إعداد: خلود فوراني سرية
في قاعة المجلس الملّيّ الأرثوذكسي وبرعايته، أقام نادي حيفا الثقافيّ بحضور جمهور واسع من حيفا وقرى المنطقة، يوم الخميس 2016/08/11 أمسية ثقافية مع الأديب فريد قاسم غانم من قرية المغار وإشهار كتبه: (لو أن)، ( ترنيمة للقديم) و(عند اشتعال الظل).
افتتح هذا اللقاء الجميل المحامي فؤاد نقّارة، مدير نادي حيفا الثقافيّ، وقد حيّا بكلمة قصيرة الفرق الموسيقية والفنانين على عملهم التطوعي في أمسيات النادي بمبدأ ورسالة لخدمة الثقافة والأدب، وشكر المشاركين المواظبين على حضور أمسيات النادي كل خميس. كما وعبر عن شكره لجريدة المدينة والمواقع الإلكترونية، خاصا بالذكر موقع بقجة، على دأبهم نشر الخبر الأسبوعي الذي تحرره لهم الكاتبة خلود فوراني سرية عن نشاطات النادي.
أشار أيضا إلى ضرورة تعزيز أواصر المحبّة بين الأدباء. ولمن يطلب إقامة أمسية خاصة له -إذا كان نتاجه الأدبي يستحق- عليه أن يشارك الزملاء أمسياتهم من أجل توسيع الحراك الأدبيّ لمصلحة مجتمعنا العربيّ عامّة، وقد دعا في نهاية كلمته الكاتبة خلود فوراني سرية لإدارة الأمسية.
استهلّت خلود كلمتها بالترحيب بالضيف الأديب والحضور الكريم ، وأشارت في كلمتها إلى نشأة فريد قاسم غانم الأدبيّة، ونتاجه الأدبي وموضوعاته. كانت بعدها فقرة سماع قصيدة “هي” بقلم فريد غانم، عبر اليوتيوب بصوت الشاعرة الجزائرية عنفوان فؤاد .
بعد كلمة موجزة عن سيرته، دعت خلود الباحث الناقد والإعلامي أنطوان شلحت ليقدم مداخلته،
قال فيها إنه يعتبر نصوص الأديب فريد غانم بمنزلة استثناء في مشهد أدبيّ فيه كمّ من الكتابة الأدبية وفي ذات الوقت بات مفتقدًا لـ”مرجعيات الإجازة”.
وأشار شلحت إلى أن غانم يؤسّس مشروعه الأدبيّ على قاعدة موهبة مخصوصة من جهة، ومن جهة أخرى على قاعدة الحاجة إلى ترسيخ العلاقة بين الأديب وبين كل ما هو أساس في الثقافة القديمة العربية والعالمية، ومدّ جسور التواصل مع كل ما هو أساس في الثقافة المعاصرة العربية والعالمية.
ولفت إلى أن هذه النصوص تتطلع إلى تحريك الفكر، وخلخلة يقينياته وعاداته، وتكسير المجرى العادي للأشياء، وهي تفعل ذلك من خلال بناء فنيّ محكم يجعل المُنتج الفني قريبًا من “النصّ البلوريّ” بحسب تسمية المفكر المغربي عبد الكبير الخطيبي.
وتابع أنه إلى جانب ما أسماه قواعد مشروع غانم الأدبيّ، يُلاحظ في نصوصه ما يشفّ عن انحيازه إلى ناحية الوظيفة المعرفية للنص الأدبيّ والثقافة عمومًا، ولذا يتمكن نصّـه من أن يؤدي وظيفة ثانية للثقافة- وهي تحدّي الهيمنة (وبالأساس هيمنة السائد). وقال إن من الأهمية أن يُشار أيضًا إلى مسألة مهمة تثيرها النصوص، وقد يكون لها “قصب السبق” على مستوى تجربتنا الأدبية هنا، وهي مسألة النوع الأدبيّ [وليس الجنس، لأن ما يكتبه غانم يندرج ضمن جنس واحد: السرد]. فهو أول أديب عندنا يطرُق ما بات يُطلق عليه الأدب التقليليّ، ومنه الهايكو الياباني.
وتوقف شلحت عند نصّ “ترنيمة للقديـم” مؤكدًا أنه يشتمل على عناصر أدب فريد غانم.
كانت بعده كلمة عن د. أنور غني الموسوي من العراق قد قدمها بعذوبة صوته، الشاعر الإعلامي محمد بكرية.
ولتنتهي فقرة المداخلات قدم د. رائف زريق مداخلته والتي قال فيها إن فريد غانم استطاع وبسرعة فائقة أن يثبت أن له لغته الخاصة به المتميزة وذات النكهة الفريدة.
وأردف أنه من ناحية أخرى تظهر نصوص فريد قوية في اقتناص التفاصيل حتى الثانوية فيها وسردها بطريقة تحول كل شيء إلى دراما. يرى الألوان في المناطق الرمادية وعليه هو قادر على وصف الدراما في فنجان القهوة وقادر على وصف حركة الموج في كأس نبيذ.
وعلى هامش الأمسية عبر الشاعر هاشم ذياب عن إعجابه بأسلوب فريد غانم وربط بينه وبين شعراء السريالية أندريه بريتون وجورج حنين. كما أشار إلى إبداعه المتحرر من الانضباط الواعي، الأمر الذي أتاح له استخراج البلور من منجم الوحي وبالتالي نثره على المتلقين ليتحول إلى نصوص على هامش النص في خيال الحضور.
وليكون ختامها مسكا قدم المحتفى به كلمته عبر فيها عن شكره وتقديره لنادي حيفا الثقافي ونشاطاته ورئيسه المحامي فؤاد نقارة. كما شكر المتداخلين والعريفة ليلقي بعدها مقتطفات من فضاء كتاباته كانت إحداها قصيدة عن حيفا بعنوان (ذكريات قادمة) وقد شاركته بإلقائها عريفة الأمسية خلود.
وبالتقاط الصور وتوقيع الكتب اختتمت خلود برنامج الأمسية شاكرة الحضور على حسن إصغائهم ودعوتهم للأمسية الأدبية القادمة يوم الخميس 2016/08/18 مع الكاتبة والشاعرة روز شوملي.
(بقجة)