جميل السلحوت:  المضحك المبكي- عودة العرب إلى سوريّة

على نفسها جنت براقش: أطلق جنود الاحتلال الرّصاص في الخليل على مستوطنة يهوديّة ذات ملامح شرقيّة، ونشروا بيانا عسكريّا يؤكّد مقتل فلسطينيّة حاولت مهاجمة الجنود وهي تُكبّر! وعندما عرفوا أنّها يهوديّة اتّهموها بالجنون والإنتحار. وفي الانتفاضة الأولى حصل الشّيء نفسه في الخليل أيضا، عندما أطلق جنود الاحتلال على يهوديّ شرقيّ ظنّا منهم أنّه عربيّ، ولم يسعفوه ومنعوا الإسعاف من الوصول إليه  حتّى وفاته، ووقتذاك كتبت الشّاعرة العبريّة داليا رابيكوفتش قصيدة حول هذه الحادثة.

9-5-2023

مسيرة الأعلام:

حشدت حكومة نتنياهو آلاف رجال الشّرطة وحرس الحدود، وأعلنت حالة الطّوارئ على حدود قطاع غزّة وعلى حدود لبنان، ووضعت قواعد “الباتريوت” المضادّة للصّواريخ في حالة استعداد، واستنفرت قواها الجّوّية، وأغلقت المحلّات التّجاريّة في القدس الشّرقيّة، وحاصرت المدينة المقدّسة لمنع الوصول إليها، وأفرغت المسجد الأقصى من المصلّين، ومنعت الأذان لصلاة المغرب فيه، وكلّ ذلك لتأمين مسيرة للمستوطنين يوم الخميس 18-5-2023 يرفعون فيها الأعلام الإسرائيليّة لتمرّ من باب العمود إلى الحائط الغربيّ للمسجد الأقصى. وفوق كل هذا فإنّ قادة اسرائيل يتبجّحون بأنّ القدس الموحّدة عاصمة اسرائيل الأبديّة بفرمان من سيّء الذّكر رونالد ترامب.

لكن ما أخفاه نتنياهو و”قطاريزه” مثل بن غفير وسموترتش أنّهم يعلمون أنّ القدس مدينة فلسطينيّة عربيّة محتلّة وأنّهم سينسحبون منها ذات يوم قادم، فهل يتساءل المستوطنون اليهود عن أسباب كلّ هذه الإجراءات، وهل توجد دولة أخرى في العالم تلجأ لهكذا اجراءات لتأمين مسيرة؟

19-5-2023

هل سألوه: لا أعرف إن كان أحد من القادة العرب في مؤتمر جدّة قد سأل الرّئيسّ الأوكراني زيلينسكي، الذي ألقى كلمة في مؤتمر القّمّة مؤكّدا رفضه لاحتلال روسيا جزءا من بلاده، فهل سأله أحد من العرب عن تأييده لاحتلال اسرائيل للأراضي العربيّة؟ وهل سألت الشّعوب العربيّة قادتها كيف دعوا وكيل النّاتو إلى المؤتمر؟

19-5-2023

بين البيانات والتّطبيق: من قرارات قمّة جدّة العربيّة “التّمسّك بالمبادرة العربيّة للسّلام” والمقصود هنا مبادرة وليّ العهد السّعوديّ عام 2002 عبدالله بن عبدالعزيز، فكيف سيتمسّكون بها بعد أن أفلتوها، عندما قامت أربعة أنظمة بالتّطبيع المجانيّ العلنيّ مع اسرائيل، ضمن ما يسمّى “السّلام الإبراهيمي”، وهو تعبير توراتيّ يعني السّلام بين أبناء أبي الأنبياء ابراهيم من زوجته السّيدة سارة، وأبنائه من الجارية هاجر! وقد وصفت أنظمة التّطبيع السّرّيّ والتنسيق الأمنيّ والعسكريّ مع دولة الاحتلال هذا التّطبيع بالقرارات السّياديّة.

عودة العرب إلى سورية: يبدو أنّ أنظمة عربيّة تدرك تغيير النّظام الدّوليّ الذي يقوده الرّئيس الرّوسي بوتين، وهذا أمر جيّد تمخّض عنه عودة الجامعة العربيّة إلى سوريّة، بعد مقاطعتهم لها لمدّة اثني عشر عاما، موّلوا وسلّحوا ودرّبوا خلالها مجموعات إرهابيّة تلفّعت بعباءة الدّين والدّين منها براء من إحدى وتسعين دولة أسّستها أمريكا؛ لتطبيق مشروعها “الشّرق الأوسط الجديد”، لإعادة تقسيم دول المنطقة العربيّة إلى دويلات طائفيّة متناحرة، وتصفية القضيّة الفلسطينيّة لصالح المشروع الصّهيونيّ التّوسّعيّ الذي تتعدّى أطماعه حدود فلسطين التّاريخيّة، فشنّوا حربهم على سوريّا لتدميرها وقتل وتشريد شعبها، ولمّا ” فلتت الصّيدة” على رأي الشّيخ حمد بن جاسم عادوا إلى سوريّة، والغريب أنّ الأنظمة العربيّة التي شاركت وساهمت بالحرب على سوريّة وشاركت في حصارها، وجمّدت عضويتها في الجامعة العربيّة منذ العام 2011 تضع شروطا على النّظام السّوريّ، في الوقت الذي طبّعت فيه علاقاتها مجّانا ودون شروط مع اسرائيل التي تحتلّ الأراضي العربيّة!

20-5-2023

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .