الحقيقة الموجعة.. هادي زاهر ـ عسفيا

هادي زاهر

في مثل هذا اليوم من كل عام تجري مراسيم ما يسمى ذكرى(الشهداء)، وهنا من حقنا أن نسأل لقد ضحى هؤلاء بحياتهم دفاعا عن ماذا، دولة إسرائيل هي الدولة الوحيدة على وجه الأرض التي لم تقر دستورا يشير إلى موقع حدودها، وقد قال اسحاق شمير وهو رئيس وزراء سابق: “بان الحدود الحالية تكفي الجيل الحاضر ولكن الجيل القادم بحاجة حدود أخرى ” يعني ان من سقط اثناء خدمته العسكرية قد سقط ضحية على اعتاب أطماع إسرائيل ليس إلا، ثم انه عندما يسقط إنسانًا معينا ويطلق عليه صفة شهيدًا يكون قد ضحى بحياته دفاعا عن عقيدة تخصه.. عن اهله.. عن ارضه وليس عن أطماع الاخر في ارضه وارض غيره وكم من مسؤول إسرائيلي قال عندما ارتفعت معنوية البعض: أنكم مجرد مرتزقة، ترى هل فقدنا السمع؟!! وكما هو الحال في كل عام يأتي أحد الوزراء لتقديم التعازي في المقبرة العسكرية في عسفيا وقد حضر هذا العام وزير القضاء غيدون ساعر، وقد اعتدنا كل عام على سماع الوعود التي تتلخص، بان الطائفة الدرزية في إسرائيل قدمت ولم تحصل بالمقابل ونعدكم بتصليح ذلك، وقد قالوها قبل أيام في مقام النبي شعيب ولكن هذا الوزير كانت كذبته أكبر بكثير إذ قال في خطابه: “بان الطائفة الدرزية مزدهرة وهي جزء لا يتجزأ من الدولة” ونحن هنا لا نريد ان نناقش مدى النفاق الذي نطق به وزير(العدل) وإنما نريد ان نتطرق إلى هذه الجملة من الخطاب، طبعا الوزير يدرك تماما أن دائرة الإحصاء المركزية التابعة لمكتب رئيس الوزراء اقرت في بحثها بان الطائفة الدرزية، في السلم الاجتماعي الاقتصادي تقع في المكان الثامن من 1 – 10 ولا نسبق سوى إخواننا البدو، يعني بصراحة مطلقة، نحن في حضيض المجتمع الإسرائيلي، هناك من ينكر الحقائق الصلبة ويفضل ان يحلم، يقارن بين الماضي والحاضر فيخرج بنتيجة ان الواقع الحالي افضل وهذا شانه، وهناك من يحلم ولا يريد ان يستيقظ من الحلم؟ اما عن اننا جزء لا يتجزأ من الدولة فنقول اننا جزء لا يتجزأ من شعبنا الفلسطيني الذي يجب ان نقف إلى جانبه لنيل حريته وتقرير مصيره، وعلينا ان لا نقف في صف المحتل الذي يريد الحلة والحلال، الذي يطمع بما له وما لك، وقد صادر ارض اهلك قبل ان يصادرك (إذا صح التعبير) ثم لماذا يجب ان نرتكب الجرائم لسود عيونه، وحتى لو اخذ بعض المضللين بقول الوزير باننا جزء لا يتجزأ من الدولة، فالقوانين العنصرية مثل قانون كامنتس التي يمنع حتى الجنود الدروز من بناء بيوتهم على أراضي ابائهم، وبالمناسبة القرى أبناء شعبنا من باقي الطوائف تحظى بمناطق نفوذ أوسع من مناطق النفوذ التي تحصل عليها القرى الدرزية، يتخلل هذه المناطق مناطق مفصلة زراعية صناعية وسياحية ذلك بسبب تهاون المسؤولين وكون السلطات تعتبرنا في الجيب الصغير، هذا عدا الغرامات والملاحقات وعدم إيصال البيوت بالكهرباء، وكنا قد اشرنا إلى عدم الحصول على الكهرباء التي تحصل عليها دواجنهم من دجاج وأغنام وأبقار، فهل دجاجاتهم افضل منا، او من الجنود الذين خدموا في جيش الاحتلال، ثم ماذا عن البطالة التي تعم قرانا وتدفع إلى الانتحار والطلاق، والتي نتفوق بها عن غيرنا يا خلق الله، وهذا ما تشير إليه الأبحاث العلمية التي أجريت ميدانيا وكنا قد نشرنا عن ذلك، مستعرضين هذه الأبحاث. وقانون القومية الفاشي الذي يستثني العرب أهل هذه البلاد والذي هو بمثابة نسخة طبق الأصل عن القانون النازي الذي اقرته النازية سنة 1938 ضد اليهود يمكن مراجعة المصادر وهي كثيرة. واخيرًا أقول يجب ان نصل إلى درجة من النضوج العام الذي يؤهلنا معرفة الغث من السمين.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .