الناصرة – «القدس العربي»: علمت «القدس العربي» أن حزبا إسرائيليا معارضا يتطلع لتشكيل الإئتلاف الحاكم المقبل، يسعى لإحياء قوائم سياسية ظاهرها عربي تدور في فلك صهيوني على غرار قوائم عربية لـ «العرب الصالحين» التي شكلها حزب «مباي» بقيادة دافيد بن غوريون غداة نكبة 1948 وبدءا من انتخابات الكنيست الأولى عام 1949، اقتصر دورها على دعم حكوماته ومواجهة خصومه السياسيين.
والحديث الآن يدور حول حزب «هناك مستقبل» بقيادة وزير المالية السابق يائير لبيد الذي يمثل الطبقة الوسطى في إسرائيل ويرى بنفسه حزبا للوسط – اليمين. ويفيد مصدر مطلع في الحلبة السياسية في إسرائيل أن لبيد أجرى استطلاعات عدة تظهر أنه قادر على تجميع نحو 55 نائبا من أحزاب مختلفة وتنقصه مقاعد عدة كي يتمكن من تشكيل أغلبية بالكنيست (61 من 120 مقعدا فما فوق) وبناء إئتلاف حاكم في الانتخابات العامة المقبلة وسط إشارات على أن حزب «المعسكر الصهيوني» المعارض يتجه لانحسار غير مسبوق نتيجة تدني شعبيته. أما الأحزاب التي من شأنها أن تنضوي تحت قيادة لبيد لاستبدال الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو فهي لا تشمل القائمة العربية المشتركة التي يعتبرها «غير شرعية». ويتابع المصدر «لذا يخطط «هناك مستقبل» لبناء كتلة سياسية جديدة من «العرب الصالحين» لمنافسة «المشتركة» في الشارع العربي ودعم الإئتلاف الحاكم تحت شعار «التأثير من الداخل». كذلك يسعى لبيد لاصطياد عصفور آخر من خلال هذه الفكرة تتمثل بتطهيره من صفة العنصرية وتبييض صورته بعد أن هاجم العرب ونوابهم، خاصة عضو الكنيست حنين زعبي عدة مرات، مستخدما مصطلحات فيها رائحة عنصرية.
ويشير المصدر إلى أن «هناك مستقبل» يراهن على تجنيد بعض الناشطين والمحامين العرب بعضهم يعمل بالوساطة وسمسرة الأراضي ومؤيدي «الخدمة المدنية» التي يرفضها فلسطينيو الداخل ويعتبرونها مشروع أسرلة خطير. وبحسب المخطط فإن «هناك مستقبل» يعمل على بناء هذه القائمة «العربية المعتدلة « خلسة على أن يقوم بتجنيد ميزانيات لها من جهات يهودية أمريكية. وأفاد بعض من فلسطينيي الداخل أنهم تلقوا مكالمات هاتفية من جهات تقوم باستطلاع رأي بالأيام الأخيرة تسألهم عن احتمال دعمهم لقائمة عربية منافسة لـ «المشتركة» وتشارك في حكومة إسرائيلية قادمة.
يشار أن استطلاعات رأي جرت مؤخرا تظهر عدم رضى نحو 35% من المواطنين العرب عن أداء «المشتركة» ويريدونها أن تبدي مواقف أكثر اعتدالا بعلاقاتها مع الأغلبية اليهودية ومع إسرائيل.
وتاريخيا كان حزب «مباي» قد أسس قوائم عربية عدة في ظاهرها وتأتمر بتعليماته استمرت حتى 1981 ومن أبرز رموزها سيف الدين الزعبي وفارس حمدان وجبر الداهش وصالح خنيفس وغيرهم وفي مطلع الستينيات صوت ممثلو هذه القوائم في الكنيست على مشروع قانون بمبادرة «الليكود» لإلغاء الحكم العسكري الذي فرض على فلسطينيي الداخل منذ 1948 وحتى مثل يوم أمس عام 1966.