المرحومة (آمنه أبو شرخ) ليست الضحية الأولى ولن تكون الأخيرة في سلسلة جرائم قتل النساء.
قتل النساء أصبح أمر عادي جدا! كما كان في أيام الجاهلية رغم أننا في القرن الواحد والعشرون!
13 امرأة راحت ضحية القتل خلال العالم الماضي و7 حتى يومنا هذا على أمل أن يقف الحد هنا.
تناست مساجدنا وكنائسنا وحتى كنسنا عقائدها الثمينة والجميلة لتجعل من قتل النساء جريمة عابرة لا تُعار أهمية كافية ولا تعني شيئا سوى مظاهرة او اثنتين ترفع فيها بضع لافتات وإعلان استنكار لا أكثر!
يا للحلول الخلاقة!!
ماهو موقف رجال الدين من هذه الجرائم؟ حقا ما هو موقفهم؟؟
وهنا أتكلم عن جرائم قتل النساء خاصة وليس بشكل عام فموقفهم إزاء القتلمعروف فهمدائما يدينون القتل ويستنكرونه, ولكني بحثت مطولا بصراحة لكي أجد موقف معين ومشرف لرجل دين واحد لا يهمني ما هي فئته أو طائفته أوديانته ولكن دون جدوى! أنا لم أجد موقف محدد لهم! لم أسمع بكلمة تخص قتل النساء بالتحديد!! لذلك صمتهم قتل أولئك النساء وما زال.
صمت المجتمع برمته, قتلهن وما زال.
صمت الأصوات الحقيقية المؤثرة فعلا, قتلهن وما زال.
والدولة لن أذكرها طبعا فالأمر مفهوم ضمنا أن النساء العربيات خاصة أبدا لسن من أولوياتها لذلك لن تحرك ساكنا حيال ذلك.
القضاء وأحكامه قتلهن, وما زال.
العادات والتقاليد وكلام الناس الذي لا ينتهي, قتلهن وما زال.
نظرة المجتمع لهن ونظرتنا للمجتمع وإرضاء رغباته وتفاهاته ومفاهيمه الخاطئة التي لا تنتهي ونتوارثها جيلا بعد جيل, قتلهن وما زال.
المجتمع الذكوري, قتلهن وما زال.
تقاعس الشرطة, قتلهن وما زال.
والأسباب قتلتهن أيضا وما زالت تقتلهن حتى بعد موتهن! وستشارك في قتل المزيد.
الأسباب يا بشر تقتل الضحية مرة أخرى وأخرى وأخرى, فذكر الأسباب يعتبر تبريرا لفعلة المجرم!
نصمت في كل شيء أما في اختلاق الأسباب فنبدع ونبرع!! يا للعجب
عن أية أسباب نتكلم؟ وكل جريمة ضد المرأة ترتبط فورا مع الشرف والعرض وتبرر وكأن شيئا لم يحصل!
عن أي سبب وأي شرف نتكلم؟وهناك رجال وشباب وكبار في السن حتى وأجداد يقومون بأفعال مشينة لا يقبلها عقل ولامنطق ولا دين حتى دون أن ينتقدهم أي أحد!
عن أي شرف نتكلم؟هل المجتمع الذكوري الذي اغتال أبسط الأشياء وأجملها فينا كنساء يعطي الحق لهؤلاء الذكور أن يفعلوا بأعراض الناس ما يشاؤون دون محاسبة أو محاكمة لهم؟؟!
هل لا يحق للمرأة الطلاق؟ هل يجب أن تعيش تحت رحمة الرجل؟ فقط لأنه ذكر والمجتمع منحه هذا الوسام؟!
لست أرى الرجال ملائكة تمشي على الأرض دون أخطاء ليحاكم كل زوج زوجته أو طليقته أو أخته أو أمه أو ابنته على طريقته!
لنترك الخلق للخالق,لنتركه سواء كان ذكرا أو أنثى إن الله هو صاحب القصاص.
تعددت الأسباب والموت واحد ولكن القتل شيء بشع بكل ما للكلمة من معنى أيها الناس.
ولنفترض أن هناك أسباب أدت لهذا القتل,
ليس هناك أدنى الشك أن الأسباب التي قد تحول للقتل ربما تكون مؤلمة في بعض الأحيان ووقعها مؤذي كحد السيف على الأهل أو الزوج ولكن هذا لا يعطي تأشيرة لأي شخص كان أن يقوم بمثل هذه الوحشية.
عن أي أسباب نتكلم؟ ليس هناك أسباب تبرر القتل عمدا.
لنبحث عن الحلول المناسبة أكثر من إزهاق الأرواح في أطياف هذا المجتمع.
لنرحم من في الأرض كي يرحمنا من في السماء.
في النهاية,
علموا أطفالكم وأبنائكم بناة المستقبل وذوتوا بعقولهم القيم والمبادئ والأخلاق وحب الغير والإحترام وأخبروهم أن المرأة هي الأم الحنون وهي الأخت الرؤؤم وهي الإبنة الرضية وهي نصف المجتمع وهي العاملة والمتعلمة وهي الطاهية وربة المنزل والمربية وهي الطبيبة والمديرة, علموهم علهم يتذكرون يوما ما شيئا مما ذكرت فيرأفوا بحالها يوما !عوضا من أن تقتل أمهم أمام أعينهم!