استمرارًا للنشاطات الأدبية والثقافية والاجتماعية التي ينظمها النادي الثقافي – طرعان على مدار السنة، استضاف النادي يوم أمس الخميس 21.07.2016 اثنين من الشعراء المتميزين، لما لهما من بصمة ناصعةٍ في مسيرة حركتنا الأدبية المحلية وفي مجال الشعر تحديدًا، إذ يجمعهما ديوانُ العرب والغزل والعشق والأدب والثقافة فكلاهما يغني لليلاه، وليلى هي العاشقةُ والمعشوقة، وهي المرأة، والأرض، والوطن. للشعوب وطن يسكنون فيه أما نحن فلنا وطن يسكن فينا ما حيينا. بمثل هؤلاء الشعراء نعتز ونفتخر في النادي الثقافي – طرعان وفي مجتمعنا العربي. فأهلاً وسهلاً بكما في بلدكما الثاني طرعان.
افتتح اللقاء وأداره د. محمد خليل مركِّز النادي الثقافي وبعد أن رحَّب بالشاعرين الضيفين، وبالحاج يونس نصار الرئيس الأسبق لمجلس محلي طرعان، وبالرئيس الحالي الحاج عماد دحلة، وبجمهور الحاضرين، أكَّد على وجوب الحفاظ على مجتمعنا مما يعصف به من آفات، ولنزدادَ تمسكًا بقيمنا من أخوة ومحبة وتسامح وفعل الخير ونشر الثقافة والوعي، بعيدًا عن التخلف والعنف بكلِّ أشكاله.
ثم قدَّم الشاعر سيمون عيلوطي ابن مدينة الناصرة، ومن خلال إصداره الجديد “بنت القسطل- صفورية” في نسخته الإلكترونية نقل الحضور عبر مشاهد شعرية سردية باللهجة الفلسطينية المحكية إلى أجواء صفورية، مكانًا وزمنًا وقيمًا، حافلة بالتسامح والأخوة والعيش المشترك بين سكان البلد الواحد، من الأيام الغابرة! مع ما فيها من رفض ومشاكسةٍ للواقع الموجود اليوم! بقي أن نقول إنَّ هذه الحكاية الشّعريّة السردية الممتعة، شكلاً ومضمونًا، هي ليست تراجيديا صفورية وحدَها إنما هي تراجيديا مئات المدن والقرى الفلسطينيّة المدمرة والمهجرة. بعدها، قرأ عيلوطي من أشعاره قصائد مختارة لاقت استحسان الحضور.
ثم تلاه الشاعر والمربي يزيد عواد مدير مدرسة طمرة الثانوية على اسم المرحوم د. هشام أبو رومي، صوت شعريٌّ متميِّز قادمٌ من بلادنا من طمرة الشمال، الذي تحدث عن تجربته الشعرية وعن أهمية الموهبة والاكتساب والإكثار من القراءة والثقافة، إلى أن أصبح شاعرًا عصاميَّ النشأةِ والتكوينِ الأدبيِّ والثقافيِّ والتربوي! فكانت تلك مصدرَ قوةٍ وثراءٍ لشعره شكلاً ومضمونًا، والمخزون الذي يمتح منه أفكارَه وأشعارَه.
في باكورةِ نتاجه الأدبي وهو إصدارُه الأول “إخوتي سبعةَ عشر” 2015، ينقلنا الشاعر بحنينٍ واضحٍ إلى مجتمعِ الماضي من الزمن الجميل، بعيدًا عن مجتمعنا المشوَّه والغريب في أيامنا هذه، من عالَمِ الواقع الراهن إلى عالمٍ افتراضيٍ أفضل! وهو حين يكتب ما يكتب، فإنه يرى في فعل الكتابة ملاذًا وخلاصًا وفعلَ وجودٍ وحرية! ثم ألقى قصائد من أشعاره حظيت بإعجاب الحضور.
بعد ذلك، فُتح المجال أمام الحضور، لتبادل الآراء والنقاش والأسئلة مع الشاعرين مما أضفى على اللقاء أجواء حافلة بالإثراء الأدبي والثقافي والاجتماعي.
أما الفقرة الأخيرة فكانت تكريم الحاج يونس نصار رئيس مجلس محلي طرعان الأسبق، لما له من أياد بيضاء في فعل الخير ونشر السلام وإصلاح ذات البين في مجتمعنا، فضلاً عن دوره البارز في انجاز يوم الأرض الخالد في 30 من آذار عام 1976.
في ختام اللقاء تم التقاط الصور تذكيرًا بالمناسبة.