عطفا غلى الممقالة السابقة بعنوان الناس اجناس اود ان اضيف ان الاهتمام بالمظاهر “الفايشة” زاد عن حده ، فتلك لا نستطيع أن “نقصر” معها وذاك “فضله سابق” علينا و “برادي” شبابيك البيت أصبحت عتيقة فقط بعد أن غيّر الجيران “برادي” شبابيكهم.. باختصار “أم علي بتقلع وأبو علي بلبع” أقصد ان ابا علي يعرف ان فلانًا “ضارب حالو بحجر كبير” ، أي انه مدّعٍ ومتكبر ، وعلان “جوابو تحت باطو” وتلك “تركت ابنها يبكي وراحت تسكت ابن الجيران”.. والناس أجناس وكل واحد يغني “الموال” الذي في راسه الى أن “يصل الموس الى دقنه” ، فنجد ان البعض قد غيروا رأيهم في هذه القضية أو تلك المناسبة ، تحت ضغط العادات أو التقاليد او كرمال …
كرمال هذا وغيره لم يعد أمامي انا فلان الفلاني سوى عقد البرلمان المصغّر لبيتنا بناءً على اقتراح كنت قد تقدمت به لبحث المسائل العالقة وحل بعض الإشكاليات والبت في امكانبة ترشيحي لوظيفة المستشار وإصدار التعليمات للكف عن تعليق الصوّر والشهادات الفارغة من المضمون على حيطان الصالون ، وازالة بعض التحف والقواوير من الزوايا وعن الرفوف – أي بالقلم العريض، وضع حدّ لـ “حلّة الحكم” في البيت اذ يستطيع من يريد من الأولاد أن يقيم حكمًا ذاتيًا في الغرفة الشرقية (أولاً)، مع حق مرور في الليوان واعادة توزيع أوقات الفراغ بين الكتب والتلفزيون ورد زيارات، خاصة أن البعض أخذ يرى بالقيّم والوجدان وأحيانًا الكرامة ، جزءاً من الكماليات.. وقد لا تفيق الناس من هذا التنويم المغناطيسي بدون مرشح عربي ينافس على رئاسة الحكومة، أما قيل “استكبرها لو كانت عجرة”!!.
أما أنتم فلا تقولوا “شو جاب لجاب” شو جاب الترشيح لرئاسة الحكومة حتى تحشيها بوظيفة مستشار بعدنا لا فتْينا ولا غمْسنا فيها.
في الحقيقة ليس في الأمر أكثر من كثر غلبة.. ف “ابقوا معنا” لتعرفوا ان هناك من هو منا وفينا وحتى من “عظام الرقبة” اصابه ما أصاب الذي “راح يطحن عند خاله” اذ اعتقد الخال ان ابن أخته غير مبال ومستعد لكل شيء كرماله ، وهذا بدوره اعتقد ان خاله سيكرمه ويفضله على الآخرين فطلع ايده والحيط فاقنع نفسه ان كل “الطرق تؤدي الى المطحنة” فراح يطحن ناعم ويفرق نصائح وانكر ان “ثلثين الولد لخاله”.
أينعم الناس أجناس ، شوفوا فلان “حماته بتحبه” وعلاّن بحب القحاطة وكثار “من بره هلّه هلّه ومن جُوّه يِعلَم الله” ومين يشهد مع العروس: أمها وخالتها وعشرة من حارتها. والبلد يا حبة عيني مقسومة قسمين ، (عَ الدودة) قسم مع هذه العائلة ، وقسم مع تلك ، هذه المجموعة شايفة حالها ، وتلك تتعزى بالانتخابات المُقبلة كي تفش غلها وتفقش بصلة في عين كل شامت ، خاصة وان هذا يقول الحقّ على الرئيس وذاك يرّد بأن الذنب على أهل البلد.. والبلد بلدين – الحارة الشرقية مع مع الفريق الرياضي “هبوعيل” والحارة الغربية مع فريق “مكابي” والطابة ضائعة بين المؤسسات وبطيخ يكسر بعضه…
* * *
قيل “واحد حامل دقنه والثاني تعبان فيها” وأنا لا أريد أن أحمل هم البلد على قروني لكن لن أترككم قبل أن تعرفوا أن الجلسة التي كنت قد اقترحتها على البرلمان المصغّر لبيتنا تجددت لترد “وزيرة الداخلية” باسم الائتلاف الحاكم ، على النقاش مؤكدة ان غالبية اقتراحاتي هي الفارغة من المضمون ، وليس الصوّر وشهادات التقدير المعلّقة على حيطان الصالون ، واني “دقّة” قديمة لا أفهم بالاتكيت ، وان وقائع المسلسل العربي في التلفزيون لا تقل أهمية عن الأحداث السياسية الجارية ، واني “لا للسيف ولا للضيف ولا لغدرات الزمان” وانها أكثر من يعرف اني لا أنفع .. (كش بره) تقصد ، لا أنفع لاقل من وظيفة مستشار فلماذا أتتطاول على القطاف العالية ؟؟.