حَلْبَةُ رَقْصٍ شَعْبِيٍّ .. ( دَبْكَة ) _ ( فوتوغراف ) // حسين مهنّا

 

CREATOR: gd-jpeg v1.0 (using IJG JPEG v62), quality = 75

 

اَذْكُرُ أَعْراسَ القَرْيَةِ ،

فَتَشُدُّ الذِّكْرى أَوتارَ القَلْبِ

ويَنْتَشِرُ أَريجُ شَبابٍ في أَطْلالِ العُمْرِ

أَقولُ : سَقى اللّهُ زَمانَاً في وَطَنٍ

عَلَّمَنا كَيفَ نُحِبُّ

وكَيفَ نُحَبُّ

وكَيفَ نُقيمُ الأَعْراسَ ..وكَيفَ ..وكَيفَ ..وكَيفَ….!

وكَيفَ نُشَكِّلُ ذاكِرَةً تَاْبى النِّسْيانْ .

أَذْكُرُ أَعْراسَ القَرْيَةِ ،

فَأَراني أَسْتَحْلِبُ فَرَحَ الزَّمَنِ الغابِرِ

مِنْ أُرْغُلِ لَعّابِ الأُرْغُلِ ( فرحانِ الصّابِرِ ) ،

بَلْ أُبْصِرُ ( فَرْحانَ الصَّابِرِ ) يَخْطو نَحْوَ السّاحَةِ ،

  • بَعْدَ عَشاءٍ وحُداءٍ –

يَدْخُلُها وأَصابِعُهُ تَتَقافَزُ فَوقَ ثُقوبِ الأُرْغُلِ

فَيَطيرُ الفَرَحُ شَعاعَاً في أَوْصالِ الدَّبِّيكَةِ

يَدْخُلُ رَتَلُ الدَّبِّيكَة يَتَهَزْهَزُ خَلْفَ اللَّواحِ ( سَعيدٍ ) –

أَمْهَرِ فِتْيانِ القَرْيَةِ في الدَّبْكَةِ –

في يَدِهِ مِنْديلٌ ، لا بُدَّ يَكونُ مِنَ المَحْبوبَةِ ،

والمَحْبوبَةُ تَنْظُرُ في خَفَرٍ عن بُعْدٍ

بَينَ صَبايا يَتَغامَزْنَ بِلا حَسَدٍ ..

فالحَسَدُ بِأَعْرافِ القَرْيَةِ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيطانْ .

فَعَلَتْ أَلْحانُ الأُرْغُلِ فِعْلَ السّاحِرِ

فَانْتَفَضَ الحادي طَرَبَاً ..

والحادي يَعْرِفُ كَيفَ يُحيلُ الفَرَحَ دُموعَاً في العَينِ

وكَيفَ يُحيلُ الدَّمْعَةَ أَفْراحَاً في آنْ ..!

” يَمَّا يا يَمَّا حَبيبي وينُهْ

حَطُّوا لي العَسْكَرْ ما بيني وْبينُهْ

لاقْحَمِ العَسْكَرْ وأنامْ بِحْضْينُهْ

يْقولْ لي يا روحي واقولْ يا عْيونَا ”

واللَّواحُ ( سَعيدٌ ) يَأْمُرُ رَتَلَ الدَّبِّيكَةِ ،

فَيُطيعونَ الأَمْرَ بِأَرْوِعِ إيقاعٍ :

” اخْبُطْ ..

قَدِّمْ .. إرْجَعْ ..

إخْسَعْ .. إرْكَعْ ..

هِنْزَلْ .. هِطْلَعْ ..

حَفِّرْ .. عَفِّرْ .. غَبِّرْ .. !! ”

فَالدَّبْكَةُ لا تَحْلو فَوقَ الباطونِ ،

وتَحْلو فَوقَ تُرابِ فِلَسْطينَ

لِيَعْبَقَ في الجَوِّ غُبارٌ يَتَشَكَّلُ غَيْمَاً

يُمْطِرُ فَرَحَاً فَوقَ الدَّبِّيكَةِ ،

والنَّظَّارَةِ ..

وصَبايا يَتَغامَزْنَ …

ويَمْتَدُّ .. ويَمْتَدُّ .. ويُمْطِرُ فَوقَ هِضابٍ ،

ومُروجٍ ،

تَشْهَدُ أَنَّ الأَرْضَ لِشَعْبٍ

عَمَّرَها بِالأُرْغُلِ والدَّبْكَةِ والسِّكَّةِ والفَدَّانْ .

 

 

 

( البُقَيعَة/الجَليل – آب 2015 )

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .