احداث الزابود وليدة الاتفاق المعيب.. كايد سلامة ـ حرفيش

عادة عندما يتوصل فريقان متنازعان الى اي اتفاق بينهما للتهدئة او وقف إطلاق النار، يبادر أحد الافرقاء الذي قبل التهدئة على مضض، ان يخترق الاتفاق ليتخلص منه والحجج متوفرة بكثرة لتبرير هذا الاختراق.

هذا ما حصل بالاتفاق الذي ابرم بين “القيادات” الدرزية وأحد الموظفين الصغار في مكتب رئاسة الحكومة.

احداث الزابود الاخيرة هي تلخيص واضح لرفض الاتفاق من جانب الحكومة، هذه الاحداث اتت لتكشف لنا ان كل ما “سُوِّق” من الانجازات الكبيرة التي توصلت لها القيادات، عارٍ عن الصحة، هذه الورقة المذكورة يمكن ان تكون ورقة عمل قدمت للحكومة لمناقشتها، من الواضح انها لم تلزمها بشيء، وأنها على الاغلب رفضت بنودا عديدة منها، وبالأخص فيما يتعلق بأزمة السكن، قانون كامينتس لم يجمّد ما زالت انيابه قوية وحادة، ما زال كالسيف على رقابنا، نتائج “النضال” كانت معلقة بمصير هذا القانون، كل نتيجة مع إبقاء التعديلات على قانون البناء يعد فشلا، كونه يكرّس التمييز واخطر ازمة نعاني منها وهي البناء، تفجرت قرانا من كثرة الاكتظاظ وهذا أدى بطبيعة الحال الى مشاكل عديدة لا مجال لذكرها هنا، لا يعقل ان نبقى ضمن الحدود التي حددتها الحكومة للبناء منذ سنوات السبعين من القرن الماضي! حيث كان عدد الدروز في سنوات ال 50 ما يقارب ال 14000 نسمه، اما اليوم ما يقارب ال 140000 نسمه، قرية واحده لم تضاف الى تجمعاتنا ولم تتوسع مناطق نفوذ قرانا الا بالقليل!

لم أؤمن يوما بأغلبية ممن يسمون أنفسهم “بالقيادات الدرزية”، هم مجرد وسطاء، ومن بينهم عملاء للحكومة مع راتب وامتيازات، لهم مهمات خاصة عليهم تنفيذها عند الدروز، احدى اهم مهامهم، هي امتصاص الغضب وتخفيف الاحتقان من الشارع الدرزي عند حدوث اية ازمة، خوفا من فقدان السيطرة على الوضع، وغالبا ما ينجحون في مهامهم لان الاغلبية الساحقة من القيادات متواطئة، وجمهورهم بأغلبيته من الموظفين الحكوميين ونسبته تعادل ال 33% من القوى العاملة عند الذكور الدروز! يهابون من أي تصعيد خوفا على مستقبل عملهم، وهم الحاضنون والمؤيدون لأي اتفاق يحفظ الوضع القائم، الأمثلة كثيرة على نجاحهم، اخرها ابطال المظاهرة التي كانت مقررة، والتوصل الى اتفاق هزيل، والتدخل السريع والتكريم الذي حظي به قائد منطقة الشمال بالشرطة في بيت جن في يوم الاحداث، وقبل هذا التدخل واخماد أي محاولة للاحتجاج عند هدم البيت في حرفيش، ومشكلة الأراضي في الكرمل (الجلمة والمنصورة) التضيق علينا مستمر، وسيستمر، وحرمّ قرانا مباحة، يدخل الينا مراقبو لجان التخطيط والبناء مع الشرطة ويوزعون أوامر الهدم بارتياح دون اية معارضة، ووتيرة الأوامر بازدياد!

الامر لن يتوقف ما زالت القيادات الفاشلة في الطليعة، فهي خليط من الشخصيات الجبانة، والساذجة و المتواطئة والعميلة، والأدلة ظاهرة دون تأويل، الامر بلغ ذروته بوضح في الاحتجاجات الأخيرة “شهر الغضب” المعيب، قسم من الرؤساء استقال من المنتدى وفضل علاقته السياسية مع حزب الليكود على أبناء جلدته الذين يعانون من التمييز والتضيق، من كانت قيادته كهذه ويتابع انتخابها فلا شك ان الكوارث ستستمر، وعليه ان يشكو منها، لا اقصد من كلماتي تجيش الروح الوطنية والقومية والشعارات الرنانة، انما رفض هذه “القيادات” التي تعيق تحررنا وتقدمنا، وهي العبء الاكبر علينا، كونها تقف سدا في وجهنا، امام المطالب لنيل الحقوق الشرعية التي يكفلها القانون للمواطن في كل دولة.

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .