رسالة الى عمي الرئيس محمود عباس

مع الرئيس محمود عباس

 

 

عمي الرئيس محمود عباس المحترم

لاشك انه لم يفتكَ أن رواج أية سياسة متعلقة بالعرض أكثر من الطلب، وبأن أكثرية الناس على دين ملوكهم، وان حكايتنا، نحن اولاد “ابو معروف” مع الحكومات الإسرائيلية، لا تختلف كثيرا عن حكاية الغولة التي وجدت ولدًا في الوحل فقالت لأمه: وجدت ابنك، يا حرام الشوم، بالوحلة، فاشفقت عليه ونشلتو وغسّلتو واكلتو..

لكن قد يفوتك سيادة الرئيس، بأنني، انا فلان الفلاني، نجمي خفيف وتهمني زاوية “حظك اليوم” في الصحف اكثر من باقي الاخبار السياسية. لكن المشكلة ان تاريخ ميلادي يأخذني الى بُرج الجدي واخشى ان يكّبر هذا الجدي ويصبح.. ففكرت بالهروب من واقع “المماحكة” ونفض عن كاهلي، سياسة “مين بوخذ امي بصير عمي”. وبعد زيارتي لجنابكم بالمقاطعة في رام الله، وما طرحته امامنا من سياسة عقلانية تتلخص بالعيش بسلام، دولة بجانب دولة. حلفت بالطلاق لانشف ريقك يا رئيس حكومتنا نتنياهو، ومش رايحة تظل تمشي علينا، “شطارة جحا عَ مرت ابوه”. وأكثر من ذلك همست لنفسي، ايضا، خلّي “الحاضر يعّلم الغايب” اني حطيت تصريحاته لزوج الست سارة، حول قرار مجلس الامن المناهض للاستيطان (2334) ومسخرته على مؤتمر السلام الذي دعت اليه فرنسا، حطيتهما بلجن العجين كي يخمروا فطلعت “الخميرة” فاسدة و”العجنة” عويص وكِبناها وخزيتا الشيطان.

وأنتِ عمي “ابو مازن” ارجو ان لا تآخذني، فانا احب الفكاهة والكوميديا بشكل عام، وعليه لا تقل “يكب عشاك” على هيك افكار، فمن يعرف اكثر منك ان شيطان الاستيطان أخذ يتمرد على خالقه ويأبى الخروج من المستوطنات مستأنسًا بأصحاب السوالف المسترسلة واللحى الممشطة في الكنيست والتي تريد اغتيال أي تفاهم بين أولاد ابراهيم، اسحاق وإسماعيل.

خذنا لحلمك عمي محمود فنحن اولاد “ابو معروف”، ابا عن جد، لا ننام على الظلم وسيأتي يوما نكوي فيه هذه السياسة بالمياسم والنار، على مفاصلها وقفاها لتتخلص من أوهامها وتكف عن استهبال الناس و”الولدنة” واللطم على الخدود كي نصدقها ونشفق عليها. مع انه انت ونحن نعرف أن أخوة يوسف جاءوا يوما يمعطون شعورهم ويلطمون خدودهم ويتمسكنون للتغطية على فعلتهم الدنيئة. مع ان الذئب لم يأكل يوسف!

وانت عمي “ابو مازن” زدتنا معرفة ان حكومات “الهشك بشك” الليكودية، لا تقبل بسلام فيه: “لا يموت الذيب ولا يفنى الغنم”. وترى برئيسها الخواجة نتنياهو كالمسيح المنتظر. لكن المشكلة عمي محمود، ان بموجب المعتقد والاسطورة، هذا المسيح يجب ان يأتي، راكبًا على حمار. وبما أن الحمير، (جلّ قدر السامعين)، في بلادنا قليلة وغير متمرسة، فاسمح لي ان اقترح على سيادتكم، بان تُكلّف احد افراد حكومتكم الموقرة، او أي مُكلّف من قبلهم باستكراء حمار قبرصي يليق بمقام اصحاب السوالف المسترسلة واللحى الممشطة من مستوطنين وغيرهم ـ أي نعم حمار قبرصي شموص ونزق وبشنهق و. وخليّه يلبط نتنياهو و”عمونة” وكل المستوطنات ويجيبهم ما بعد حدود ال67 ويحرّن عند الخط الاخضر.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام ممن تشرّف بزيارتكم

مفيد مهنا: البقيعة ـ الجليل

 

  

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .