عاد الشيخ مرزوق من القبر ، يا حرام ، ليتفقد أحوال البيت ويطماْن علينا بعد ظهور بعض “العجائب” في وقت أخذ فيه “غراب البين” ينعب فوق رأس العملية السلمية ، ولكي يستفسر كذلك ، عن بعض الاشكالات الادارية التي يعاني منها حتى الموتى في القبور ، اذ ازداد النفاق الاجتماعي وكثرت “مداراة الوجوه” واعارة الوجدان خاصةً في المآتم.
أمّا من هو فقير وليس عنده “ظهر” فلا يكيّل أحد بصاعه ، وأكثر من مسكين ، يا حسرة قلبي عليه ، “فلت من عزرائيل، تلقاه قبّاض الأرواح” ليكفنه بحجة أن “المكتوب ما منة مهروب” .
وكتب على الشيخ مرزوق أن يحمل هموم الدنيا معه الى دنيا الآخرة ، ويقول كلمة الحق و “لو على قطع راسه” ويحلف برأس “ناقة صالح” ان هذا الأفندي “يعرف ويحرف” وذاك الشيخ “كبّر العمّة ووسع الذمّة” وآخر “بالع راديو” ، الى أن يصل الدور اْلي ليقول: وأنت يا طبل -(بعرفني)- “كلمة بتجيبك وكلمة بتوديك” وانطلى عليك الدجل وتخبيت وراء شعار، “ما عندي خيار وفقوس كلهم مثل بعضهم”. فقاطعته بالقول: “بلا قطعان لحديثك” ، أنا موعود بوظيفة (…) فغشغش من الضحك وهمس مازحًا : “عيش يا كديش حتى يطلع الحشيش”.
أي نعم يا أبت “عيش كثير بتشوف كثير” وأنت رحلت عنا قبل بدء ظهور دلائل القيامة.. فهذه تذرف دموعًا من زجاج (!) وتلك تكون تنشر الغسيل أمام البيت فيأتي مخلوق غريب ليطير بها الى السطح (غير المرة انشري الغسيل على السطح يا أختي) وآخر يضربه رجال الفضاء ويدهنون وجهه بمادة غريبة . ولأمر ما، جدع مخلوق انفه(حسب الرواية) وأخذ يوقف السيارت ليركب “ترمب” .
هزّ الشيخ مرزوق رأسه وتساءل: أين الذين يستغلون بساطة الناس بقراءة الكف أو الفتح بالفنجان كي يخُطوا لهذه الحكومة ويلعنوا سنسفيلها ؟ ولماذا لا تنزل هذه المخلوقات الغريبة على البرلمان ؟ وتلعب “شيش بيش” في بعض النوّاب، أو يدهنون وجوه المتطرفين بالأسود خاصةً وأن أكثر من وزير أو مسؤول في هذه الحكومة “ركب ودلى رجليه” . فهذا مثل “علي الزيبق” وذاك لا يختلف عن “علي بابا” وغيره “دقّة الحج علي”.. وصدق من قال: “كلهم سلالة يا خاله”.
– أما الذين اعتقدوا أن الحكومة “القطة تأكل عشاها” فسوف يأكلون صوابعهم ندمًا عندما تأكل نار التطرف، الأخضر قبل اليابس في هذه البلاد.
– “فال الله ولا فالك” قلت لوالدي وهو يأخذ شكلاً غريبًا و”يحط” في حق الحكومة ويتوارى من حيث لا أدري ، وكدت لا أصدق نفسي لو لم يكتب وبخط يده ، فوق عتبة بيتنا الجديد : “قلبي على ولدي انفطر، وقلب ولدي على الحجر”.