العناقُ المستحيل.. إياد الحاج ـ كفر ياسيف

 

تفتحُ الأرضُ جفنَيْها البُنِّيَّيْنِ

تُنبِتُ القمحَ في سهلِ البلد

يُعانقُ شعاعَ الشّمس

وبفرحِ العاشق

يُسِرُّ حبَّهُ بالهمس

كلّما ارتفعَ إلى العلا

نظرَ إلى مَسقطِ رأسِهِ

كالباشق

يَبسطُ جناحيهِ مَلهوفًا

لملاقاتِها

تُشغلُ الأرضُ النّاظرينَ

بخُضرةِ أعشابِها

تَستُرُ صدرَها

وهي تُرضِعُ شجرَ الزّيتونِ

حليبَ الحياةِ

قبلَ الفطام

تتعهّدُ أطفالَها

صاحينَ باكينَ

وباسمينَ نيام

حتّى يستحيلَ الحليبُ زيتًا

في خريفِ الأيّام

يشيخُ أولادُها

وتبقى في عزِّ شبابِها

تفتَحُ الحبيبةُ عينَيْها

ملءَ ذراعَيْها

وأنا كصوفيٍّ

أحومُ حولَ لهيبِ

قنديلِ زيتِها

طولَ اللّيالي

وعلى مدى الأيّام

أتوقُ إلى عناقِها

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .