العيب.. والعيب الأكبر/ هادي زاهر

%d7%9c%d7%9b%d7%99%d7%93%d7%94
عيب.. والله عيب.. أن تُحرق الاشجار والأزهار عيب..
هذا الحرش الذي نذهب إليه لنتمتع بمناظره الخلابة ونستنشق من خلاله الهواء النقي، الممتزج برائحة الصنوبر ليكسبنا صحة والعافية بعيدًا عن الهواء الملوث بفعل الصناعات المتواجدة بين الناس. أن يُحرق فهذا عيب.. إن هذه الأحراش هي لنا ايضًا رغمًا عنهم.. نستطيع أن نتمتع بها.. هم لا يستطيعون سجن فكرنا.. خيالنا.. روحنا.. لا يستطيعون سجن ذائقتنا التي تشحننا بالبِشر.. إن الطبيعة والجمال هي ليست حكرًا على أحد.. هي ثروة روحية لنا جميعًا دون استثناء.. ثروة لا تُقدر بثمن، فكيف نحرقها.. نستطيع أن نذهب إلى هناك لنسترخي وننسى هموم الحياة، هذه الهموم التي  يضعونها تلالًا أمامنا كي لا نرى جمال الحياة.. كي لا نتذوقه.. ولكننا نراه.. نحسه رغمًا عنهم.. إن الجمال  يعكس جماله علينا.. على جودة حياتنا.. ولقد مَنّ الله علينا بمتعة النظر فكيف نتنازل عن هذه المتعة.. عيب.. والله عيب.. لا بل ان ذلك جريمة بحق البشر اولا قبل أن يكون بحق الشجر.. قبل أن يكون بحق قيم الجمال.. فالإنسان نقطة البيكار.. الإنسان يقف في مركز الدائرة هكذا أنا أنظر إلى الامور، هكذا انا اقيم كل ما يحيط بي لست مثلك وحسي ارهف من حسك.. فإياك أن تتهمنا بأننا نتدفق إلى الباصات كي نصل إلى الحرش ونضرم النار به.
انها جريمة بكل معنى الكلمة.. ولكن الجريمة الاكبر هي قتل النساء والشيوخ والاطفال.. نسف المساجد على المصلين.. نسف المدارس على الطلاب.. نسف المشافي على المرضاء والمصابين .. نسف الملاجئ على الهاربين  من جحيم الحمم التي تُقذف هناك برًا وبحرًا وجوًا.. ان العيب.. بل الجريمة هي استعمال الاسلحة على اختلافها.. الفسفور الابيض والقنابل العنقودية وغيرها وغيرها.. اسلحة محرمة حسب الاتفاقيات الدولية ويا للمهزلة، فهناك اسلحة مسموح استعمالها وفقًا للاتفاقات الدولية؟! العيب كل العيب.. بل الجريمة الكبرى هي قتل 2600 مواطن في اصغر بقعة ارض فيها أكبر عدد سكان.. قتل هذا العدد.. ثلته من الاطفال وثلثه الثاني من النساء وثلثه الثالث من الشيوخ.. ان العار، بل الجريمة الكبرى هي  ابادة 92 عائلة عن بكرة ابيها.. وها هم من احرقتهم ايها المحتل.. من نسفت بيوتهم.. من جرفت اراضيهم حضروا لمساعدتك في اطفاء الحريق، ولا غرابة في اخلاق شعبنا المعطاء المتسامح الكريم، الذي ينسى جراحه و دمه  المهدور أمام المشاهد التي تكلف الإنسان غاليًا، اي انسان، هذا هو الفرق بيننا وبينكم .. هوة عميقة تفصلنا عنكم.. لقد ارادت قيادة شعبنا ربط اوتارك المبتورة ليعيدوا دوزنتها.. عساهم يعيدون الحياة لحسك لتعود كائنًا بشريًا شكلًا ومضمونًا.. العيب بل الجريمة هي أن لا يكون للمحتل  اي صديق.. حتى لو ضحى  ذاك (الصديق) بنفسه او بولده على مذابح اطماعك اللا محدودة، التي تصادر حتى ارض (صديقك) بعد أن تنتهي مهمته وتمنعه من البناء على ارضه المتبقية.. او تمنعه من ربط بيته بشبكة الكهرباء ليبادر هذا المواطن الذي غٌرر به في تشغيل المُولد الكهربائي الخاص الذي اشتراه ليعيش كخلق الله ويختنق وأسرته بالغاز المنبعث من المُولد.. كما حدث في بلدي، وليحترق كل الاغيار.. هذا هو جزاء سينمار. هذه هي فشة غلك ايها العنصري الحاقد الذي ينضح سادية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .