ما هو الحب – تعريف الحب عند سقراط – قصة عشق

ما هو الحب – تعريف الحب عند سقراط – قصة عشق قصة

ما هو الحب – تعريف الحب عند سقراط

ما هو الحب – تعريف الحب عند سقراط – قصة عشق في مقالنا الأول عن تعريف الحبّ حاولنا الاستعانة بالمتنبي ووصلنا الى نتيجة أنّه ليس من وظيفة الشعر أن يخبرنا ما هو الحب ولكن أن يقدّم لنا صوراً جماليّة عنه، لذا رأينا أن ننتقل من الشعر للفلسفة بحثاً عن اجابةٍ للسؤال الذي حيّر البشريّة من الأزل اذاً ما هو الحب – تعريف الحب عند سقراط .

ما هو الحب – تعريف الحب عند سقراط

ما هو الحب – تعريف الحب عند سقراط  لقد تطرّق أفلاطون في حوارين من حواراته لهذا السؤال وهما المأدبة وحوار فيدروس وما دام سقراط قال عن اجابته لفدروس أنها اجابة سخيفة وتخلو من الفضيلة إذاً فلنبدأ حديثنا عن المأدبة.

حين ابتدأ سقراط كلامه عن الحب في المأدبة قال أنّه سيكرر كلام النبيّة ديوتيما وقال أنّها معلمته في فنّ الحب وقد برهنت ديوتيما لسقراط أن الحب لليس جميلاً ولا خيراً بل وسطاً بين ذلك وأضافت أن الحب نفس عظيمة وهو توسّط بين الإلهي والفاني هو يربط العالم كلّه معاً والحب فيلسوف : أي محب للحكمة وكونه محبّاً للحكمة فهو وسط بين العاقل والجاهل.

وأضافت النبيّة ديوتيما  كل رغبة بالخير والسعادة هي  القوة العظيمة والحاذقة للحب وفي اجابتها على السؤال ما هو الحب؟ قالت الحب هو الاقتناء الأبدي السرمدي للخير والهدف من الحب هو الولادة في الجمال سواء كان الجمال في الروح أو في الجسد.

ما هو الحب - تعريف الحب عند سقراط - قصة عشق

ان من يتقدم في طلب صحبة الجمال الجسدي على نحو صحيح يلزمه ان يخلق افكار جميلة خارجة عن ذلك وسيتغلب على حبه للجسد وينتقل الى الحب الروحي ثمّ سيستغرق في حب غير محدود للحكمة ويتقدّم نحو علم الجمال

ومن يؤيد التقدّم نحو الجمل المطلق لا بدّ يبدأ من الجمالات الأرضيّة ويرتفع الى أعلى لأجل الجمال الآخر فيرتقي من الجملات[adinserter block=”10″]

الأرضيّة الى درجة كل الأجساد الجميلة ومن هذه الدرجة يرتقي الى درجة الممارسات الجميلة ثمّ إلى العلوم الجميلة ثم يصل الى علم الجمال المحض الذي هو جميل بذاته فقط

تضيف النبيّة ديوتيما الحياة التي يجب على الانسان أن يحياها هي حياة تأمّل في الجمال المطلق وحين يراه الانسان يرى الجمال الإلهي النقي الصافي وغير المزيّف، الجمال اللا مدنّس بالتلوث الجسدي وبكل ألوان وتفاهات الحياة الفانية.

إلى هنا تلخيص اجابة النبيّة ديوتيما لسقراط عن سؤاله ما هو الحب ويقول سقراط أنّه يتفق معها فهل تتفقون معه؟ اذاً الحب عندكم  هو الاقتناء الأبدي السرمدي للخير والهدف من الحب هو الولادة في الجمال سواء كان الجمال في الروح أو في الجسد. ولكن لكي يصل الانسان اي انسان الى الولادة في الجمال فلا بدّ أن يترفّع عن الشهوات ولا بدّ للجمال ان يكون غير مدنس بالتلوث الجسدي وبكل ألوان وتفاهات الحياة الفانية فإن كان الحب كذلك فهو حب حقيقي وإن لم يكن كذلك فهو ليس حقيقياً.

وهذا قول بليغ جداً يستدعي التأمّل، اذهبوا وأخبروه لأحبتكم وإن لم يعجبهم فاسألوهم إن كانوا يعرفون عن مكامن الأمور والدنيا أكثر من سقراط!!!

وهنا لا بدّ أن ننتبه أيضاً أن شيخ الفلاسفة لم يقل لرفاقه في المأدبة رأيه الشخصي الذي توصّل اليه بنفسه بل أعاد عليهم ما قالت له امرأة وهي النبية ديوتيما فلننتقل الآن الى ما قال لفيدروس على ضفة النهر وهو قول اعترف سقراط أنّه سخيف ويخلو من الفضيلة!! ولكن قبل ذلك ان كان شيخ الفلاسفة الرجال يعترف أنّه سحيف حين يفصح برأيه عن الحب فما هو رأيكم بهؤلاء الرجال الذين يجزمون برأيهم ولا يقبلون النقاش ! لا شكّ أن رأيهم اسخف من رأي سقراط.

ما هو الحب في محاورة فيدروس

ما هو الحب – تعريف الحب عند سقراط ؟ يلتقي فيدروس بسقراط ويخبره أنّه ليسياس برهن انّ اللا محب يجب أن يُقبلَ بدلاً من المحب فدعا سقراط الهات الشعر والغناء ان يساعدنه في قوله وابتدأ الحديث مفترضاً وجود فتى وسيم من زمن مضى له العديد من المحبين وكان أحدهم جذّاباً فتعقّب الفتى الذي لم يبادله الحب وذات يوم خاطبه بأنّه يُلزمه أن يقبل اللا محب بدلاً من المحب

يقول سقراط يجب أن نعرّف طبيعة وقوة الحب وأن نرى إن كان الحب  يجلب فائدة أم ضرراً

هنالك مبدآن الأوّل هو  الرغبة الطبيعيّة للذة والثاني هو رأي مكتسب يتوق الى الأفضل وهذان المبدآن يكونان في تناسق مع بعضهما أحياناً وفي حرب في أحيان أخرى.

عندما تحكم فينا الرغبة وهي خلو من العقل فتجرّنا الى اللذة، وقوة سوء الحكم تدعى افراطاً أما النوع الثاني فهو العدل وذلك عندما يقودنا الرأي بمساعدة العقل نحو الافضل

الحب ينشأ من تلك الرغبة اللاعقلانيّة التي تخضع ميل الرأي نحو الحق وهذه الرغبة بالتمتع بالجمال هي الحب

ما هو النفع والضرر الذين يمكن أن ينبثقا من المحب أو اللا محب

الانسان الذي هو ضحية شهواته وعبد لذاته يرغب أن يجعل محبوبه مرغوباً له قدر الإمكان ولذا فإن المحب لا يقبل اي تساوٍ او تفوّق من طرف محبوبه وبرغم ذلك فإنّه لن يمنع نفسه من أن يكون غيوراً وسيحاول منع حبيبه من منافع المجتمع وبذلك يلحق به أذىً كبيراً

الفائدة والخسارة من وصاية المحبّ على الحبيب.

المحب يجرّد المحبوب من أعز وأقدس وأغلى ما يملك كالأب الأم الأقرباء والأصدقاء وسيريد أن يواصل رغباته الأنانيّة لأكثر وقت ممكن وتكون العلاقة بين المحب ومحبوبه مقيّدة قدر الأمكان وهو يبتهج حين يسيطر عليه وعندما ينقطع الحب يصبح عدوّاً خؤوناً

لذا ليس هنالك عطف حقيقي في صداقة المحب بل هنالك شهوة ومتطلبات وقد قيل كما تحب الذئاب الحملان هكذا يحبّ المحبون محبّيهم.

بعد هذا الكلام الغريب يعترف سقراط أنّ كلامه يخلو من الفضيلة وهو باطل وزائف وعليه يجب أن يقدّم كفارة على خطابه السخيف وسيفعل ذلك بواسطة برهنة أنّ جنون الحب هو بركاتٌ ونعمٌ من السماء.

ولا شكّ أنّ سقراط سيفعل ذلك فهو كما تعلمون يتلاعب بمحاوريه ودائماً يوصلهم الى تناقض في اقوالهم ويتركهم بلا اجابة وافية وهكذا سنترككم الان فإن اردتم التمّق اكثر بأقوال سقراط عليكم بقراءة الكتب لتكتشفوا بأنفسكم ما يرمي اليه هذا الفيلسوف العظيم الذي سيطر على عالم الفلسفة دون ان يكتب حرفاً.
ما هو الحب

مدونة قصة عشق

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .