فاتِنَةُ الحافِلَةِ.. /حسين مهنّا
صَعِدَتْ دَرَجاتِ الحافِلَةِ
فَرانَ الصَّمْتُ القُدْسِيُّ على الرُّكّابِ،
وكانَتْ بَسْمَتُها
أَجْمَلَ شُكْرانٍ لِأُناسٍ غَمَروها بِالتَّرحابِ الصّامِتِ،
بِالإِعْجابِ،
بِدِفْءِ النَّظَراتِ..
– كأَنَّ النَّظَراتِ تُرَدِّدُ-
ما أَجْمَلَها… !! ما أَجْمَلَها… !!
مَدَّتْ يَدَها الشَّمْعِيَّةَ نَحْوَ السّائِقِ
تَنْقُدُهُ ثَمَنَ التَّذْكِرَةِ
فَناوَلَها التَّذْكِرَةَ..
وراحَتْ تَخْطو خَطْوَ الطّاووسِ
لِتَأْخُذَ مَقْعَدَها.
كانَ السّائِقُ يَحْدِقُ فاتِنَةَ الحافِلَةِ
ويَحْدِقُ…يَحْدِقُ…
عَجَبَاً؟!
هَلْ يَبْغي أَنْ يَطْبَعَ في الذّاكِرَةِ مَصادِرَ فِتْنَتِها؟!
جَلَسَتْ والصَّمْتُ كَصَمْتِ صَديقاتِ زُلَيخَةَ،
حينَ نَظَرْنَ الى يوسُفَ..
لَكنْ
مِنْ دونِ مُدًى تَحْتَزُّ بَناناتِ المَأْخوذينَ بِهَيبَتِها!
ظَلَّ الصَّمْتُ يَرينُ
وظَلَّتْ فاتِنَةُ الحافِلَةِ تُوَزِّعُ بَسْمَتَها بَينَ الرُّكابِ
الى أَنْ وَصَلَتْ غايَتَها.
***
كانَ العاشِقُ يَنْتَظِرُ الفاتِنَةَ بِشَوقِ المَجْنونِ الى لَيلى،
حينَ تَلوحُ على بُعْدٍ خَيمَتُها.
حينَ رآها هَشَّ إِلَيها
ضَحِكَتْ..
وتَعالَتْ مِنْ شَوقٍ ضِحْكَتُها.
خاطَبَها بِإِشاراتِ الصُّمِّ/البُكْمِ- لُغَتِهِ!!
رَدَّتْ بِإِشاراتِ الصُّمِّ/البُكْمِ- لُغَتِها!!
أَخَذَتْ يَدَهُ..
فَانْشَدَّ الى يَدِها
سَارَا وَسْطَ الدَّهْشَةِ….
ما أَسْعَدَ خُطْوَتَهُ !!
ما أَسْعَدَ خُطْوَتَها !!
(البقيعة/ الجليل 4/11/2016)