جميل السلحوت: قصّة الأطفال “عودة شيماء” والتّربية الصحيحة.. د. روز اليوسف شعبان

عن منشورات “أ.دار الهدى-عبد زحالقة” صدرت قبل ساعات قصّة الأطفال” عودة شيماء” للأديبة الفلسطينيّة د. روز اليوسف شعبان، وتزيّنها رسومات رحاب جمال الدّين.

الكاتبة: الأديبة د. روز اليوسف شعبان، من بلدة طرعان في الجليل الفلسطينيّ، تحمل شهادة الأستاذيّة “الدّكتوراة” في اللغة العربيّة. أتيحت لي الفرصة للاطّلاع على عدد من قصصها للأطفال وديوان شعر ورواية وكتاب رسائل تبادلتها مع الدّكتور عمر كتمتو.

 ملخّص القصّة: تتحدّث القصّة “عودة شيماء” عن طفلة خافت من ليلة ماطرة وما يصاحبها من رعد وبرق، ومطر، فاستنجدت بشقيقها الذي يكبرها عمرا، فاحتضنها وهدّأ من روعها.ثمّ أيقظ والديه ليخبرهما بما حصل لشقيقته، فاحتضنتها الوالدة، وطمأنتها بأنّ الأمر عاديّ، ولا يوجد ما يخيفها، وحكت لها حكاية قديمة عن فتاة حسناء مغرورة بجمالها، مدمنة اللعب عى هاتفها الخلويّ بدلا من اللعب مع أقرانها. وذات يوم خرجت؛ لتلعب مع أقرانها فلم تجد أحدا منهم، فعادت خائبة إلى البيت، وفي الطّريق مرّت بجروٍ بائس ساقه مكسورة، ولم تعره انتباها، غير أنّ أحد الجيران رآها ورأى ذلك الجرو، فأخذه إلى طبيب بيطريّ للعلاج، وقصّ على والدة الفتاة أنّ ابنتها لم تسعف الجرو، فما كان من الأمّ إلّا أن تصطحب معها الجرو إلى البيت؛ لتعتني به. ولمّا علمت الفتاة بأنّ الجرو في بيتهم، شعرت بالخطأ الذي ارتكبته، واعتنت بالكلب وعادت تلعب مع أقرانها بعد أن كتبت لهم رسالة اعتذار. وجاء في القصّة أنّ الأمّ فسّرت لابنتها سبب ابتعاد أقرانها عنها بسبب غرورها، ولهوها باللعب على هاتفها الخلويّ بدلا من اللعب معهم.

اللغة والأسلوب: استعملت الكاتبة لغة فصيحة تناسب الجيل الذي تستهدفه القصّة، وكما حدّدته الكاتبة بين “10-12 سنة”. ولجأت الكاتبة إلى أسلوب السّرد الانسيابيّ التشّويقيّ، واعتمدت على السّجع الّذي يحبّه الأطفال، وهذا يسجّل لصالح القصّة، وأنا أرى أنّ القصّة تناسب جيل ما بين” 8-10″ سنوات، لأنّ الجيل الذي حدّدته الكاتبة هو سنّ البلوغ، ولا أعتقد أنّ البالغ يخاف من ليلة ماطرة، كما أنّ من أهداف الكتابة للأطفال هو تعليمهم مفردات جديدة.

أهداف القصّة: احتوت القصّة على أهداف تعليميّة وتربويّة ومنها:

 – الحثّ على التّواضع والابتعاد عن الغرور للصّغار وللكبار.

 – عدم إدمان اليافعين والناشئّة على قضاء وقتهم باللعب على الهاتف والحاسوب وغيره من أدوات الذّكاء الاصطناعيّ.

 – أهمّية اللعب للأطفال.

– ضرورة استشارة الأطفال لوالديهم لفهم ما يصعب عليهم فهمه.

 – دعوة الوالدين لاحتضان أطفالهم والحنان عليهم.

– أهمّيّة الاعتذار عن الخطأ الذي يرتكبه أيّ إنسان.

– تربية الأطفال على الرّفق بالحيوان.

– ضرورة تطعيم الحيوانات البيتيّة حفاظا على صحّتها وعلى صحّة من يقتنونها.

ملاحظة: حبّذا لو أنّ الكاتبة ابتعدت عن الأسلوب الحكائي الّذي جاء على لسان الأمّ” كان يا ما كان”، فهذه تدلّ على الأزمنة القديمة، الّتي لم تكن فيها هواتف خلويّة، ولا داعي للأسلوب الحكائيّ في قصّة حديثة؟

ملاحظة ثانية: لم أستطع الحصول على النّسخة الورقيّة، لأنّ القصّة صدرت يوم أمس، وطلبتها من الكاتبة لثقتي بقدراتها الإبداعيّة، فأرسلتها لي مشكورة إلكترونيّا دون الرّسومات، وبالتّالي فإنّني لم أطّلع على الرّسومات، ولم أعرف عدد صفحاتها وكيفيّة منتجتها وإخراجها.

ومع ذلك تبقى القصّة إبداع يستحقّ القراءة والتّعميم.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .