ضمن سلسلة عكاظيّات حيفا التي يقيمها نادي حيفا الثقافيّ برعاية المجلس المِلّيّ الأرثوذكسيّ الوطنيّ/ حيفا، في مقرّه؛ قاعة كنيسة ماريوحنا المعمدان الأرثوذكسيّ في حيفا، كانت الأمسية العكاظيّة الحيفاويّة الثالثة للعام 2016، وقد زيّنت القاعة بلوحات تشكيليّة للفنان ظاهر الشوربجي، وذلك بتاريخ 28-7-2016، ووسط حضور من شعراء وأدباء ومثقفين ومهتمّين بالشأن الثقافيّ، وقد تولّى إدارة الأمسية العكاظيّة المحامي كميل مويس، بعدما رحّب المحامي فؤاد نقارة مؤسّس ورئيس النادي بالحضور، وكانت قراءات شعريّة لكلّ من: آمال أبو فارس، ود. أسامة مصاروة، ومروة زهير أيوب، ومفيد قويقيس، وتخللت القراءات فقرات موسيقيّة وغنائيّة أدّتها جوقة الكروان العبلينية بقيادة المايسترو الفنان نبيه عواد، وفي نهاية اللقاء تم التقاط الصور التذكاريّة!
ومن ضمن النصوص التي قرئت في الندوة:
قالت/ د. أسامة مصاروة: قالتْ ليَ الحسناءُ مغرورةً/ هل قلتَ شعراً قبلَ أنْ أظهرا/ قلت معاذ الله إذ لم يكنْ/ لي دافعٌ من قبلُ كي أنثُرا/ لكنّ قلبي منذُ أنْ زرتِني/ والشعرُ فيه فائضٌ أنْهُرا/ لم أدرِ ما أخفيتِ في غرفتي/ أو شرفتي بدونَ أن أشعُرا/ هل كان سحرًا داعيًا للهوى/ لا، كيفَ للساحرِ أن يُسحرا/ كم ليلةٍ أمضيتها شاكيًا/ أشكو إلى النجمات كي تسهرا/ كم ليلةٍ أمضيْتُها باكيًا/ حتى غدت مدامعي أبحرا/ كم ليلةٍ أمضيتها خاليًا/ مرّت كأني خلْتُها أشهرا/ وحدي أنا والليل لا خلّ لي/ حتى بأخبار الهوى تقْصُرا/ وحدي أنا رهنُ الجوى والدجى/ لكنّني فضّلت أن أصبرا/ حتى التقينا والدجى حالكٌ/ لكنّ قلبي خالَهُ مُقمرا/ قد طارَ قلبي وانتشى لوعةً/ من بعدِ عمرٍ عاشَهُ مقفرا/ ما كانَ وصفُ الناسِ لي مقنعًا/ حتى أنرتِ واستنارَ الثرى/ يومُ لنا جاد الإلهُ بهِ/ يا صاحبي سبحانَ من قدّرا/ في روضةٍ أزهارها هلّلتْ/ والجدولُ الصافي كذا كبّرا/ حبٌّ غزا قلبي فأهلَا بهِ/ لن أشتكي حتى وإنْ دمّرا/ ما أروعَ الحبَّ وأغلالَهُ/ حذارِ أنْ تُبلى وأن تُكسرا/ أسرٌ لعمري بتُّ في قيْدِهِ/ منعمًا بالسعدِ مستبشرا/ مَن لم يذقْ طعمَ الهوى لم يعشْ/ لا عمرَ إلاّ ما الهوى سطّرا/ ما الحبُّ إلاّ نعمةٌ يا أخي/ غيثٌ يعمُّ القلبَ كي يُزهرا/ فاعشقْ بصدقٍ لا تكنْ كالّذي/ عاشَ بلا قلبٍ حتى وإنْ عمّرا/ واعشقْ بجدٍ حتى يحينَ الردى/ خيرٌ لمنْ لم يْهوَ أنْ يُقبرا
لا تغضبي/ د. أسامة مصاروة: لا تغضبي حبيبتي/ إن جئتني كي نخرجا/ لست الحبيب المبهجا/ أو العشيق الأغنجا/ فالنسر يأبى سجنه/ لو بالعقيق سيّجا/ ما كنت يومًا آلة /أو هيكلاً مبرمجا/ فقد أكون ساخرًا/ أو قد أكون محرجا/ إن قلت شيئًا نابيًا/ أو كان ردّي هائجا/ فالقلب قد ترينه/ غرًا وحتى ساذجا/ أو صاخبًا وهادرًا/ وثائرا ومائجا/ عندي خيال جامح/ لا يرتضي أن يسرجا/ لم أبن قصرًا فاخرًا/ بل كنت دومًا ناسجا/ بضاعتي لا تشترى/ إذ لم تجد مروّجا/ بالحبّ قلبي مفعم/ والحبّ ليس رائجا/ فهل رأيت فارسًا/ في عصرنا مدججا/ بالحبّ والتسامح/ فمثله لا يرتجى/ في عصرنا أقدارنا/ بالحب لن تعالجا/ بالقتل والشبيحة/ أو كلِّ من تبلطجا/ يبغي الزعيم اليعربي/ نصرًا له أو مخرجا/ لكنه لا يدرك/ إذ عقلُه تشنّجا/ أن لا نجاةَ تُرتجى/ لظالمٍ وهل نجا/ من قبلِ هذا ظالمٌ/ حتى وإن تحجّجا/ بألفِ عذرٍ باطلٍ/ أو أنّه قد دجّجا/ للقتل جيشًا خائنًا/ والحقدَ أيضًا أجّجا/ يا إخوتي هيّا اسمعوا/ ما قالَه أهلُ الحِجى/ بعدَ الظلامِ الدامسِ/ يأتي الصباحُ أبلجا
A regiment of leaves dry, dull, dark, dead, Flying, flapping, fluttering in the wind, Rustling, rattling, flattering, sputtering And a small piece of advice stuttering About how once they were so vividly green, Glittering, glistening, ah what a scene! They were so excited to have eavesdropped To the the secret of love and never stopped Until they dropped dead like shot down birds Or buffalloes or any hunted herds. Yet I don’t lament their fall and absence For next spring they’ll come back to existence. They’ll come back as green as ever again, Canopies to cover the naked plain. Oh those young regiments who won’t come back, Confined before time in graves cold and dark, Sent to fight in futile wars and battles And got killed in everlasting struggles. They won’t be seen next spring or any spring, They’re gone forever but the pains still sting.
د. أسامة مصاروة: يا حبيبي، لو نويتْ في يومْ تِهاجر/ أو نويتْ حتى ليوم واحد تسافر/ خُدْ معاكْ شمس النهارْ خُد معاكِ البدرْ/ خُدْ معاكْ ضيّ النُجومْ والفضا والبحرْ/ خُدْ معاكْ كلّ الوجود بسِّ سيب لي الصَّبْرْ/
يا حبيبي، لو شقيتْ في احْضانْ بِلادكْ/ نارْ بِلادكْ لسَّه أرحمْ من بِعادكْ/ يا حبيبي الأرضِ محتاجهْ لْجُهودكْ/ ليه تِسيبْها وْهيَّه محتاجهُ لْصُمودكْ/ بسِّ لوْ قلبك خلاص قرّر يهاجر/ والكلامْ معدشِ ينفعْ راحْ تسافرْ/ خُدْ معاكْ شمس النهارْ خود معاكِ البدرْ/ خُدْ معاكْ ضيّ النُجومْ والسَما والبحرْ/ خُدْ معاكْ كلّ الوجود بسِّ سيبْ لي الصَّبْرْ/
يا حبيبي، مَهما روحْنا وْمَهما جينا/ دمْ بلادنا برضو رايحْ يجري فينا/ هيَّه روحنا وانْ بكتْ فيها عينينا/ مستحيلْ يرخصْ تُرابها فْ يومْ علينا/ بسِّ لو قلبكْ خلاصْ قرَّر يهاجرْ/ والكلامْ معدشِ ينفعْ راحْ تسافر/ خُدْ معاكْ شمس النهارْ خود معاكِ البدرْ/ خُدْ معاكْ ضيّ النُجومْ والسَما والبحرْ/ خُدْ معاكْ كلّ الوجود بسِّ سيبْ لي الصَّبْرْ
قصَّةُ عِشْقٍ/ آمال أبو فارس: هُنا../ سَقسَقَةٌ.. تتْبَعُها تغَاريدُ عَصافيرَ/ تَرْوي قِصَّةَ زائِرينَ/ تَشَبَّثتْ جذورُهُم في الْأَرْضِ/ كَالْجِذْعِ الْمتينِ/ هُنا كَانوا يَجلسونَ/ يَتَرَبَّعونَ علَى عَرْشِ الْمَحَبَّةِ وَالْأُلْفَةِ/ يَجْلِسونَ على مَقاعِدِ الْعِشْقِ الْعُذْرِيِّ/ تَحْتَ أَشْجارِ الْخَوْخِ وَالدُّرّاقِ/ في مَحَطَّةِ الانَتِظارِ/ يَرْتَشفونَ قَهْوَةً عَرَبِيَّةً/ تَقَلَّبَتْ في فِراشِ “مُحْماسَةَ”/ .. تَمايَلَتْ.. وَتَلَوَّتْ/ سَمْراءَ يَفوحُ مِنْ عِطْرِها/ مِسْكٌ/ يَعْشَقُهُ الرِّجالُ/ هنا في مَحَطَّةِ الانتظارِ/ رائِحَةُ أَنْفاسٍ/ يَضوعُ مِنْها عِطْرُ السُّمّاقِ وَالزَّعْتَرِ/ “وَرَغيفُ الصّاجِ”/ يَضُمُّ بَيْنَ ذِراعَيْهِ زَيْتًا/ تَعَتَّقَ في الْجِرارِ/ تَفيضُ بِئْرُهُمُ حَنينًا../ معَ انْهِمارِ الْغَيْثِ في فَصْلِ الشِّتاءِ/ تَرْوي قِصَّةَ عاشِقينَ/ صَخْرُهُمْ يَحْتَضِنُ التُّرابَ/ هُنا.. وَهُنا.. وَهُنا.. وَهُناكَ/ وَفي كُلِّ مَكانٍ../ قِصَصٌ تَرْويها الْحيطانُ/ تَحْكي قِصَّةَ جُرْنِ كُبَّةٍ/ حَمْراءَ تَكوي الشِّفاهَ../ في حَرِّها لَهيبُ أَشْواقِ الْغيابِ/ وَمَصَبُّ قَهْوَةٍ يَنْبَعِثُ مِنْهُ صَدًى/ صَدًى لِأَهازيجِ حادٍ/ صَوْتُهُ يُعانِقُ السَّماءَ: “غابَتِ الشَّمِسْ يا بِنْ شَعلان/ يا مين يْدَوِّرْ عَحَبيبي/ وِالدَّلِّةْ تِسْكُبْ عَلى الْفِنْجانْ/ وِبْهارِها جُوزَةَ الطِّيبِ”/ تَنْسَكِبُ الْقَهْوَةُ/ فَيَطوي التّاريخُ صَفْحَةَ تُراثٍ/ قَلْبٌ يَعْتَصِرُ شَوْقًا/ أَقْلامٌ تُحْتَضَرُ/ تَعْجَزُ عَنْ رَسْمِ الْكَلِماتِ../ هُنا في مَحَطَّةِ الانْتِظارِ/ تُوَدِّعُ الْعَصافيرُ نُعوشَ الزّائِرينَ/ يُغادِرونَ الحُلْمَ لَيْلًا.. صامِتينَ/ وَتَمُدُّ ذِراعَيْها صَباحًا/ لِتَحْتَضِنَ الضُّيوفَ الْباكِيينَ..!
أنا وهيَ/ آمال أبو فارس: أتحبُّها وتحبُّني/ كيفَ ذلك دُلَّني..؟!/ إن كنتَ تهوَاها لماذا وعًدْتَني..؟/ إن كنتَ تهواها لماذا قلتَ لي/ إِنّي الرّبيعُ المنتظرْ/ وأعزُّ من كلِّ البشرْ/ وَبِأنَّني الحبُّ الوحيدْ/ وعنْ عيونِك لنْ أغيبْ/ وَبِأنَّني.. وَبِأنَّني.. وَبِأنَّني/ إِنْ كنتَ تَهوَاها.. لماذا وَعَدتَني..؟
كمْ مرّةً صلَّيتَ منْ أجْلِي/ وَكمْ منْ أَجلِها؟/ كمْ مرّةً داعبْتَ خُصلةَ شَعرِها..!/ كمْ مرّةً لامستَ أعلَى خَدِّها..!/ وبَالغيرةِ الحَمقاءِ قلبيَ ينصَلي/ قُلْ لي لماذا خَذَلْتَني…؟!
منْ ثوبِ الحريرِ صنعتُ مقعَدًا/ ومن عِطْرِ الزّهورِ أقمتُ معْبَدًا/ لكَ أنتَ/ كيْ تعيشَ وتسْعَدَ/ فيرقُصُ قلبانَا بروضِ المُخْمَلِ؛/ لكنَّكَ بِالغَدرِ قدْ وافَيتَني/ أَفبعدَ هذَا../ كيفَ لا ينقضُّ منكَ مضْجَعي؟!/ قلْ لي بربِّكَ
لماذا خَدَعْتَني؟!
إنْ كنتَ تَهواهَا/ ارْحلْ..!/ اذْهَبْ إلَيها وَلا تَعودْ/ وَارقُصْ علَى أحزانِ قلْبي وَالدُّموعْ/ وَاسكُبِ الملحَ علَى جُرْحي/ وَلا تنْسَ القُعودْ/ فَوقَ مَوجِ البحرِ، أوْ فَوقَ السَّحابِ/ أوِ القَمرْ/ أنْتَ أصبحتَ شِتاءً وَمَطرْ/ لكنْ/ ليسَ مِنْ أجْلِي..!/ إنَّما مِن أجلِها/ جِئتَ تُروي قَلبَها/ وَتجدِّدَ حُبَّها/ وَتركتَني صَحراءَ، لا قطرٌ بِهَا/ أتَصدَّعُ بِجفَافي
وَبِزَيْتِي أحترقْ/ قُل لِي لِمَ أَوجعتَني….؟!
لِمن أشكُو لَوعَتي؟!/ لِمَن أشكُو عِلَّتي؟!/ أتُرَاني أشكُوها إِلى ربِّ العِبادِ/ علَّهُ يَشفِيني منْ هَذا العذابِ../ لكنَّني../ والله!/ أَخشَى عليكَ منْ سوءِ العقابِ/ فيبتَليكَ ربِّي مِثلَما ابتليتَني/ إنْ كُنتَ تَهواهَا/ فَلا تُهنَ كَرامَتي!/ اِرحَل إِليْها..!/ سَأنسَى مَا أفجَعتَني/ وَإنْ كُنتَ تَشتَهي وَصلِي/ عَليكَ الآنَ أنْ تختَارَها/ أوْ تختَارَني..!
“اعطني حريتي اطلق يديّ”/ / آمال أبو فارس: حينَ لامَسَ جَسَدُها الهَواءَ/ شهقتْ شهقَتَها الأولى وَبكَتْ../ لم تكنْ جائعةً، ولا مريضَةً/ وَمعَ هذا، كثيرًابكتْ/ رفعَتْ نحوَ رأسِها يدَيْها المفتوحَتينِ/ بكتْ.. وبكتْ/ كأنَّها تقول: “انظروا..!/ ها هُما يدايَ مفتوحَتانِ للْحَياةِ..!/ انظروا../ إنَّهُما ليسَتا مكبّلَتينِ/ إنّهما بلا قُيودْ..!
إيّاكُمْ أنْ تُقَيِّدوهُما بِأحْبالِ جهْلِكُمْ..!/ هكذا وُلِدْتُ/ وهكَذا سّأَبْقى!/ إيّاكُم أنْ تَضَعوا فيهِما قيدًا!/ إيّاكُمْ أنْ تضَعوا حولَ عُنُقي حَبْلًا!/ أنا لسْتُ نَعْجَةً تَرعى العُشْبَ/ فَتَخافوا أن أَهْرُبَ لكُمْ!/ وَلسْتُ كَلْبًا يحُرُسُ مَنْزِلَكُم/ فَتخافوا أنْ أَعُضَّ المارّةَ!/ أنا إنسانَةٌ/ أنا روحٌ/ أنا أُنثى..!!/ خُلِقْتُ مثلُكُم/ أحسُّ بما تَحِسّون/ أشعُرُ كما تشْعُرون../ لا تَغروني بالجنَّةِ؛ / لو ألبَستُموني ثوبًا صَنعتموهُ بمقاسي!/ فقدْ يغطّي الثّوبُ عورَةَ جسدِكُم؛/ لكنَّهُ لنْ يستَرَ عورةَ قلوبِكُم:/ كَذِبَكُمْ/ حقدَكُمْ/ أنانيَّكُمْ/ غيرَتَكُمْ/ لؤْمَكُمْ/ أَوْ حَتّى بَشاعَةَ طَبعِكُمْ!/ لا تَغروني بِالجنَّةِ لو تنقَّبْتُ بنقابٍ من صُنعِكُمْ/ فقدْ يستُرُ النِّقابُ الشَّعْرَ / لكنَّهُ لَن يستُرَ/ عورةَ أَفكارِكُمْ/ عَوْرَةَ خُرافاتِكُمْ/ أوهامِكُمْ/ جهْلِكُمْ/ أو حتّى ضَعفِكُمْ!
لستُ بحاجَةٍ لكلِّ هذه الأقنعةِ/ لأنّي سَأبْحَثُ دائِمًا عَن الجَوهَرِ:/ سَأَبْحثُ عَنِ الرّحمةِ في قُلوبِكُمْ/ عَنِ الْمَحبَّةِ في عُيونِكُمْ/ عَنِ التَّسامحِ/ عَنِ البَساطّةِ/ ثمَّ عَنِ الطّيبةِ!/ أَنا لَسْتُ عَورَةً كَما تَعْتَقِدون/ الْعَوْرَةُ في عُيونِكُمْ أنْتُمْ!/ فَلَوْ نَظَرْتُمْ إِلَيَّ بمِنظارِ الأُختِ/ أَوِ الْأمِّ/ لَما كُنْتُ عَوْرَةً/ بَلْ أَكونُ زَهْرَةً/ أَوْ رُبَّما دُرَّةً!/ لا تَخافوا عَلَيَّ/ وَلا تَجْزَعوا مِنّي!/ فقدْ خُلِقْتُ وَفي قَلْبي وَمْضَةٌ مِن نورٍ!/ إنَّها مَنارَتي/ بِها أَسْتَهدي دَوْمًا إلى اللهِ../ سَأَخافُهُ وَحْدَهُ/ لا../ بلْ سَأُحِبُّهُ وَحْدَهُ/ كيفَ أَخافُ مِمَّنْ يُحِبُّني/ أَكثَرَ مِنْكُمْ؟/ مِمَّنْ يغْدِقُ علَيَّ أنعامًا لا تُحصى؟!
الله يَصْفَحُ../ وَأَنْتُم لا تَصْفَحونْ!/ الله يُعطي../ وَأَنْتم تَأْخُذونْ/ فَكَيْفَ أَخافُكُم/ وَالْكَذِبُ في كُلِّ الْعُيونْ؟!/ سِيروا في طَريقكِمْ/ ولا تَلْتَفِتوا إلَيَّ/ فَفي قَلْبي قَبَسٌ مِنْ نور/ سَتَتَعَرّفون عَلَيهِ/ لَوْ أَدْرَكْتُمْ على الحَقيقةِ/ كُنْهَ الْأُمورْ”
أَيُّها الْفادي/ آمال أبو فارس: أَيُّها الْفادي/ عُدْ إلَيْنا وَانْثُرْ عَلى الْأَرْضِ السَّلامْ/ سَلامًا عَلى نَفْسي/ وَسَلامًا إِلى غَد/ يَطُلُّ عَلى الْأنامْ/ عُدْ إلَيْنا يا شَفيعي/ وَانْظُرْ…!/ كَيْفَ النُّفوسُ غَدَتْ/ تَغوصُ في لُجَجِ الظَّلامْ../ كَيْ تَرى/ كَيْفَ الأُخُوَّةُ أَصْبَحَتْ/ بِالْعَداوةِ تَحْتَسي/ مُرَّ الْكَلامْ/ تَعالَ.. وَانْظُرْ!
أَيُّها الْفادي/ كَيْفَ غَدا فُرْسانُ الدِّماءْ/ يَقتلُونَ بِاسْمِ اللهِ/ يَغْتَصبونَ أَعْراضَ النِّساءْ/ تَرُفُّ فَوْقَ رُؤوسِهِم أَعْلامٌ سِواد/ يَحْرِقونَ الطُّهْرَ في الْأَرْضِ/ يَغتالونَ بَراءَةَ الْأطْفالِ/ وَيَصْلُبونَ الدّينَ عَلى أَعْمِدَةِ الْمساجِدِ/ يُحوّلونَ الْحُبَّ في صُدورِ الْأُمَّهاتِ/ إلى مَواقِدِ فَحْمٍ..!!
تَعالَ ..أَزِلْ عَنّا هذا الْوَباءْ/ فَجَراذينُ الْأَرْضِ في جُحورِها/ لا يَثْنيها ضَميرُها عَن نَشْرِ الْفَسادِ/ أَوْ رَحْمَةٌ/ أَوْ مَخافَةُ يَوْمِ الْحِسابْ..!/ فَاضْرِبْ بِسَيْفِكَ الْمَسْنونِ أَحْقادَهُمْ/ لِنَصْحُوَ عَلى صُبْحٍ جَديدٍ/ لِتَقِرَّ عَينٌ لِلْعبادْ..!
الجمالُ بالاختلافِ/ آمال أبو فارس: عَلّمونا عِندما كُنّا صِغارًا/ عِندَما كُنّا نَجْهَلُ أَلاعيبَ الكِبارْ / أَنَّ مَن يَخْتَلِفُ عَنْكَ في الدّينِ، عَدُوُكْ/ ومَن يَخْتَلِفُ عَنْكَ في اللَّونِ، يشذّ عنكْ / مَن يَختلفُ عنكَ في الفكرِ، فهوَ ضِدُّكْ/ كبرتُ، وجرّبتُ وقارنتُ فأيقنتُ:/ أَنَّ من يَخْتَلِفُ عنّي في الدّينِ، يَعْبُدُ إلهي أَنا خالقَ الأكْوانْ/ وأنَّ مَنْ يَخْتَلِفُ عَنّي في اللَّونِ، يَنْبِضُ في داخلِهِ قَلْبُ إنسانْ/ وأَنَّ مَن يَخْتَلِفُ عَنّي في الفِكْرِ، فَهُوَ مُبْدِعٌ وفنّانْ/ فَلولا الاخْتِلافُ لَما تزَيَّنَ الرَّوْضُ بأَلْوانِ زهورِهِ/ فتَخيَّلوا../ لو أَنَّ للزُّهورِ لَونًا واحِدًا..!/ وأنَّ للجَميعِ فِكْرًا واحدًا../ فأيُّ حَلاوةٍ سَتَكونُ للْعالَمِ لولا هذا الاخْتلِافْ؟! نحنُ مُخْتَلفونَ، وَسَنَبقى مُخْتَلفينْ!/ وما يُمَيِّزُ كُلَّ واحدٍ مِنّا، أَنَّهُ واحدٌ وَوَحيدٌ/ وَلَيسَ لَهُ شَبيهٌ/ ولَنْ يَتَكَرَّرَ عَلى نَفْسِ الصّورةِ في يومٍ من الأيامْ/ فحافظوا على صورِكم منْ أن تُهانْ/ وحافِظوا على صُوَرِ غَيْرِكُمْ/ منْ أَنْ تَدوسَها الأَقدامْ../ بحجَّةِ الدّينِ، أو بِحُجَّة الأَلوانْ!!
شهرزاد/ آمال أبو فارس: لا تَتَوَقَّفي يا شَهْرَزادُ/ عنِ الْكَلامِ/ فَشَهْرَيارُ قَدِ اسْتَباحَ دِماءَكِ/ لَوْ راوَدَتْكِ النَّفْسُ أَنْ تَتَوَقَّفي/ أَوْ راوَدَتْكِ النَّفْسُ أَنْ تَتَصَنَّعي/ ارْوِ لَهُ عَنْ عِشْقِ صَبٍّ لا ينَامْ/ لا يَعْرِفُ حَتّى نَهارَهُ مِنْ لَيْلِهِ/ ارْوِ لَهُ عَنْ حالِمٍ مُتَوَهِّمٍ/ ما زالَ يَنْشُدُ أَنْ يَلْقى الْحَبيبَ/ وَحَبيبُهُ مُتَباعِدٌ مُتَقاعِسِ/ ارْوِ لَهُ عَنْ حُبِّ لَيْلى/ ثُمَّ عنْ قَيْسِ الّذي/ في نارِ حُبِّها يَصْطَلي/ ارْوِ وَلا تَتَوَقَّفي/ فَشَهْرَيارُ لا يَثْنيهِ عَنْ سَفْكِ الدِّماءِ/ لا حُسْنُكِ لا طولُكِ لا شَعْرُكِ/ كُلُّ ما يَبْتَغيهِ مِنْ هذا الْكَلامِ/ أَنْ تُشْبِعي بَطْنَهُ المُتَعَجْرِفِ/ هكذا كانَ وما زالَ أَنْصافُ الرِّجالِ/ يَتَوَهَّمونَ أَنَّكِ/ خَلْفَ أَسْوارِ الْهَوانِ تَخْتَفي/ وَقَدْ نَسَوْا اَوْ تَناسَوْا/ أَنَّكِ وَسَطَ زِحامِ المَوْتِ/ قَدْ تَلْبَسينَ ثَوْبًا مِنَ الدَّهاءِ/ تُصْبِحينَ لَبُؤَةً/ تَتَمَرَّغُ عَلى جِلْدِ الْأُسودِ/ ولا تَكْتَفي/ فَشَهْرَزادُ يَخْضَعُ الْمَلِكُ لَها/ لَوْ أَدْرَكَ الْحِكْمَةَ في رَأْسِها/ وَبِأَنَّها لا تَسْتَحي/ أَنْ تَمْلَأَ السُّمَّ في كَأْسِ الْمُلوكِ/ أَلْفَ يَوْمٍ ثُمَّ لَيْلٍ بَعْدَها/ بِسَلاسَةٍ لا تَنْتَهي/ وَلَتَأَكَّدَ أَنَّ النِّساءَ مَراتِبٌ/ فَمِنْهُنَّ اللَّواتي لا تُسْتَباحُ دِماؤُهُنَّ/ وَمِنْهُّنَّ اللَّواتي/ بِهَبَّةِ ريحٍ تَخْتَفي/ ارْوِ وَلا تَتَوَقَّفي/ حَتّى يَنالُ النَّوْمُ مِنْ عَيْنَيْهِ/ صُبّي حُروفَكِ/ في كُؤوسٍ لِلْهَوى/ ارْوِ حِكايَةَ أَلْفِ لَيْلَةٍ وَلَيْلَةِ/ ارْوِ وَلا تَتَوَقَّفي
مداخلة مروة زهير ايوب: حيفا التي سرقت قلبي/ حيفا صديقة قلبي/ عابقٌ عطرُكْ/ حيفا حبيبةُ روحي ناهدٌ صدرُكْ/ يا من يساوي ثراها تاجَ مالكةٍ/ أنت التي زالَ حزنًا سائدًا بحرُكْ/ يا من يوازي حلاها قَدَّ غانيةٍ/ من أيِّ أعجوبةٍ حاكى سما قدْرُكْ؟!/ من أيِّ جنٍّ تُرَى سُوَّتْ محاسنُكِ؟!/ يا من يضاهي سلاحًا فاتكًا سحرُكْ!/ أزورُكِ كلَّ يومٍ، عامرٌ فرحي وكلَّ يومٍ يندّيني صِبًا زهرُكْ/
يا حيفا الحبيبةُ، أقرأُ عليكِ السّلامَ؛ ها قدْ جئتُكِ اليومَ حاملةً بينَ كفيَّ ذهبًا ومرًّا ولبانًا، إكرامًا لثَغْرِكِ الزّنبقيِّ؛ إجلالًا لعِطْرِكِ البنفسجيِّ؛ ليتَ كانَ في وُسْعِ الكلامِ يومًا أنْ يصوّرَكِ على حقيقتِكِ أيّما تصويرٍ! فمهما رسمتُ ملامحَكِ بالكافورِ والطّيبِ على دفاتري البيضاءْ؛ ومهما غنّيتُك بالأهازيجِ والأناشيدِ على مسارحِي الغنّاءْ؛ فإنّني أفقرُ من أنْ أهديَ إلى عينيكِ الجميلةِ ماسًا وياقوتًا يستحقُّ ناظريكِ؛ إنّني أفقرُ منْ أنْ أكتبَ على جدرانِكِ المقدّسةِ قصيدةً ذهبيّةً تعبّرُ عنْ شفتيْكِ الرّمّانتينِ. فمن تعرّفَ إلى حيفا لنْ يفتحَ قلبَهُ لسواها! ومن جاءَ إلى حيفا أَسَرَ فؤادَهُ أسْرًا أبديًّا نداها. ومن غابَ عن حيفا صار أقصى أمانيهِ ثراها؛ يا عروسَ المدائنِ الّتي أجلَّها اللهُ: أنتِ أنشودةُ الرّوحِ؛ وأنتِ بلسمُ الجروحِ؛ أنتِ يا حيفا أنتِ أختُ نيسانْ وأنتِ زُمُرُّدٌ ومرجانْ وأنت الأملُ الآتي وأنتِ كلُّ ما كانْ.
أيّها الحضورُ الأحبّاءُ أحيّيكم أصدقَ تحيّةٍ: كانَ شرفي عظيمًا اليَومَ أنْ تتفتّحَ ورودُ حروفي في حدائِقِكمْ: وأنْ تغرّدَ بلابلُ قصائدي على أشجارِكُمْ؛ ما أبهجَ أنْ تنموَ أزهارُ كلماتي في ثرى هذي المدينةِ الّتي ما انفكّ قلبي يصلّي لها بالتّسابيحِ والمزاميرِ صباحَ مساءَ؛ ساجدًا عندَ أقدامِها الخضراءْ، طامحًا إلى أكوابِها الحمراءْ، داعيًا إلى ألوانِها الزهراءْ. في هذا الجمعِ الماطرِ ألقًا؛ والزّاخرِ عبقًا: كلّي أملٌ أنْ أنجحَ في إذاقتِكُمْ بعضَ ما لديَّ منْ ثمارِ الكلامِ الطيّبِ وغيوثِ المجازِ الصيّبِ؛ لأُحيكَ لكمُ الليلةَ ثوبًا منَ الأقوالِ شاذيًا، وأطرّزَ زيّا منَ الأشعارِ ناديًا؛ فكلُّها شوقٌ كلماتي لأنْ تقرأَ على مسامعِ جدرانِ هذا الصّرحِ الثّقافيِّ الصلواتِ المجيدةَ والنّغماتِ الفريدةَ. ما أزهى لونَ الكلامِ كلّما فاحَ شَذاهُ عندَ منازلِكُمْ؛ وما أغنَّ صوتَ الظّلامِ حينما لاحَ صداه بينَ مرابعِكُمْ! أخيرا وليس آخرا أودُّ أنْ أشكرَ جميعَ الحضورِ وجميعَ القائمينَ على هذه الأمسيةِ الرّفيعةِ؛ وأخصُّ بالذّكرِ نادي حيفا الثّقافي، والمجلس الملّي الأرثوذوكسي، كما وأشكرُ المحامي كميل مويس على عرافته لهذا الحفلِ؛ وأشكرُ المحامي فؤاد نقّارة، والمحامي حسن عبادي والأستاذَ الحبيبَ جريس خوري على دعوتهم لي للمشاركة في هذه الأمسيةِ المجيدةِ.
أهواكِ يا بلدي/ مروة زهير ايوب: أهواكِ يا بلدي، والقلبُ ملتاعُ فيه جوًى جَلَلٌ واللّحظُ دمّاعُ أهواكِ يا بلدي والشّوقُ محرَقَةٌ مكويّةٌ أضلعي والحبُّ لوّاع عنْ أيِّ خاصرةٍ أحكي مواجِعَها أشكو إلى أبتي واللهُ سمّاعُ ظلمُ القريبِ شديدٌ في مواطِئِهِ والبغضُ مَعْصيةٌ والجورُ لذّاعُ إنّي لمنْ عَجَبِ الأيامِ راشفةٌ والغدرُ ذو ثِقَلٍ والظلمُ أنواعُ يا ليتني كنتُ من جنٍّ ومنْ مَلَكٍ كيْ أبصرَ النّاسَ، إنّ الوردَ خدّاعُ مرّتْ ليالٍ ولا تخبو مظالمُها ضاقَ الزّمانُ، فإنَّ العمرَ صدّاعُ أهواكِ يا بلدي واللهِ يا بلدي إنّي لحافظةٌ والودُّ جمّاعُ أهواكِ يا بلدي ما عشتُ نابضةً إنّي لعاشقةٌ والعشقُ طمّاعُ إنّي لعاشقةٌ والعشقُ طمّاعُ
حبيب روحي/ مروة زهير أيوب: حبيبُ روحي الّذي في القلبِ منزلُهُ/ كيفَ السّبيلُ إلى عينيكَ أوصلُهُ/ هذا البعادُ لظًى، كادتْ لتحرقني نيرانُهُ/ كالصّبا تكوي قوافلُهُ/ عدْ إنَّ قلبي حزينٌ صار أغنيةً يَبكي لها حجرٌ والجرحُ يقتلُهُ/ يا نغمةً لحنُها عذبٌ ويطربُني ماذا أقولُ على منْ خابَ نائلُهُ/ إنّي لأهواكَ رغمَ البعْدِ أو ألمي يا ليتَهُ سهمَ حبري صابَ فاعلُهُ/ إنّي أحبُّكَ يا كلَّ المُنى وعلى وجهي جوًى مثمِرٌ بانتْ خمائلُهُ/ إنّي أحبُّكَ يا عمري ويا أملي ويا ندًى ثَلَجَتْ صَدري معاسِلُهُ/ متى يكونُ لقاءٌ بينَنا ومتى تُحصى بأروقتي قمحًا سنابلُهُ/ متى يعودُ حبيبٌ عِندَنا ومتى تنمو على بَسمتي وردًا مشاتلُهُ/ لنْ أخفيَ الدّمعَ أو يأسًا ولا كدري إن عدتَ عادتْ إلى قلبي مشاعلُهُ
القلبُ منجرح/ مروة زهير أيوب: القلبُ منجرحٌ يَا جَارِحَ القَلْبِ، إِنَّ القَلْبَ مُنْجَرِحُ/ مُعَذَّبٌ، دُون كُلِّ الخَلْقِ مُنْذَبِحُ/ هذا الأَسَى كَيْفَ تُحْيِينِي مَوَاجِعُهُ؟!/ وَكَيْفَ لِي فَرَحٌ ؟! وَالدَّمْعُ مُنْطَرِحُ!/ وَلِي يَدٌ تَرْسُمُ الذِّكْرَى، وَمَا رُسُمٌ إِلَّا عَلَيْكَ رَجَاءٌ، كُلّهُ مُلَحُ/ وَالجِسْمُ ذُو الطَّيبِ، مَا أَشْهَى أَطَايِبَهُ/ كَأَنَّهُ عَنْبَرٌ أَوْ نَعْنَعٌ لَفِحُ/ بِالرُّوحِ يَسْكُنُ عِطْرٌ طَيِّبٌ عَبِقٌ يُقِيمُ بِالأَنْفِ عُمْرًا ذلِكَ النَّفَحُ/ لَيْتَ الكُرُوبَ إِلى نِيسَانَ سَائِرَةٌ وَاللَّيْلَ فِي طَرَبٍ، وَالصَّدْرَ مُنْشَرِحُ
ليلي الغريبُ/ مروة زهير ايوب: هَلْ كَانَ لَيْلِي غَرِيبَ النَّجْمِ مُكْتَئِبا/ أَمْ صَارَ بَعْدَ الحَديثِ الحُلْوِ مُضْطَرِبا/ أَنَا الَّذِي كُنْتُ عَنْ دَارِ الهَوَى نَفِرًا حَتَّى بُلِيتُ الهَوَى.. وَالوَجْدُ قَدْ كُتِبَا/ أَنَا مِنَ الحُبِّ لَمْ أُشْرَبْ مَحَاسِنَهُ لكِنْ سَقَانِي حَبِيبٌ ظَالِمٌ وَصَبَا/ بَيْنِي وَبَيْنَ مُحِبٍّ وَاجِدٍ لَهِفٍ شَتَّانَ فِي الحَرْفِ.. إِنْ قَالَ الصَّدَى كَذَبَا/ وَأَسْأَلُ الرُّوحَ عَنْ وَجْهٍ وَعَنْ قَمَرٍ تُجَاوِبُ الرُّوحُ دَمْعًا نَازِفًا كَرَبا/ وَالدَّرْبُ ذُو الجَهْلِ لَا عِلْمٌ وَلَا خَبَرٌ كَيْفَ الطَّرِيقُ لَهُ كَيْ نَبْلُغَ العتبَا/ تَبْكِي العُيُونُ عَلَى مَا لَسْتُ أَعْلَمُهُ هَلْ بَعْدَ صَبْرِي يَكُونُ الوَصْلُ مُقْتَرِبَا/ وَالقَلْبُ لَا رَاحَةٌ تشفي مَوَاجِعَهُ هذا الفِرَاقُ حَرَامٌ … يَنْقُضُ الكُتُبَا
أعيشك يا عراق/ مفيد قويقيس: بعيدٌ ليس يُبعدني فراقُ/ ولكنْ بيننا فُقدَ العناقُ/ فلمْ أحضُنْكَ من قربٍ/ ومنّي بأرضكَ لم يطأْ قدمٌ وساقُ/ أعيشك يا عراق بكلّ حزني/ وينثرني إليك الإشتياقُ كأنّ الشوق سرجٌ أو ركابٌ/ وتحملني للقياك العتاقُ/ يُؤرّخني عراقياً زماني/ ويَنْسبُني لكلّ دمٍ يراقُ/ كدجلة والفرات يسيل جرحي/ وبين جوانحي لهما رفاقُ/ أعيشك يا عراق بكلّ موتٍ/ على الفقراء يعلنه الشقاقُ/ فيا أرض النخيل وماء وجهي/ أيُمسي للعدى فيك اخْتراقُ/ فما شوك النخيل سوى دواءٍ/ لأوجاعي اذا ضاق الخناقُ/ فحزني أن ارى العربيّ يوماً/ يعيش ولا يحبّك يا عراقُ
لغة وطن/ مفيد قويقيس: لكَ منّي يا موطني ما تشاءُ/ كلّ أشيائي في هواك فداءُ/ لم تزلْ بالضلوع تنمو وتسمو/ وطناً ترتقي إليه السماءُ/ وطني يا أنين أهلي اليتامى/ والحنين الذي يعي الأبناءُ/ وطني في هواك قنّعتُ وجهي/ فبدت عزّتي به والإباءُ/ وطني صيحةٌ وكم صحتها يا/ وطني ردّدت بها الأنحاءُ/ وطني مهما عاث فيك الأعادي/ وتمادى بالذلّة الجبناءُ/ لك أبقى وأنت لي سوف تبقى/ كل يومٍ يزداد فيك البهاءُ/ عربياً لغاك شعرٌ مقفّى/ وعتابا وميجنا وحداءُ
حسرة/ مفيد قويقيس: تركتُ اشواقي وخوفي عليكْ/ ورحتُ انسى كل دربٍ اليكْ/ ما حسرتي كيف قَبِلْنا النوى/ ولا يلاقي ناظري ناظريكْ/ فحسرتي عمري وأين انْتهى/ من بعدما ابقيتُ روحي لديكْ
الإعصار/ مفيد قويقيس: حضوركَ مطلوبٌ وقدرك معدودُ/ وحظّكَ مسلوبٌ ودربكَ مسدودُ/ كأنّك بين الزيت والماء جامعٌ/ وبين الشقا والعزّ عندك توحيدُ/ فربّ شقاءٍ رافق المرء للردى/ وربّ هناءٍ لم يُحصّلْهُ مجهودُ/ فمن سخرة الأيام أن يملك العلى/ غنيٌّ جهولٌ والنصير الاجاويدُ/ فلا أرتجي دنيا اذا شئتُ صفوها/ يسدّ بها فاهٌ ويُثنى بها جيدُ/ أرى البيت مع فقرٍ كأنّي ارى أخاً/ ينكّلُ فيه الوغد والأب مصفودُ/ وخير أناسٍ يحسنون صداقةً/أليك اتوا عند البلاء، وما نودوا/ فلا كلّ غيمٍ مرّ بالأفق ماطرٌ/ ولا كلّ طيرٍ بالمرابع غرّيدُ/ تغاضيتُ عن أمر السعادة بعدما/ تبدّد ريعاني وجفّ بي العودُ/ كأنّ ضلوعي أصبحت وطن الأسى/ ويعزف فيها من مقام الصبا عود/ أعاقب دهري مُذ أراني عداوةً/ بشعرٍ له في عُقر مأواه تخليدُ/ ولدتُ بعصرٍ لم يرقْ لي كأنّما/ تُبدّل ما بين العصور المواليدُ/ وهبتُ الجياد الصافنات قصائداً/ ولست سليمان الذي نال داوودُ/ فما قدمتْ بلقيس من سبأٍ ولا/ هواها، ولا عادتْ إليّ الهداهيدُ/ حملتُ حنين البيد الغيد في دمي/ وما بَقِيَتْ بالبيد بيدٌ ولا غيدُ/ ولي خافقٌ مُضنى السويداء كلّما/ تلاقت بأجفان الحواري المراويدُ/ من الطير أسرابٌ يعشّ بيَ الهوى/ وتنقرً عمق الروح منها المناقيدُ/ وما الحبّ الّا ثورةٌ وصبابةٌ/ وكلّ لغات الوصل للحبّ تجسيدُ/ فلا تتخطّى العين إنْ صدق الهوى/ مسافة أرضٍ نحوها القلب مشدودُ/ دروب النوى خيرٌ من الملتقى الذي/ تناستْ به عند اللقاء المواعيدُ/ فمن ذلّ حالات المحبّين عاشقٌ/ برغبة من يهوى أسيرٌ ومقوودُ/ فإن شاء ما يرضيهِ يمسي كانّهُ/ فقيرٌ وعن باب المُعينين مطرودُ/ أرى أمّةً تخشى بزوغ نساءها/ ويحملها نحو الضلالة تعقيدُ/ فما وَأَدَ الأنثى بدار حياتها /سوى جبن عربيدٍ به الفكر موؤودُ/ أرى الخيل بالميدان تابى لجامها/ فهل يصطفيها بالمرابط تقييدُ/ فكم آلمت خير الخيول أصالةٌ/ إذا الخيل بيعتْ واشْتراها المناكيدُ/ سراباً على الآفاق تبدو شرائعٌ/ ويزداد فيها بالديانات تشديدُ/ يميّز أهل الدين زيّ ومظهرٌ/ وكلّ فريقٍ ميّزته تقاليدُ/ وكلّهمُ جاؤوا بذكر قديمهم/ كإنّ زماناً هم بأيديهِ مفقودُ/ الى الله أسعى بالطريق التي أرى/ فما كان نحو الله للدرب تحديدُ/ فلا همّني ما اسْمي ومن هي أمّتي/ فدربي الى نورٍ به الله موجودُ/ فلا معبدٌ لله لا جهةٌ له/ سوى الروح، والتقوى بها الله معبودٰ/ أرى زمني يبكي على وطنٍ بكى/ يكابد كي يلقاهُ أهلي المذاويدُ/ فكم مُنعتْ من لاجيءٍ دربُ عودةٍ/ وكم أُجّلتْ عبر السنين الزغاريدُ/ فلا كان كالأطيار شوقٌ وعودةٌ/ ولا كالفلسطينيّ شوق وتشريدُ/ ألا كلّ شيءٍ يُجهدُ الدهرُ وجههُ/ وتأخذ من صفو الوجوه التجاعيدُ/ ويزهو بأهلي للعدالة وجههم/ وفيهم لسيمات الكرامات تجديدُ/ فما الحيّ من أهلي سوى كَدَرِ العدى/ به النبض صوت الرعب والإسم تهديدُ/ وحُرّ شهيدٌ بالتراب كأنّهُ حسامٌ/ ليوم الوعد بالقبر مغمودُ/ زمانٌ يعادينا يُقرّ بشؤمهِ/ ويُدلي علينا إنّنا الشمّ والصيدُ/ مُذكّرة التاريخ تشهد أنّنا/ بقاءٌ على صدر العناوين مشهودُ/ فقدسٌ فلسطينيّة عربيّةٌ/ يطاردها بين الديانات تصعيدُ/ وكلّ ادّْعاءٍ يصطفيه انْتماءها/ لغير فلسطين العروبة تفنيدُ/ وما القدس إلّا حضن كلّ ديانةٍ/ وما همّها بيضٌ وما همّها سودُ/ تعيّد بالقدس الديانات كلّها/ سوى القدس يأتي مع فلسطينها عيدُ