برلمان إسرائيل…، وحرائق إسرائيل…، وغضب الله…!!

%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%8a%d8%ae-%d8%b9%d9%84%d9%8a-%d9%85%d8%b9%d8%af%d9%8a

وصل الى موقع الوديان بيان من الشيخ علي محمّد معدّي رئيس لجنة التّواصل الدّرزيّة

عرب ال48 جاء فيه:

من المعروف أن الله سبحانه وتعالى أرسل رسله وأنبيائه لهداية البشر، وتعريفهم الخير والشر، والحلال والحرام، والسّير بهم الى سواءِ السبيل، من أركان وأصول العبادة، الى ثوابت وضوابط الحياة الاجتماعية، في المعاملات الإنسانية بين بني البشر، وإقامة العدل والإحسان، وتركِ الظلم والعدوان.

وفي غياب الأنبياء والمرسلين، يبعث الله في كلِّ أمّةٍ أولياء ورجال صالحين، يأمروا بالمعروف وَيَنْهَوْا عن المنكر، ويحثُّوا الناس على العمل لما فيه مرضاة الله والقيام بوصاياه وفرائضه، والتشبُّث بالفضائل، وإفشاء العدل والإحسان والسّلام بين الناس أجمعين، ويحذِّرُوا وينذروا من غضب الله وعذابه، إذا تمادى العصاة في غيِّهِم وطغيانهم، وعلى رجال الدين المؤمنين، أن يقوموا بهذه المهمّة حتى خارج حدود ديانتهم وجماعتهم، لأن الخلق كلّهم عيال الله، وعليهم أن يكونوا المثال والقدوة الحسنة في ذلك.

وما نشاهده اليوم، من سن قوانين عنصريّة، وتشريعات برلمانية، تظلم المظلوم، وتنصر الظالم، وتجعل الباطل حقّاً، والتعدّي عدلاً، كلّ ذلك في داخل برلمان أسرائيل “الكنيست”، المشتق من كلمة “كنيس” وهو مكان الصلاة والعبادة لدى اليهود، والكنيست الذي يضّم ممثّلي الجمهور، الذين يجب أن يدافعوا عن حق الجمهور، وحق المواطن، ويسنّوا القوانين العادلة، لإفشاء العدل والإنصاف والسلام بين الجميع، وكان آخرها “قانون التسوية” “חוק ההסדר” الذي خلاصته أنه يحق لليهود أو للمؤسسة الإسرائيلية مصادرة أية أراضي بملكيّة خاصة، ليستوطنوا بها، ويعطوا صاحبها أرض بدلها أو تعويض نقدي حسب قيمة الأرض -وطبعاً كما يُخَمِّنُوها هم-. والأنكى من ذلك أن عدداً من حاخامات اليهود يطالبوا بل وبإلحاح في تسريع سيران هذا القانون المخالف لجميع الديانات السماويّة والقوانين الدولية والمنطق والعدل والإنصاف.

فيا أيها الحاخامات –الغير حكماء- ويا أيّها السّاسة المتغطرسون، الناسيون لأصول الديانات، الخارجون عن مبادئ الأخلاقيات، المكذّبون لوصايا التوراة، ولما أمركم به أنبياء إسرائيل، ألم يقُل: “أحبُّ لغيركَ ما تحبُّ لنفسكَ”؟! ألم يقل لكم في وصاياه في التوراة: “ولا تضطهد الغريب ولا تضايقه، لأنكم كنتم غرباء في أرض مصر”! فهذا للغريب، فكيف للمواطن الموجود على أرض آباءه وأجداده قبل مجيئكم بآلاف السنين!! ألم تتعظوا من نبوخذ نصَّر وسبيَهُ لكم؟! ألم تتعظوا من تيطس الروماني وقتله ودماره وخرابه!! أم أنّ ما فعلته بكم المحرقة منكم ببعيد؟! كلّا بل أنتم كما جاء في سفر أشعيا في الإصحاح الأول: “ويلٌ للأمّةِ الخاطئة، الشعب الثقيل الإثم، نسل فاعلي الشر، أولاد مفسدين، تركوا الرّب، إستهانوا بقدّوس إسرائيل إرتدوا إلى وراء…”!! ونصحكم الله قائلاً في سفر أشعيا كذلك: “إغتسلوا تنقُّوا، أعزلوا شرّ أفعالكم من أمام عينيّ، كفُّوا عن فعل الشر، تعلّموا فعل الخير، أطلبوا الحق أنصفوا المظلوم، أقضوا لليتيم، حاموا عن الأرملة…”!.

ولكن هيهات!! فتابع قائلاً كذلك في سفر أشعيا: “كيف صارت القرية الأمينة زانية؟… كان العدلُ يبيتُ فيها، وأمّا الآن فالقاتلون… رؤسائك متمرّدون، وَلُغَفَاءُ اللصوص، كلُّ واحدٍ يحبُّ الرشوة، ويتّبعُ العطايا، لا يقضون لليتيم، ودعوى الأرملة لا تصل اليهم…”!!. وتابع في سفر أرميا الإصحاح الثالث: “وأما انت فقد زنيت بأصحابٍ كثيرين… ونجستّ الأرض بزناك، فامتنع الغيث، ولم يكن مطرٌ متأخر…”!!.

فيا أيها الحاخامات، ويا أيها الساسة، ويا أيها المسؤولون، عودوا الى نصوصات التوراة، إلى أقوال الأنبياء، إتعظوا مما سلف، وكنّا قد حذّرناكم يوم حريق الكرمل، قبل ست سنوات فلم تتعظوا، واليوم يجب أن تتعظوا مما حدث ومن هذه الحرائق في كل مكان، قبل فوات الأوان، فيجب عدم كيل التهم جزافاً، وعدم التعميم، الذي فيه زيادة الحقد والكراهيّة، أنّنا ضد أي حريق متعمّد ومقصود، لأن قطع الأشجار في حالات الحرب ضد الأعداء محرّم فكيف بالحريق الذي يأكل الأخضر واليابس!. فهذه أرضُنَا، وهذا وطنُنَا، الذي حافظنا على أشجاره مئات السنين!!.

ويجب إنزال أشد العقوبات بالفاعلين بعد تقديم الإثباتات الدامغة لذلك. ولكن امتناع الأمطار، والطقس الجاف، والريح الشديده لما يقارب العشرة أيام هذا ليس من صنع البشر ولا بأيديهم، وإنما من قبل الله سبحانه وتعالى. فمن ظلم هدم البيوت وتهجير أصحابها، إلى المحاكم الظالمة ودفع الغرامات الباهضة بحجة البناء الغير مرخّص، إلى المماطلة في المصادقة على الخرائط الهيكليّة بنوايا مبيّتة، الى مصادرة الأراضي، إلى قلع آلاف أشجار الزيتون، إلى الآلاف الأسرى المسجونين ظلماً، إلى سياسة التمييز والظلم منذ سبعين عاماً وما زالت في تزايد!! إلى جميع القوانين العنصرية التي لا مجال لتعدادها، إلى الرؤساء اللصوص والزناة، إلى الرشاوي، إلى الخيانة، إلى شرب الخمور والمرح والسرور، إلى التعرّي والإنكشاف، إلى الزنا واللواط والإباحيّة بقوانين تشريعيّة، وفتاوي حاخاميّة، فضاقت الأرض ذرعاً، وكاد لها أن تشكو أمرها إلى الله من كثرة جوركم ومرحكم عليها…!.

فعلى الجميع أن يتعظوا، ولا يتمادوا، قبل زيادة غضبِ الله، وإرساله الفيضانات التي هي أخطر وأصعب من النيران، وبعدها الزلازل والهزَّات، وقوله تعالى: “ألم نُهْلِك الأوّلين، ثمَّ نُتْبِعُهُمُ الآخِرِين..”؟! فأين قوم عاد وثمود؟! وأين أصحابُ الايكةِ قوم مدين؟! وما قوم لوط منكم ببعيد…؟!

والسلام على من اتبّع الهدى، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

يركا، السبت 26 صفر 1438هـ                                                  باحترام 

الواقع فيه: 26/11/2016 م                                                علي محمّد معدّي

                                                                            رئيس لجنة التّواصل الدّرزيّة 

                                                                                     عرب ال 48

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .