لبنان: العرب,الأدب ,الأرب والطّرب/ نمر نمر

%d7%9c%d7%9b%d7%99%d7%93%d7%94

(في صراعنا مع إسرائيل لن نَألُوَ جهداً , ولن نوفّر مقاومة في سبيل تحرير ما تبقّى من أرضنا المحتلّة,معالجة النّزوح السّوري وإعادة المُهَجَّرين الى وطنهم,تثبيت وتنفيذ حقّ العودة للاجئين الفلسطينيّين,معالجة الأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة , عشتم وعاش لبنان ….) .هذا  بعض ما ورد في خطاب الجنرال ميشيل عون , فخامة   الرئيس اللبناني الجديد ,بعد أن حصل على أغلبيّة 83 صوتاً في مجلس النّوّاب , 36 ورقة بيضاء ,7 أصوات لاغية, فأصبح رئيساً للجمهوريّة,وأدّى يمين الولاء للدولة والدّستور .

وأخيراً خرج لبنان منتصراً, موَحَّداً,قويّاً,مُتآخِيَاً,بعد فترة حَمْل دامت أكثر من سنتين,ومحاولات إجهاض,جلسات نيابيّة غير مُكتملة النّصاب,مقاطعة بعض الأحزاب,عمليّات قيصريّة,أشرف عليها, موّلها وتبنّاها : أمهر وأمكر المُوَلِّدين/ات,القابلين/ات من عُرْب وَغُرْب, أمام الكواليس وخلفها, على عينك يا تاجر,ناهيك عن دقّ العصي,المسامير الفولاذيّة,الأسلاك المعدنيّة والعقاقير السّامّة,من هناك ومن هنا,لإسقاط هذا الجنين  ووأده على طريق الجاهليّة .

*لبنان المجد,الحضارة ,السُّؤْدُد,الأدب, الطّرب والأَرَب,بالمعنى الإيجابي للأخيرة, ومن هذه المعاني ,طبقاً للمنجد : أَرِبَ/صار شجاعاً, أَرُبَ/ صار عاقلاً , الأرَب /الغاية والحاجة,أريب /قاهِر وبصير, تَأَرَّبَت العقدة/توثّقتْ أو تعسّرت, الأُرْبَة /ربطة العنق, الإرْب / الدّهاء ,آرَبَهُ/ خادَعه….,وأملنا أن يكون جميع السّاسة اللبنانيّين بعيدين عن  المخادعة والدّهاء , من الآن وصاعداً,لفتح صفحة جديدة نظيفة واعدة للجميع, تتخطّى المنزلقات والانعطافات الطّائفيّة التي طالما عانى لبنان منها على مرّ السّنين.

*لبنان التّعدّدي,الفسيفساء البديعة ,القديمة المُعتّقة والجديدة المُوثّقة والمُتألّقة, قبل الفينيقيّين وبعدهم ,يُلملم جراحَه ويُضَمِّدُها,متخطّياً الكثير من العقبات الكأداء والمصالح الآنيّة والذّاتيّة,لِيُطِلَّ علينا برئيس جنرال ,صُنِعَ في لبنان ,كما قالوا ! لبنان هذا الذي أعطى الحضارة العربيّة العديد من مشاعلها ومناراتها , كيف لنا أن ننسى : آل معلوف, اليازجي,تقيّ الدّين,اليسوعيّين,الرّابطة القلميّة, العُصبة الأندلسيّة,الرّحابنة وفيروز, الصّافي وصباح,سعيد عقل,مارون عبّود ,سلام الرّاسي…والقائمة طويلة جدّاً ,ثمّ تختلط وتمتزج دموع الفرح والحزن برحيل الفنّان ملحم بركات الذي أثرى لبنان بِفَنّه وعطائه, أسوة بِمَن سبقوه ومن عاصروه.

*ما يثير سُخريتنا واستهزاءنا ,هنا في وطننا, أن أسبوعيّة عربيّة معيّنة,لم تجد لها مصدراً موثوقا للطّعن بشرعيّة الجنرال عون ,سوى بشير الشّؤم واللؤم والحقد على كل ما هو عربي,مُعَلِّقِهم / مُحَلِّلهم: إيهود يعري! إلحَقْ البوم بيدلّك ع َ الخراب,هل تذكر لنا الجريدة تهافُتَ العديد من أمراء العرب وملوكهم/مماليكهم /خِصْيانهم للتّطبيع مع إسرائيل! ما هكذا توردُ الابل يا إخوان ! ثمّ يَصْطَفّ في الجوقة التّحريضيّة يقيّة الطّاقم من تصفي يحزكيلي , إلى سْمَدار فيري وعنوان جريدة يديعوت  أحرونوت1 /11 /2016   : /(رئيس برعاية حزب الله),وَبَثُ تلفيقات جاهزة  من الجارور: (عون غازل /إسرائيل في مَنْفاهِ, والتقى سرّاً مع أجهزة الأمن والتي رفضتِ اقتراحاته: لا يمكن الاعتماد على من عمل مع صدّام حسين, ويجري اتّصالات مقرّبة مع الإيرانيّين وقادة حزب الله).يودّون ترقيص العالَم طبقاً لِأهوائهم ونزعاتهم الشّرّيرة! هذا ناهيك عن اتّهام سعد الحريري ,بدفع عشرات آلاف الدّولارات لشراء الأصوات للجنرال!

*لبنان الرئاسات الثّلاث,لا يموت الذّيب ولا يِفنى الغنم,عين ساهرة,ليس على الأدب ومشتقّاته وحسب! بل في كافّة مجالات العطاء والسّخاء, رغم بعض الهنّات والسّقطات بين ذاكَ وذا ,تسوية,تفاهم,تضحيات,الوصول إلى منتصف الطّريق,خلط الأوراق بين شقَّيّ آذار,الثّامن والرّابع عشر,وتساوي الليل والنّهار ’المرأة العاملة والأمّ الرّؤوم, سماحة السّيّد ,الجنرال ,الشّيخ,البيك والطّبيب ,وليس هناك سوى هنا! كما قال البرواني الدّرويش المحمود .

*في نظرة خاطفة على لائحة الأحزاب اللبنانيّة , من كبيرو لَزْغيرو :المستقبل/برئاسة سعد الحريري:34 نائباً,التّيّار الوطني الحُرّ/ميشيل عون 21 ,الوفاء للمقاومة حسن نصر الله :13 ,التّنمية والتّحرير/نبيه بري : 13 ,اللقاء الديموقراطي/ وليد جنبلاط : 11 ,القوّات اللبنانيّة/سمير جعجع :8 ,الكتائب/سامي الجمَيِّل : 5 ,المَرَدَة/ سليمان فرنجيّة :3,الديموقراطي اللبناني/الأمير طلال أرسلان :2 ,البعث :2 , الطاشناق :2  =114 , زائد أحزاب أخرى صغيرة  ومستقلّين :14 ,المجموع الكلّي:128 نائباً مقسّمة مناصفة :64 نائباً لكافّة الطوائف المسيحيّة, شرقيّة وغربيّة وما بينهما ,  وَ 64 نائباً للطوائف الإسلاميّة: سُنّة ,شيعة ودروز,هذا حسب إتّفاق الطائف المُعَدّل.

*خصوم السّياسة:التّخبّطات, التّغيّرات,التّقلّبات,تغيير الاصطفاف والمواقع ليس بالغريب في عالَم السياسة,فهذه والمبادئ قلّما يلتقيان, واذا التقيا, فلا أحد يضمن دوام ذلك,ليس في لبنان وحسب, بل وفي كافّة أرجاء المعمورة ,ومن حاول المحافظة على القِيَم والمبادئ , كثيراً ما دفع الثّمن الغالي,حليف اليوم قد يكون خصم الغد, وهكذا دواليك,وهذا ما لاحظناه في انتخاب العماد ميشيل عون,ولا يُحْسَدُ رجال السياسة, أحياناً , على مواقفهم ومواقعهم والعواصف السياسيّة التي تحيق بهم بين الفترة والأخرى.لا يمكننا أن نتجاهل الموقع الحرج الذي زُجَّ به النائب سليمان فرنجيّة,وكذلك الحال رئيس البرلمان نبيه بري ومن دار في فلَكَيهما,قد تكون الورقة البيضاء مخرجاً أقلَّ حرجاً, ولا يمكن تجاهل فوز الرئيس عون ب ِ 83 صوتاً,وهو يستحقّ التّهنئة , ولا يمكن الاستهانة ب ِ36 ورقة بيضاء من نبيه بري وسليمان فرنجيّة وما بينهما من مستقلَين وحزبيّين,وبين الأكثريّة والأقلّيّة في الحسم الدّيموقراطي,نَوَدُّ أن تسود روح المودّة واحترام رأي الغير,وهذا ما نرجوه للبنان العطاء والسّخاء.

*النّاصرة 1994 ,هو ألبوم مرسوم لمعالِم مدينة النّاصرة , أعدّهُ : وليد خليف وسهير ذياب  ,رسومات الفنّانة سيسيل كاحلي,ص75 الكاتب اللبناني ميخائيل نعيمة تَعَلّم وسكن في مدينة النّاصرة عام 1907 ,وكذلك الحال الأديبة : مَيّ زيادة , أضف إلى ذلك الكثير من القادة والوجوه اللبنانيّة التي سكنت في ديارنا,ولهم وقع أقدام هدّارة في وطنهم الثّاني,ويصنّفون أنفسهم سوريّين أصيليّين,لهم امتداد جذور لوطننا,قبل تقسيم سايكس- بيكو المشؤوم, والرّهان الفاشل على تجديده وتفتيته اليوم ,بِبَرَكَة العمّ سام/الأمريكي البَشِع وحلفائه من آل عثمان وخطرستان .

* للخروج من هذه الدّوّامة والخطر المُحْدق , لا بدّ لنا من العودة إلى طيّب الذِّكْر:الشيخ أحمد تقيّ الدّين اللبناني الأصيل  الذي قال :

أدينُ بِشَرْعِ الحقِّ أينَ وَجَدْتُهُ     بِإنجيل عيسى أم بِقُرْآن أحمدا

والشّيخ حليم , نَجْلُ أحمدَ قال :

كونوا أجاويدَ في قول وعمل   إنّ الدّيانة في الأخلاق والشِّيَم

هذا هو لبنان الذي نعتزّ ونفتخر به,غنّى له الشّعراء قديماً وحديثاً, لبنان قطعة سما مضويّة ,ومع الصّافي الوافي : سَيّجْنا لبنان وْعلّينا سياجو, وْهالبيت العمران شعشع لي سْراجو… ,وخير أمنية تمنّاها السياسي اللبناني وئام وهّاب للرئيس الجديد :الله يِبْعِدْ المُتَرَبِّصين عَنّو ! ونقول:عاش لبنان وشعبه حُرّاً مستقلاً أبِيّاً معطاءً.

***غائب/ عائب الوزير للتهاون التّقليمي, حتى صُحف البلاط لم تهضم تصريحه العشوائيّ النّفاقيّ, أمام قداسة الحبر الأعظم في حاضرة الفاتيكان,عن الزّلزال هناك,وعلى سبيل المثال فقط ,فَإنّ صحيفة يديعوت أحرونوت أفْرَدَتْ له ثلاثة عناوين,يومَي 28 و30 /10/2016 جاء فيها:تصريح مُزَعْزِع,حُلُمُ هذيان,إعتذار استثنائي يوم السّبت من  اسرائيل وإدانة لأقوال نائب الوزير ! ونحن نقول كفى للمزايدة على غربان اليمين الإسرائيلي المُتطرّف ,ومَن فقد ماء الحياء فما منه رجاء !!

لبنان الأرز ,الحضارة, التّعدّديّة,المُحاصَصَة والمنافسة !

فخامة الرئيس الجنرال ميشيل عون, يا رَبّ تْشيل وِتْعين !

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .