قد تحدث امور في حياتنا اليومية , احيانا كثيرة بمحض ارادتنا , وامور اخرى تحدث رغما عنا ولسنا قادرين على ايقافها او منع حدوثها ولسنا قادلاين على ايقافها او الحيلولة دون حدوثها , وامور اخرى تحدث بسببنا نحن , وفي جميع الحالات علينا ان نقول لانفسنا وبشكل لا يقبل الجدل الحقيقة بمنتهى الصراحة , وكذلك علينا الا نفتعل اسبابا وعللا لتدعيم موقفنا , او لتبرئه انفسنا وتحويل المسؤولية او الذنب الى الاخرين , ذلك مهما كانت الاسباب وكيفما كانت الظروف , لانه يكمن في ذلك فشل مؤكد وركود دائم وتراجع حتمي في المكانة والكرامة , وكذلك في الموقف العائلي والاجتماعي.
وقد يطلب من المرء في بعض الاحيان القيام بمهمة معينة , ان كان ذلك في العائلة الصغيرة او الكبيرة , في البيت او في الاسرة , او في مكان العمل , او انه قد يطلب اليه القيام بدور معين في مهمة معينة , منهم من يستجيب لمثل هذه الطلبات ويقوم بكل حرص وبكل رغبة وبكل امانة في تأدية الواجب المطلوب والذي ينطوي على فائدة خاصة او عامة قد تغير احواله واحوال الكثيرين من حوله على الصعيديين الخاص والعام دون عناء كبير .
ومن خلال القيام بالواجب وتحمل هذه المسؤولية , يمكن للمرء ان يتعلم الكثير على دروب الحياة , وبالمقابل قد نرى ونسمع من الكثيرين الذين يرغبون في البقاء كما خلقهم سبحانه وتعالى دون مبادرة , دون رغبة في امر معين , غير نشيطين , خاملين معتمدين على الغيير في كثير من الاحيان , تسمع اجوبتهم الفورية يقولون : لا اقدر او لا نقدر , وفي نظرهم الامر قد انتهى , والامور بسيطة جدا , الى هؤلاء يترتب توضيح الامور وحثهم على تغيير هذا النمط من نوعية التعامل في الحياة , ذلك من اجل ايقاظهم من سباتهم المميت , هذا السبات الذي قد يبقيهم على حالهم ابد الدهر ان لم يغيروا شيئا في انفسهم هم , وكلمة لا اقدر في نظري وفي نظر الكثيرين من بيننا كلمة يتيمة لا مكان لها مطلقا في قاموس الحياة العصرية ويترتب شطبها كليا من هذا القاموس , فحتى يتم ذلك نقول لهؤلاء : حاولوا … حاولوا ثم حاولوا , لان في هذه الخطوة وفي كل الحالات والازمان تقدم ملموس مهما كان نوعه على طريق البناء والحياة الافضل .
فالمحاولة لا بد لها الا وتجعلك تحرز ولو قسطا يسيرا من التغيير نحو الافضل ومن هذا المنطلق فالمحاولة الدائمة هي طريق كفيل للتقدم والتطور والانجاز والنجاح .
وفي ناحية اخرى قد يسمع المرء من الكثيرين هنا وهناك , وفي مناسبات عديدة وفي جدالات ونقاشات صاخبة ومتنوعة , ربما في طرح مسائل اجتماعية او علمية او غيرها , تسمع جوابا صريحا موجزا لا يتطلب تفكيرا او عناءا وهو ” لا اعرف او لا نعرف ” هذا الجواب في الواقع غير كافي ولو انه صريح وينبغي الا نسارع في هذا الرد , بل علينا ان نتروى ونحاول بمختلف الطرق ان نتجنب هذا الرد بشكل قاطع , ذلك عن طريق التعلم .
اذا لا اعرف او لا نعرف يجب ان نقاومها بالتعلم والدراسة , والتعلم في اي جيل كان وفي اي ظرف كان يحميك ايها الانسان من قول لا اعرف , ويعطيك دون ان تدري الثروة العلمية , ويدعمك فيما تعمله وفيما تقوم به اجتماعيا وعلينا وربما يساهم كثيرا في دفعك الى الامام بجوانب كثيرة في الحياة اليومية , فمن لا يعرف عليه ان يتعلم , ويتعلم , ويتعلم كيفما يشاء وحيث ما يشاء ووقت ما يشاء .
ولا غرابة اذا قلت ان هناك كثيرون من الناس يطلب اليهم القيام بمهمة ما , وقد يبدو لهم انها صعبة , او تتطلب جهدا ما , فعلى جناح السرعة نسمع جوابا سريعا وهو مستحيل وغير ممكن مطلقا , هذا الجواب مستحيل مرفوض كليا وغير مقبول , لان الارادة اذا كانت ثابتة واذا صدق عزمها فلا بد ان يوضح السبيل , وكي نتخلص من كلمة مستحيل علينا ان نجرب ونجرب ونجرب حتى ولو فشلنا , اولا وثانيا وثالثا , ولا بد ان يكون النجاح حليف كل مثابر , فالتجربة
وسيلة ناجحة في عدم رؤية ردود مستحيلة , وعلينا الا نرى امرا مستحيلا ذلك من منطلق ايماننا بانفسنا وبقدرتنا وبامكانياتنا , وعليه نجرب اكثر من مرة وسنصل الى الهدف الذي نصبوا اليه ولو بعد حين .
واخيرا لا بد الى التنويه في دعم هذه المقولات في الحياة اليومية , حيث ان نابليون بونابرت عندما سئل يوما : كيف استطعت ان تولد الثقة في الجيش ؟ اجاب كنت ارد بثلاث : الاولى من قال لي لا اقدر قلت له حاول , ومن قال لي لا اعرف قلت له تعلم , ومن قال لي مستحيل قلت له جرب .
وهذه الاقوال تنطبق فعلا على كل زمان ومكان وعلى كل الناس اينما كانوا وحيثما وجدوا , فلنتخذ العبرة ودائما نحاول , نتعلم ونجرب .