ترامب … الكابوس المزعج أمين خير الدين

 

%d7%9c%d7%9b%d7%99%d7%93%d7%94

 

 

انا أدرْرِك  جيّدا أين نا  وأين ترامب

وأدْرك أيضا أن ما أكتبه وما أقوله سيضيع  مع ما قيل ويُقال على موجات الهواء  في الفضاء الرحب وأنه  لن يُغيّر شيئا.

ومع ذلك. لن قول: لا أحبّه، لأنّي أكرهه وأقرف منه.

كل العالم تحفظ منه ، واستبعد وصوله للبيت الأبيض، مع علم الجميع أن هيليري كلينتون  ليست أكثر بياضا ونقاء منه.

يمكن القول إنه اقتحم البيت الأبيض كالإعصار أو التسونامي الفجائي، لم يتوقع أحد وصوله، أساتذة جامعات، وشعراء، ورجال فكر وسياسة  تفاجئوا، ليس من فوزه فقط إنما من الفارق المُذْهل بين ما حصل عليه وبين ما حصلت عليه منافسته، كثيرون من أساتذة الجامعات في أمريكا راهنوا على بقائهم في أمريكا، وقالوا سنغادر أمريكا إن هو فاز في الانتخابات، وواحد من هؤلاء الأساتذة الكبار هو وول سونيكا الشاعر الروائي، النيجيري الأصل، المحاضر في جامعة نيويورك الذي وعد بتمزيق الكارد الأخضر إن فاز منْ يتفوّق على  بوش خطورة، وبوش  نفسه وضع ورقة بيضاء في الصندوق وهو المنتمي للحزب الجمهوري الذي يرأسه ترامب. وحتّى بعض من حاشيته تفاجأ، بعد أن قطعوا الأمل من فوزه، وكذلك وسائل الإعلام التي طبّلت لفشله قبل الانتخابات وزمرت له  تفاجأت  فكتبت  نيوز ويك  عنوانا لها “قالوا لن  يحدث هذا”. ومع ذلك حدث. وكتبت النيويورك  تايم: “ترامب ترامبيز: أي أنه تسلق و صرخ. وكتبت لوس انجليس تايم عنوانا “فوز ترامب مُذْهل” أمّا ديلي نيوز فكتبت عنوانا  بالخطّ العريض: “بيت الرُعْب” هكذا استقبلته وسائل الإعلام الكبيرة في الولايات المتحدة الأمريكيّة.

اقتحم الشارع الأمريكي  بعد فتح الصناديق كالتسونامي المخيف، زرع الرعب  بالفارق الكبير بينه وبين منافسته. دمّر القيم  والمُثُل العليا والصورة الجميلة التي من المفروض أن يتحلّى بها رئيس أيّة دولة جديد،

ترامب  لم يحمل معه مُثُلا عُليا ، ولا قيما ولا مبادئ.

من  أين له مثلها؟  عاش  أيامه الماضية يتنقل  من امرأة إلى أخرى، ومن تحرّش جنسي إلى آخر. وذلك باعترافه هو.

لسانه “زِفِر” وبلا حياء. يقرّ ويعترف بانحرافه الجنسي، وأيّ انحراف جديد له  سيعرّض  التعايش العالمي المُصْطَنَع لخطر كبير.

هدّد المكسيك، جارة الولايات المتحدة، ببناء جدار وبإرغامها على دفع تكاليفه،  وبإلغاء اتفاقيّات معقودة معها. قد يعبر الحدود بين المكسيك والولايات المتحدة عصابات، وتجّار مخدّرات وأسلحة، لكن الجدار الذي سيبنيه لن يمنع هذه العصابات، سيرفع الجدار الكراهية والعداء وينمّي العنصريّة والعنف. ولنا تجربة مرّة  بما تبنيه وترفعه الجدارات، كجدار الفصل العنصري الذي بنته إسرائيل  لترسِّخ أطول احتلال في العصر الحديث، ولتنهب ما يمكنها أن تنهبه من الأرض الفلسطينيّة، ولتحاصر الشعب الفلسطيني بما يشبه السجن، ولتحمي سوائب المستوطنين الوقحين.

ترامب يهدد الإسلام تحت غطاء معاقبة المسلمين بحُجّة محاربة داعش الإرهابيّة. الإسلام  كدين لا يُعيبه إن كان  ترامب لا يفهم شيئا بالإسلام أو منه أو عنه.

ولا أحد يبرر أعمال داعش الوحشيّة، لكن داعش وأمثال داعش بسوئهم وسيّئاتهم أبناء غير شرعيين للأم العاهرة أمريكا، كما هي القاعدة والنصرة  وبوكو حرام وغيرهم من المنظمات الإرهابيّة. التي تضرب في الشعوب الآمنة.

هدّد دول أمريكا اللاتينيّة  ومنظمات عالمية  في أفريقيا وأوروبا، مما حدا بأكثر من أربعمائة ألف مواطن بريطاني على التوقيع على عريضة وتقدمها للبرلمان البريطاني تمنع ترامب من دخول بريطانيا.

وبريطانيا ليست  تلك القديسة المشهود لها.

أي مُثُل يَحْمل ترامب..؟

اعترف أنه عاشر عاهرات، وعمل سمسارا ومقاول مصارعة وبني إمبراطوريته الماليّة بكسب مشبوه.

تزوّج من زوجته الثالثة وهي فتاة بنسلفانيّة هاجرت إلى أمريكا 1997  بطريق غير مشروع وكتبت عنها وسيلتان إعلاميتان أنها “فتاة مرافقة” ، وعملت عارضة أزياء، وتقلّبت بأكثر من عشر وظائف خلال  مدّة قصيرة وربحت  حوالي عشرين ألف  دولار.

حتى ابنته  لم تسلم منه، فتغزّل بها واشتهاها.

لم يفرح بفوزه، ولم يصفّق له إلاّ المستوطنون. لأنهم على شاكلته، ولأنه يبشرهم بالوقوف مع الاحتلال ومناصرته، وقتل الحلم الفلسطيني بإنهاء الاحتلال، ويبشرهم بنهب المزيد من الأرض الفلسطينيّة، وبناء المزيد من المستوطنات، وقد أعلن قادتهم بالرغبة في دعوته لاقتحام المسجد الأقصى.

حقّا إنهم على شكله ولا يختلفون عنه، وهذا ليس غريبا.

الغريب أن يختار الشعب الأمريكي بملايينه شخصا منحرفا، أجمع الجميع على أنه معتوه، لرئاسة أكبر دولة، وأقوى دولة في العالم، وأن يضعوا بين يديه وتحت رحمته هذه القوة الهائلة لأمريكا، ليكون كابوسا مُرْعبا لهم وللعالم.

2016/11/10

 

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .