((جئت ، حضرة الضابط ، لاسلم نفسي للمركز وسوف أتجاوب مع التحقيق بكل معنى الكلمة لكن دعني أقص الأحداث التي دفعتني الى ارتكاب مثل هذه الجريمة النكراء:
نحن في البيت “عُر بنات” وصبي واحد “فيوزاته محروقة” وطايش وزاده الدلال عنجهية وتسلطًا ، فنصب نفسه حاكماً عسكريًا بصلاحيات واسعة ، سمحت له بالتدخل بماذا نلبس ومع من نحكي ، ويقيم الدنيا اذا أصرت أي منّا على قص شعرها (كاريه) ولا يسمح لنا بالخروج الاّ بموجب تصريح محدد ، ويا ويل التي تخالف التعليمات فيفرض عليها اقامة اجبارية في البيت ويصل الأمر أحيانًا الى اللكم وشدّ الشعر ، في وقت لا تترك أمي مناسبة إلاّ وتدافع عنه أمام أبى وهي بدورها – أي أمي – نافشة حالها مثل ديك الحبش وتركض وراء المظاهر ، وتتظاهر بأنها “هاي هاي” وتفرض على البيت أمورًا تجعلها تسير فوق طاقتنا ، خوفًا من كلام أو نزولاً عند ملاحظات الجيران الذين أصبحوا يعرفون أن أبي لا يستطيع “فك شكال دجاجة” بدون رأي أمي !.
“خليها سايرة” حضرة المُحقق ، فبما أن أخي “وحيد” وبصفته “وليّ العهد” فلا يجوز الكسر بخاطره !! أو معاقبته وهو بدوره “داير على حلّ شعره” . أما نحن البنات فمن وجهة نظر والدي “ولايا” ودائما يقول :
“همّ البنات للمّمات” ، وهناك أمثلة لها أول بدون آخر تركتنا نشعر بأننا ” سنْ ساقط ” و ” ضلع قاصر ” الأمر الذي أخذ يزيدنا اصراراً على رفض الكبت ووضع حد لاحكام أخي الجائرة .
يقال: “اضرب اللي في الزرع بتربّي اللي في البور” عفوا ، لا تؤاخذوني اذا نزلت دموعي، فأخي يضربني بقسوة معتقداً بأني أزرع أفكار التمرد في رأس أخواتي ، ثم أخذ يشك في تصرفاتي وبدأ “الوسواس” يلعب في رأسه ويهدد بأنه سيفرغ رصاص المسدس ، الذي يحتفظ به ابي لخصوصيات عمله في الحراسة ، في رأس من “توطّي” رأس العائلة وأخي اذا كنتم لا تعرفون “عقلاتو شكاره” يطوش على شبر ميّ ويغرق بأقل من فِتر ميّ..
أما أنا حضرة الضابط فلست أكبر واحدة في أخواتي، ويوم كنت صغيرة ، كنت أعرف بأسم “العفريتة” وبالنسبة لي لا فرق بين البنت والولد وما يحق له يحق لها ، وما يسمونه “شرف العائلة” غير مقتصر على البنت لوحدها فاذا كان لا بد منه فأخي هو الآخر مسؤول عنه..
أي نعم ، حضرة المحقق ، لا مانع عندي أن تكتب في المحضر أنها كانت ساعة سوداء عندما أتت اليّ إحدى الجارات متوسلة: أن أقنع أخي بأن “يسترها” بالزواج منها وان ما في بطنها لا يمكن ستره ..و.. وخرجت وهي تمسح دموعها ليدخل أخي مبديا اشمئزازه منها .. فأنتابني شعور غاضب أخرجني عن اطواري وأفقدني كل إحساس ، فتناولت المسدس من حيث كان يضعه الوالد وأطلقت النار باتجاه أخي)) .
هذا هو أيها الطلاب الأعزاء الموضوع الذي اختارته زميلتكم ضمن نشاطاتنا غير المنهجية وطلبتُ منها أن تقرأه أمامكم ليكون موضوع النقاش في الدرس الا منهجي القادم …