زَلْمَة المخابرات الخارجيّة/الموساد/ يوسي الفر، أصدر كتابه: دولة منعزلة، البحث السّرّي الإسرائيلي عن حُلفاء في المنطقة، دار النّشر مَطَر م ض، تل أبيب، قطع متوسّط، 2015، ثلاثة فصول رئيسة، أربع خرائط، جدول بأسماء الأعلام، عدد الصفحات، 208، خارطة غلاف ملوّنة للمشرقَيْن العربي والإسلامي، والأطماع الإسرائيليّة لتفتيته وتمزيقه إربًا إربًا: طائفيًّا، عرقيًّا، مذهبيًّا وعداوة مُفتعلة علنيًّا، لتعيش على أشلاء وأطلال الآخرين، يَضَمُّ الكتاب إطْراءً وتوصية بقراءتة، ل ِ: إفرايم هليفي، رئيس الموساد بين عامَي: 1998 -2002، مين بيجي مع العروس: أمها وخالتها وبنات حارتها، جاء فيها: (قبل سنوات عديدة لعبتْ اسرائيل دورًا مذهلًا في العلاقات والمصالح المشتركة مع العديد من الدّول والهيئات الأخرى، من مرّاكش في الغرب، حتى الخليج الفارسي شرقًا، من قلب إفريقيا جنوبًا، وحتى تركيّا وما بعدها. قراءة هذا الكتاب هي إلْزاميّة لِمَن يطلب معرفة الّلاعبين الحقيقيين في هذه اللعبة، إلى أين يقودنا البحث، وما هو تأثير نتائجه على الجنس البشري.)
• المؤلّف يوسي إلْفِر، يميط اللثامَ عن هويّته قائلًا: خدم في جهاز (الموساد)، أدار مركز يافا للدراسات الاستراتيجيّة/جامعة تل- أبيب، كان مستشارًا خاصًّا لرئيس حكومة اسرائيل، عام2001 نشر كتابه: يعيش الذّئب مع الذّئب/ المستوطنون والفلسطينيّون، وهو عبارة عن لقاءات تاريخيّة أجراها بين قادة (جوش إمونيم)، كتلة الاستيطان ورؤساء منظمة التحرير الفلسطينيّة.
دولة مُنْعزلة، التّنقيب السّرّي الإسرائيلي
عن حُلفاء في المنطقة/يوسي ألْفر
مثلّثان مُتقابلان بالرّأس الاسرائيلي /الزّاوية/، الأوّل زاويتاهُ شمالًا
إيران وتركيّا، والثّاني زاويتاه جنوبًا الحبشة/أثيوبيا والسّودان، لِأجل
التّفتيت وزرع بذور التّفرقة، علنًا وعلى رؤوس الأشهاد!
* (في مفهومهم) يجب التّغلغل بين صفوف الأقلّيّات لتفتينها واللعب بمشاعرها، كي تصبح لقمة سائغة بين فَكَّيّ غول الجشع الصهيوني الإمبريالي، لاستخدامها في إثارة النّعرات الطّائفيّة وزعزعة أنظمة الحكم الدّاخليّة في دول المشرقين العربي والإسلامي، إنّهم يُجَزّئون المنطقة الى مناطق وكنتونات وإقطاعيّات، أطلقوا عليها مُصْطَلَحً (ألْلِفَنْتْ)وهذا مصطلح فرنسي يعني: منطقة جغرافيّة حضاريّة تعالج شؤون المنطقة الشرقيّة لحوض البحر الأبيض المتوسط، وبشكل خاصّ: القسم الغربي لمنطقة الهلال الخصيب، ما يُعرف باسم: سورية الكبرى أو بلاد الشّام/ جزيرة الشّام، الذي يضمّ سورية، لبنان، فلسطين، الأردن، قسم من منطقة الميسوبوتامية/ بلاد مابين النّهرَين/ القسم الشرقي من الهلال الخصيب، ثمّ آسيا الصّغرى، اليونان، قبرص ومصر، يجري التركيز على مثلَّثَين كبيرَين متقابلَين بالرّأس، في إسرائيل بالذّات، قاعدة المثلّث الأول تنتهي شمالًا عند إيران وتركيّا وما بينهما، القاعدة الثّانية نمتدّ ما بين الحبشة/أثيوبيا والسّودان وما بينهما. أمّا الأقلّيّات التي توضع في جحيمهم لِصّهْرها، إذابتها، تعريتها، انتهاك حرماتها وأقداسها، حرقها وطنيًّا، قوميًّا واجتماعيًّا فهي تتركّز في: المغرب العربي/البربر ص 53- ص 56، المنطقة الجنوبيّة حتّى الحبشة والسّودان وما بينهما من شعوب، قبائل وطوائف دينيّة، ثمّ أقلّيّات المشرق: العَلَويّين، الدّروز والموارنة، ص72-ص 81، ينتقل بعدها إلى أكراد العراق ص 82-ص 92، بكلّ وقاحة وقلّة أدب وبنظرة استعلائيّة استغلاليّة، التّلاعب بمشاعر ضعاف النّفوس الرّخيصة، الرُّوَيْبِضات والإمّعات، إثارة الشّغَب، إختلاق النعرات القبليّة والطّائفيّة، تزويد الأقلّيّات بالأسلحة الفتّاكة، زعزعة أنظمة الحُكم الوطنيّة، المؤامرات والدّسائس العلنيّىة والسّرّيّة، على عينك يا تاجر، وبحجّة مساعدة الطّوائف المغلوبة على أمرها كما يدّعون زورًا وبُهتانَ.
للدلالة على المهمّات القذرة التي تُناط برجال الموساد يقول المؤلّف ص 11: في أحد أيّام الرّبيع أُمِرْتُ بالمُثول أمام المُقَدّم: صوري سَجي، لمهمّة خاصّة، سجي مِظَلّيٌّ شَرِسٌ مُشَوْرَبٌ، أجلسني على العشب الأخضر مع ثلاثة ضبّاط مِظَلّيّين آخرين، قدًّمَ لي كتابَ إرشاد عسكري يعالج قضايا أساسيّة هامّة: كَمائِن، موادّ متفجّرة وغيرها، نسافر إلى كردستان أربعتنا لمساعدة الأكراد في محاربة الجيش العراقي. عن أقلّيّات المشرق يقول ص 72: كانت إتّصالات سابقة لشراء أراضٍ في فلسطين من مسيحيّين لبنانيّين ومَلاّكين مُسلمين غائبين، ويمضي قائلًا ص 73: في سنوات الثلاثين كان في الدائرة السّياسية عندنا خبراء للشؤون العربيّة، أصبحوا فيما بعد دبلوماسيّين كبارًا، منهم: إلياهو ساسون، رؤبين شيلواح، إلياهو إفشطين/إيلات، اهتمّ هؤلاء بعقد أحلاف مع أقلّيّات غير عربيّة، غير إسلاميّة وغير سُنّيّة(أي شيعيّة) في المنطقة، هكذا في المصدر/ ن ن /. لذا توجّهت الوكالة الصّهيونيّة الى الدروز في الكرمل والجليل الذين تضامنوا نسبيًّا مع الفكر الصهيوني وكان التوجّه كذلك لسورية ولبنان، ويمضي الكاتب في غِيّه وجهله وتحريضه قائلًا بكلّ صفاقة ووقاحة، العلويّون والدّروز انشقّوا عن الإسلام، والإسلام السّنّي ينظر إليهم كأهل الرّدّة وعليهم إمّا التّوبة أو الموت، يبُقّ الكاتب الحصوة مرّة أخرى ص 75، فيقول: (كانت لدينا خِطَطُ إسرائيليّة لخلق امتداد جغرافي للدروز في: اسرائيل سورية ولبنان، ونشير إلى أنّ هذه المؤامرات حاولت تجاهل التّطلّعات العقائديّة الوطنيّة القوميّة عند كافّة الدّروز، فقوبلت بالرّفض. ، كما كانت لنا محاولات لتهجير الدروز هنا إلى جبل الدّروز)! وما زالوا يتسافلون ويروّجون لحلف دمهم المزعوم الموهوم المشؤوم!
يلخّص الكاتب الأطماعَ الإسرائيليّة والنّوايا اللئيمة المُبَيّتة بثلاث نقاط ص 33:
1)السيطرة على المنطقة، الأكراد في العراق، الدروز في سورية، الموارنة في لبنان، الأقلّيّات في السودان، الأقباط في مصر.
2)يمكن الوصول للموارنة عن طريق البحر، إلى الأكراد عن طريق: إيران/عهد الشّاه/ ن ن/، وتركيّا، الوصول الى الدروز ظلّ صعبًا رغم كافّة محاولاتنا.
3) الاستعداد لمحاربة عدو مشترك، كذلك ظهر هنا الأكراد والموارنة، علمًا بِأنّ الموارنة فضّلوا أن تُحارب َ اسرائيلُ وحدها لِأجْلهم، طبقًا لهذه المعايير: الدّروز هم حلفاء وهميّون، والأقباط ليسوا بحلفاء أبدًا.
*سبحان مغيّر الأحوال والسّياسة! كان السّنّةُ ألَدَّ أْعدائهم، أما اليوم فبعض السّنّة في الجيبة الصغيرة، ع َ عُبّ اللَحم! لا تْشِكّوا بِطَويلي العُمر في السّعودية والإمارات وتركيّا! فرفور ذَنْبو مغفور وْذّنّيو مَبْتور!