قالوا لي: “اذا بدّك تزوّج ابنك دوّر لابنه على خال” فدورنا على بنت أخوها “أخو أخته” ، “شبعان من حليب امه” يتباهى بالفرد المشكول على جنبه ووالدها – يا مرحومي البيّ – يحاشر في المناسبات على الصفوف الأمامية و “يحكي بالنحوي” والبنت “توزه” وعيونها زرقا مثل نوار العلت وأمها رفضت القيام بأي اجراء أو “إعطاء كلمة” الا عن يد جاهه كبيرة تمثل أوادم البلد..وهات دبرها…..
“وحياة اللي يسلموكوا” أنا لم اعتد على “تمسيح المُخط” أو كسر نفسي لأحد.. فعم العروس زعلان على أخيه لأنه طمع به عند قسمة الأرض ، وخال العروس لم يشاور بالشكل الصحيح ، والعروس قالت “الأقارب عقارب” و..و.. وأمها تتشّبع بأن “الزعلان أكثر من الراضي” في طلب يد البنت وأنها غير مستعجلة على زواج ابنتها.. لكنها استعجلت بعد ذلك ودعت الجيران وبعض الأقارب على “الكسوة” مما زاد من التكاليف والمتتطلبات: فهذه تتقدم نحو العروس وتهمس ، يا تقبريني انتي مش ناقصة ، وتلك تضيف لامها ، البنت مستحية ما تسوّدوا وجهكم قدام الناس ، وأخرى تذكر بالخلعات الخ…
أما “الخال” الذي دورنا عليه فقد نزل عليه الوحي وبدأ يفهم بالموضة وأنواع الفساتين وموديلات الأحذية.. وعزيت نفسي كون ابننا هو الآخر من هذا الموديل فهو لا يلبس غير بناطيل “لي فايس” ولا يساعر غير بضاعة “بولجات” لكنه والحمد لله لم يقلد الذين يعلقون الحلق بآذانهم.
أما أنت – همست لنفسي – ف ” حط هالكلمتين حلق بأذنيك” ولا تنسى ان الناس “مثلك مثلك” حتى حرمكم المصون شايفة حالها ومش مصدقة وتحاول باستمرار ان تبدو أصغر من سنها ، لكنها قطعت حبل أفكاري عندما اقتربت مني وهمست بصوت خافت : صرت بدي أطق ، بس يصير “حبنا بعبنا” سأعلم أم “بوران” فهم المقروء .
صحيح ان بيّ العروس لم يتدخل الا أن أمها كانت مثل ضريبة الدخل .. لم تكلف نفسها حتى المساهمة بألفي شيكل ، على الاقل كأجرة استئجار فستان السهرة لابنتها.
في تلك السهرة ، أي ليلة الزفاف ، تجمعنا وتوجهنا يم العروس ونحن نغني: والحنا من عنّا.. فأستقبلونا بالمهاهاه والزغاريد وسرعان ما امتلأت الحلبة بالراقصين والراقصات برز من بينهم أخو العروس يتمايل على الجنبين محاولاً إظهار عضلاته
وفجأة أخرج مسدسًا وأخذ يطلق النار في الهواء بدون حذر و..
وسرعان ما بداْ الضجيج والصراخ واستدعاء سيارة الاسعاف .. وَعُدنا من حيث اتينا بدون توزيع ” الحنة “..
الله لا يضع أيا منكم مكاني.. فالرصاصة الطائشة ، كما جاء في تقرير الطبيب الشرعيي ، بعد ذلك ، قد اخترقت قلب العريس !!.