الحرامي عَ راسو ريشة، الْبِسّ المْخَرّب بيخاف من طَقْطَقَة السُّكَّرَة، رمتني بدائها وانْسَلَّتْ!
نتصفّح الصّحف العبريّة الرئيسة في نهاية الأسبوع المنصرم، بعد أن شبعنا نخوات، عليهم في محطّات التلفزة الإسرائيليّة، من قِبل كافّة المُتمسئلين وأتباعهم وَظِلالهم، وضلالهم، فالإناء ينضح بما فيه، قلنا كلامهم مثل غيم شباط ما فيه عليه رباط، لعلّنا نجد ضالّتنا المنشودة في الصحف مع بعض العقلانيّة والاتزان! فسرعان ما خاب ظنّنا، فإذا بها أكثر تجنّدًا وتحريضا علينا، والتّنافس على القدح والتّشهير يبلغ ذروته القصوى، على سبيل المثال نقرأ بعض العناوين:
*صحيفة البلاط: اسرائيل اليوم، لسان حال مايسترو التّحريض علينا صباح مساء، قائد الفرقة الفلهارمونيّة الاسرائيليّة للدّس والتّحريض والتّهميش، بالمانشيت العريض وعلى الصفحة الأولى تكتب بكلّ ديماغوغيّة وغوغائيّة:
إرهاب الإضرام، رئيس الحكومة: نحن أمام تحريض لإضرام النيران، سنعاقِب بشدّة! 50%من الحرائق وإضرام النّار هو متعمّد، توقيف ثمانية مُتّهَمين، ص2: إرهاب الإضرام، توجد نار ويوجد مُضرِم لها، مفتّش عام الشّرطة: من يُضرم النّار ليس بسبب الهَوَس، لدينا ثمانية موقوفين، رئيس الحكومة: كلّ حريق ناتج عن إضرام مقصود أو تحريض هو إرهاب، ص 5 الصحفي بوعز بيسموط: مضرمو النّار سيندمون، لا حدود للكراهيّة، ولا حدود للخيال، حين تكون الخِبْرة كما في غزّة، هذا هو الإرهاب! تحريض في شبكات التّواصل العربيّة: يُصَلّون لِأجل تساقط البنزين من السّماء، يطالبون بالانضمام الى انتفاضة النّار، ص11 كتب درور إيدار: هم يحرقون ونحن نبني، الصفحات 1- 20 العنوان المكرّر: إرهاب الإضرام!
*ننتقل الى صحيفة: يديعوت أحرونوت: اللهيب، إرهاب النّار، الاعتقاد بأن قسمًا كبيرًا من هذه الحرائق ناتج عن إضرام قومي، المعلّق ألكس فيشمان: كتب تحت عنوان تخفيف الّلهيب: هناك اثباتات واضحة لِإضرام مُوَجَّه، وُجِدَتْ مواد حارقة، هنالك شهادات برؤية أناس يوقدون الحرائق، يوجد مُعْتَقَلون، الشّاباك ما كان ليدخل التّحقيق لو لم يكن شكّ بأن الحرائق حدثت على خلفيّة قوميّة، ولكن يجب الحذر قبل تحديد ما نراه في الأيام الأخيرة كَإرهاب من نوع جديد، ص 4 الشاباك يحقّق: هل الحرائق على خلفيّة قوميّة، الشُّبْهة: إرهاب الإضرام.
*صحيفة معريب: إرهاب الإضرام، منطقة مُلتهبة، تتصاعد الشّبهات بِأنّ الإضرام على خلفيّة قوميّة، هذا جزء لا يتجزّأ من موجة الحرائق التي تواجه إسرائيل، نحن في حالة حرب، الشّرطة أوقفتْ ثمانية مُتَّهَمين، الاعتقاد بِأنّ الموضوع إرهاب قومي، في جهاز ألأمن يخشَون بأنّ النّيران تتصاعد بسبب التّحريض في وسائل التّواصل الاجتماعي.
*صحيفة: هآرتس، (لعلّها أقلّ هوسًا من سابقاتها): حريق مُريب في حيفا، إخلاء 60 ألف مواطنًا في أحد عشر حَيَّا، حرائق أخرى في جبال القدس، ، السّهل السّاحلي والجليل الغربي، في جهاز الأمن يعتقدون بأنّ قسمًا من الحرائق نتج عن الإضرام، نتنياهو: نحن نواجه إضرام المُضرمين، نفتالي بنيط استغلّ فرصة فأضاف العيدان على نيران بغضاء العرب، وأضاف في صفحته على التويتر: المُقدِمُ على إضرام النّار هو فقط مَن يشعر بأن البلاد ليست له، يوسي فيرطر كتب: نتنياهو في النّار والماء، سَتُّ سنوات بعد كارثة الكرمل رئيس الحكومة يستجدي طائرات إطفاء من العالَم، لقد تسَرّع في إلقاء التّهمة على الإرهاب، هذه هي نقطة ضعفه، قضيّة الغوّاصات قد تُبْعده عن حافظ أسراره المحامي شمرون، ص 6: الشّبهة بأنّ الحرائق بسبب الإضرام، نتنياهو: الحديث عن عمل إرهابي، اعتقال ستّة أشخاص بتهمة إضرام النّار، جهاز الأمن يعتقد بأنّه في بعض الحالات نتجت الحرائق على خلفيّة قوميّة، وزير الدّاخلية درعي: يُفَكِّر بسحب المواطنة عن مضرمي النّار عمدًا.
الصحفي يارون لنددن لا يتّهمُه أحد باليساريّة، إلاّ أنّه بقّ الحصوة علانية، يديعوت أحرونوت: 30/11/2016 ردّأ على وزيرَي الدّاخليّة’ والأمن الدّاخلي، المطالبَين بنزع المواطنة وهدم بيوت العرب مُضرمي النار، طبقًا للقانون الانتدابي، فقال: لا أذكر أنّ الوزيرَين مثلًا طالبا بسحب المواطنة وهدم بيتَي الأخوَين: شلومو ونحمن طويطو من منظمّة (لهبة) اللذَين أدينا بحرق المدرسة ثنائيّة القوميّة في القدس، كان حُكمهما بالسّجن سنتين فقط، ولم يندما على فعلتهما، كما أنّ الوزيرين لم يطالبا بالبحث عن حارقي مئات أشجار الزيتون الفلسطيني. ويضيف الكاتب: العرب لم ولن يقيموا النُّصب التّذكاريّة لمضرمي النّار، بينما نحن أقمنا نصبًا تذكاريًّا للقاتل باروخ جولدشطياين، وتوجد عليه حراسة مشدّدة !
بعد هذه الجولة الخاطفة على عناوين صحف البلاط المُجنَّدة ضدّنا أوتوماتيكيًّا، نشعر بالقرف والاشمئزاز من هذا التّحريض الأرعن علينا، لطالما تشدّقوا في محافلهم الرّسميّة: كلّ مُتَّهَم يعتبر بريئًا حتى تثبت إدانته، يبدو أنّ هذه المقولة لا تنطبق علينا، نحن دائمًا في قفص الاتّهام عندهم، وما هذا إلاّ للتغطية على عيوبهم، موبقاتهم، سياستهم العنصريّة، قوانينهم القراقوشيّة، يرون القشّة في عين الغير، ولا يرَون الأخشاب في عيونهم المتعامية، نحن أصحاب الوطن الحقيقيّين، نحن الأب والأم، الجدّ والجدّة، التّاريخ والحضارة، الأصول والجذور، نحن الذين نَتَّهِمُهم! . المحميّات الطّبيعية أنْشأها وصانها أجدادنا، هم أتَوا على حين غرّة، فوجدوا خُبز مخبوز وْمّيّ في الكوز. نحن الأمّ، وهم الخالة والضّرّة، ما أشفق مِنّي على ولدي غير خالتو المنّانة، والّلي استحوا ماتوا! مايسترو التّحريض استنجد واستجدى السّوبر طانكر الأمريكي، متناسيًا أنّه هو السّوبر مُحرّض، والسّوبر طانكر، بجلاله وعظمته، سيعجز عن إخماد حرائقه المُفتعلة! والأنكى من هذا أنّه في صبيحة يوم 30/11/2016 يبشّر التلفزيون الإسرائيلي بأنّ الطّيران الإسرائيلي قصف مواقعَ سورية في العاصمة، في حين أنّ اسرائيل الرسميّة تتجاهل ذلك، وتترك الأمر على ذمّة وسائل الإعلام الأجنبيّة كالعادة! فرفور ذَنْبو/ ذَنَبو مغفور!
*عجبي واستغرابي: حكومة تُشعل العالَم أجمع، كما يتبجّح بعض جنرالاتها قائلين: لا يوجد مكان في العالَم، لا تعمل به قوّات أمننا! والسّاسة يصمتون صمت أهل القبور، يتغطّون تحت ستار وكالات الأنباء العالميّة ممّا يُنْسَب إليهم، وكأن براءة الأطفال في عينيهم، معاذ الله! السّلطة الوطنيّة الفلسطينيّة، رغم ضيق ذات اليد والحصار عليها، تبعث ما لديها للمساهمة بمجهود إنساني لإخماد الحرائق، مثل خبز الشّعير مأكول مذموم!
**تتمخّض جبالهم فتلِدُ الفئران، أما جبالنا فَتَلِدُ الرّزانة، الاتّزان، العقلانيّة وعدم الكَيل بمكيالَين!
**تحضرني هذه الطّرفة التي دوّنها النائب أحمد طيبي قبل عدّة سنوات، وهي من تراثنا الأدبي الجميل، جاء فيها:
أيا ذا الفضائل والّلام حاء ويا ذا المكارم والميم هاء
ويا أنجب النّاس والباء سين ويا ذا الصّيانة والصّاد خاء
ويا أكتب النّاس والتّاء ذال ويا أعلم الناس والعين ضاء
تجود على الكلّ والدّال راء فَأنتَ السّخِيُّ ويتلوه فاء