يوم الاحد 20-11-2016 الساعة ما تقارب الحادية عشرة صباحا، يوما لن تنساه طائفة الموحدين الدروز في اسرائيل وبالأخص قريه حرفيش . في هذا اليوم أسدل الستار وكشف القناع الذي ما زال البعض متوهم به “ترفعت” به الدولة عن كل علاقاتها مع بعض المهوسين الدروز واصبحت دولة قانون، لا تتساهل مع المخالفين فيما يتعلق بالبناء غير المرخص، تعاقبهم بيد من حديد (فقط ان كانوا عربا). في هذا اليوم ارسلت المئات من عناصر الشرطة بكامل سلاحهم ومعداتهم لتنفيذ قرار الهدم علما انه لم يصدر امر بهذا. لمن لا يعلم حيثيات القصة البيت المذكور هو شمالي القرية بعيد ما يقارب ال 2 كيلو متر ويقع بخلة لا يرى لا عن قريب او بعيد بني على ارض مملوكه ليس على ارض دولة كما روج، خارج الخارطة الهيكلية للقرية مع العلم انه لم يتوسع مسطح القرية منذ بداية سنوات ال 70!!!. هذه القوات الكبيرة دخلت من الطرق الزراعية بعيدة عن القرية طوقت البيت وبسرعة هدم بجرافات كبيرة استقدموها معهم، لم يكن هناك اي مجال للمقاومة لان الامور حصلت خلسة دون تواجد اي من اهل القرية حتى صاحب البيت السيد رايق سرحان تفاجئ كما الجميع. لكن دولة القانون تلك، سكانها الأصليين غير مرغوب بهم يعيشون في ظل ضائقة سكنية خانقة منذ عشرات السنين لكنها لم تسعى لإيجاد حلول جذريه لهم اكتفت بإعطاء القليل مما دفع الشباب للبناء على ارضهم لكن بدون ترخيص. من جهة ترفض اعطاء قسائم كافيه للأزواج الشابة ومن جهة اخرى ترفض ايضا توسيع المسطحات هكذا صنعت من اغلبية شبابنا مخالفين للقانون!!!! وقدمتهم للمحاكم واغرمتهم بمبالغ باهظه جدا. عجبي على “الديمقراطية الوحيدة في المنطقة “. الدولة لم تسع الى حل ازمة مواطنيها لكنها تستفيد منها بدفع الغرامات التي يصل مجملها الى العشرات من ملايين الشواكل!! هذا ما حصل مع السيد رايق سرحان.
بينما تتصرف بتسامح مع مواطنيها المستوطنين الذين بنوا على ارض محتلة وملك لشعب قابع تحت الاحتلال، تقدم لهم جميع التسهيلات المطلوبة من حماية لهؤلاء اللصوص وتغير قوانين تمنعهم من البناء ضاربين عرض الحائط صراخ اصحاب الارض والجمعيات حقوق الانسان والمجتمع الدولي برمته.
اين القيادة الدرزية !!! ما هو دورها؟ لا توجد قياده. بل هناك أصحاب مناصب موالين موالاة عمياء لسياسة الدولة ، مكانتهم لعب دور الوسيط بين “رعيتهم” والسلطة لا يملكون الجرأة من ان يقودوا رعيتهم لنضال لانتزاع حقوقه المهضومة لم نسمع يوما منهم كلام قاطع ضد سياسة الدولة اتجاهنا لم نرى منهم ايه مبادرة جدية للتظاهر واسماع اصحاب القرار صرختنا، من الافضل ان لا نعول بتاتا عليهم ولا على النواب الدروز الذين ينتمون للأحزاب الصهيونية فولائهم لكرسيهم ولأحزابهم، يحاولون جاهدين بيعنا كلام وعنتريات فارغه نراهم دوما يتخانقون ليل ونهار وكل منهم يتهم الاخر بإجهاض مساعيهم لحل الازمه!!!
مع كل هذه المآسي والازمات نرى السلوك الانتخابي عند قسم من الدروز غير مفهوم وسرعان ما تتبدل الاحوال، الانتخابات هي وسيله للتعبير عن الرضى او الاستياء من أحزاب تدعي ان لها اجندة لخدمة المواطن ان لم تفي بوعودها لماذا نعاود انتخابها مره اخرى؟؟ وهناك الكثير من الذين حوكموا ودفعوا غرامات باهظه نراهم كيف يعملون لصالح احزاب مسؤولة عن ضائقتهم !!!!! ظنا منهم بعد الانتخابات سيعملون على حل ازماتهم وهكذا حالنا منذ قيام الدولة حتى الان.
ما اهون خداعنا بقليل من الكلام المعسول وبكثير من الوعود نعيش بضع أشهر بأحلام لم تتحقق يوما ونعود ونستفيق منها لنعيش الملاحقات والمحاكمات وشح الميزانيات، وقبل ان يصل السيل الزبى وقبل الانفجار تلعب ” القيادة” دورها ببراعة بامتصاص الغضب وتنفيس الاحتقان. الى حين ازمة أخرى.