بمزيد الحزن والأسى ولوعة القلوب واثر هدم البيت في حرفيش تَنْعَى بعض القوى في الطائفة المعروفية، المأسوف على شبابها، الثقة بين الدروز والحكام اليهود دون أن تُتمم واجباتها في نكران الذات والهز في المؤسسات الحكومية.. فيا أسفي عليك وخسارة شبابك يا بنت الحسب والنسب. فالمصاب أليم والوقع جَلل. (دايم الله، أعطوني محرمة تَ أمسح دموعي) وتجمّلوا بالصبر أيها الأحبة ولا تنسوا أن المشاركة في (الأجر)، مآجرة.. ويشكر “من في السماء سعيكم اذا قمتم بغسل الجنازة، ولو بالتراب تيمنا، وتلبيسها أحلى “بدلة موت” وتدثيرها بالرياحين وتوديعها بالقبل والتناويح، “جقارة” بمن شمت بنا متمنيا أن تكون “رِجلها عقفه”، وكأنه لا يعرف باننا نحن الدروز، في هذه البلاد، نموت ونولد من جديد ونجدد العهد بالولاء حتى لو كان من هو منا وفينا قد اقسم بأنه سيطلق الحكومة “اذا ادارت شملتها وعملت عملتها” مرى اخرى بحرفيش او في اي بيت من بيوت اخواتها.
سلامة رأس الجميع ولا تنسوا انه لا يقال على الميت غير الكلمات الطيبة، فطيب الله ثرى الفقيدة واسكنها فسيح جنانه، ولا تنسوا ان “المكتوب ما منو مهروب” حتى لو ان المصيبة قد اصابت 50 بيتا او أخذنا نستعطي لسد غرامات محاكم او كحلونا بـِ “كحلون” او باي صك براءة لغيره من الوزراء ـ كون قرار الهدم “أُمِرَ فأتمر وزُجر فأزدجر” والى هذا المصير، يا حرام الشوم، قد أنتظر.. فاعتبروا يا أولي الألباب وتذكروا ان “من رافق الدست لا بد ان يتشحر”،
اما انا، ولوجه الله تعالى، فقمت بتشريح جثة الثقة على نفقتي الخاصة، فأكدوا لي في معهد “ابو كبير” للطب الشرعي، أن المرحومة كان “يلفي عليها” أكثر من مسؤول حكومي ويدق لها موسيقى على (سكسـ.سفون) التحريض القومي. مع العلم انها قبل أن تبلى بمرض هدم البيوت، كانت تعاني من (+) في دهنيات “الضحك على الدقون” و(-) في فيتامين المساواة ووجع هضم الحقوق.
لكن يا خسارة، لو كنتم ايها الشامتون، تؤمنون مثلنا بتناسخ الأرواح، وكون التقادير غلبت التدابير لما شمتم بنا، كون اراضينا سلبت وقرانا ما زالت مطرحك يا واقف ومسطحات القرى سطحت مثل كوز التين وكل رئيس مجلس يقول للثاني “زيح تأقعد مطرحك”.
لكن اذا كان عندكم للسر مطرح فلا بأس ان تعرفوا ان الحقوق “سارحة والرب راعيها” ولم تسعفنا خدمة في الجيش او كوننا السبط اليهودي الثالث عشر الضائع! وحكام هذه البلاد لا يسمحون لنا بن نرقى بالتعليم والاستقلال الاقتصادي ونجاري مختلف مجالات التطور كي نبقى “تحت البنديرة” وليس امامنا في نهاية الامر غير الجيش واكل لقمة العيش من العمل في مجال “اذرعة الامن” (وشفوا يا حرام الشوم كيف اهالي الناصرة وعرابة وسخنين وكفر ياسيف وغيرها.. كيف ميتين من الجوع). اكثر من ذلك لا تنسوا ان اليهود انسباءنا من ناحية تسبورا ابنة النبي شعيب بزواجها من كليم الله النبي موسى، ومع ان نبينا شعيب بموجب المعتقد الدرزي معصوم عن الزواج لكن اياكم ثم اياكم ان تفشوا بهذا السر لأحد وزعزعة اية حلقة من سلسة الثقة بحكام هذه البلاد ومن معهم من خواجات. وعليه، يا جماعة، اذا انتقلت، “الثقة الكبرى” الى رحمته تعالى، تكون اكثر من “قابلة” في الطرف الآخر، تعمل على ربط سُرّة “الثقة الصغرى” بمفاهيم المثل القائل “حب حبيبك حب لو كان قرد ودب”!
البقية بحياتكم