإسرائيلي .

  1. 5. European economic history . ( 1971 ) .

التاريخ الإقتصادي الأوروبي . ( 1971 )

  1. 6. Economic case for Palestine . ( 1978 ) .

الحالة الإقتصادية لفلسطين  ( 1978 ) .

  1. Cultural diversity and economic education . ( 1993 ) .

التّنوع الثقافي والتربية الإقتصادية . ( 1993 ) .

ومما يُشار اليه هنا أيضاً أنَّ له بعض مخطوطات الكتب التي لم تصدُر بعد ومنها على سبيل المثال: مسرحية باللغة الإنجليزية تحمل عنوان : A Man of Peace – رجُل سلام  .

 

كلمة تأبين

بقلم: الدّكتور منير توما

 

وما المال والأهلون إلّا ودائع

ولا بدّ يومًا أن تُرَدّ الودائعُ

يعزّ عليّ أن أكتب اليوم مؤبّنًا شخصا عزيزا أحببناه واحترمناه لا سيّما وأن المرحوم العم البروفيسور الياس حنا توما كان مثالا للإنسان العصامي النبيل الذي كان يتمتع بالأخلاق الكريمة والخصال الرفيعة، علاوة على كونه انسانًا مثقفا واسع الأفق، دخل عالم المعرفة باجتهاده الشخصي وبعصامية قلّ نظيرها، فقد بنى وكوّن نفسه بنفسه وبقدراته الذاتية في عالم الاغتراب حيث اثبت كفاءته ومهارته العلمية والفكرية في المجالات والميادين الأكاديمية سواء أكان ذلك في التدريس في الجامعات أو في تأليف وكتابة الكتب والمقالات العديدة، بالإضافة إلى نشاطاته الاقتصاديّة والاجتماعية والسّياسية من خلال انتدابه من جانب الهيئات والمؤسسات الدولية لخدمة قضايا متنوعة في كافة أرجاء العالم خصوصا فيما يختص بشؤون الشرق الأوسط، فقد كان المرحوم العم الياس ممن يشار إليهم بالبنان لما امتاز به من علم وتواضع وانسانية تجاه أقربائه وأصدقائه ومريديه، لا بل أيضا مع كل من عرفه على اختلاف الانتماءات دون تمييز أو تفرقة، فقد أحبّ الناس جميعا، وعمل دائما على تشجيع طلب العلم ومتابعة العلم والتعليم لدى الناشئين من شبابنا الناهض، وله من المآثر الطيبة المحمودة ما لا يتسع المجال لذكره هنا.

لقد عاش العم العزيز الياس حياة عريضة وطويلة، حقق فيها العديد من الانجازات العلمية اللافتة التي ستبقى وساما مشرّفا لذكراه العطرة، سائلين الرب القدير أن يتغمده بواسع رحمته في الفردوس مع الأبرار والصّديقين، ولعائلته وأهله أحر التعازي وخاص المواساة، وليكن ذكره مؤبدا، مرددين قول الشاعر:

ما مات من آثر الذكر الجميل              وما أراد غير بقاء الحمد متكسبا

 

له الرحمة وللجميع طول البقاء

2/8/2016

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .