الكثير من خيبة الأمل رافق مشاهدي مسلسل: باب الحارة 8، لبسّام الملا وناجي طعمة، خاصّة في الحلقات الأولى: الحارة بلا باب، العقيد معتز/وائل شرف استُبْدِل بآخر لا يمتّ له بِصِلَة، أبو حاتم الأصلي:وفيق الزّعيم، انتقل حقًّا الى الملأ الأعلى، أبو حاتم الجديد:عبد الهادي صبّاغ، لا يمتّ لسابقه: وطنيّة، نخوة، إباء، شَمَمًا وغيرة على الحارة والشّام معًا، بل هو بسيط ساذج، ع َ البَرَكة، سهل الانقياد والجري خلف ركائز الانتداب، أبو ظافر الجديد/أسعد فضّة، ليس بأبي ظافر القديم: أيمن زيدان، عصام/ميلاد يوسف يلهث وراء ميراث زوجته/هدى، ينافق لها بِمَكْر واحتيال: هذا الأحمر الّلِي ع َ خدودك تفاح بلوداني وَلاّ كَرَز زَبَداني !. ، وسرعان ما تسرقه العرّافة/البصّارة: فاطمة/غادة بشور التي تعيث خرابًا وفسادًا واحتيالًا في الحارة، يُحرّكها المحتال العميل: المُقّنّع بلباس الشيخ فكري/زيناتي قدسية، مش معروفة قرعة أبوه من وين!، غُيِّبَ شيخ الحارة عبد العليم/عادل علي في عِدّة حلقات، لِيَحِلَّ محلّه الدّجّال المحتال التكفيري كشيوخ داعش وجبهة النّصرة، صنيعة فرنسا التي روّجت له بأنّه خرّيج الأزهر، فتاواه غيبيّة تكفيريّة، جمع حوله في الجامع مجموعة من أهل الحارة الطّيّبين السّاذجين، لَعِبَ بعقولهم: سمعو/فادي الشّامي، عبدو/… ، سعيد/محمد قنوع، ليحوّلوا قدسيّة الجامع الى بؤرة عَبَث وفساد وغيبيّات لا تمتّ الى الدّين الإسلامي الحنيف بِأيّة صِلة، تحت غطاء الدّين، تحضرنا مقولة الإمام علي، كرّم الله وجهه: ما قصم ظهري إلاّ رَجُلان: جاهل مُتَنَسّك وعالِم مُتَهَتّك، والدّين الحنيف من الشّيوخ الدّمى براء الى يوم الدّين، يُنَكَلون بزوجاتهم المصونات، ذوات الحسب والنّسب، ويسعَوْن لخراب بيوتهم والرّوابط المقدّسة مع القرينات، الفكر الدّاعشي الرّجعي المُتَخَلِّف، يستحوذ على مساحة واسعة في عدّة حلقات، صوتُ التّكفير يعلو على صوت التّأثير، كما يقول يحيى أبو زكريّا في برنامجه: أ ، ل، م /قناة الميادين، المتلبّسون بثياب الدّين يقبعون في الجامع، يتقاعسون عن أشغالهم وأعمالهم وإعالة عائلاتهم، وحين يعود الشّيخ عبد العليم، مَلْو هْدومو، ويرى الفَلَتان والحقد والسّموم من الرّباعي المشؤوم:فكري، سمعو، عبدو وسعيد، يقول لهم: أنتم تُغضِبون اللهَ في بيت الله! لِأنّكم تقبعون في الجامع دون عمل أو مصدر معيشة!وهذا قول فصل، أصل ووصل للعودة للشريعة السّمحة والإسلام الحنيف !هذا الموقف يُذَكّرنا بالخليفة العادل: الفاروق/ عمر بن الخطّاب، حين رأى ناسكًا يقبع دائمًا في المسجد، سأله الخليفة: مَن يُعيلكَ يا هذا أنتَ وأسرتك؟- أجاب هذا: أخي يعمل لِإعالة أسرته وأسرتي معًا! قال الفاروق دون تردّد: إنصرف من هنا، فَإنّ أخاكَ أتْقى منكَ! الرّباعي المُتشدّد يدبّر مكيدة للاعتداء الجسدي على الشّيخ الحقيقي الذي كشف عمالة سيّدهم/فكري وغيبِيّاتهم وسلفيّتهم الرّجعيّة معًا! ظاهرهم ديانة وباطنهم خيانة! لعلّ هذا يُذّكّرنا باغتيال سماحة الشّيخ العلاّمة السّوري: محمد سعيد رمضان البوطي 1929-21/3/2013، واغتيال وأسْر رجال دين وراهبات مسيحيّات وَأُخَر، وهدم كنائس ومقدّسات وأثريّات حضاريّة في سورية، العراق وغيرهما، فكري يستنكر وجود كنيسة أثريّة: أعوذُ بالله.
-سمعو يطلب من أبو جودت /رئيس المخفر الفاسد البلهموطي، زهير رمضان: بَدّي تْكَعّيلي بيت بوعصام وِتْرَجّعلي مرتي!
-أبو جودت:هايْ شَغِلْتي كَعّي النّاس!
المهندس زهدي/فادي صبيح، يدّعي التّطوّر والرّقي نحو الأفضل ويطمح في نهب أثريّات وثروات الحارة، يَتَمَسْكَن حتى يَتَمَكّن، ويأتي النّمس لِإفشال خطّته، ليس نزاهة، بل طمعًا.
عبدو البسيط يستبدل بساطته وطيبة قلبه ومسؤوليّته عن البايكة/مخزن الحبوب، تحت ستار الدّين ويحمل بسطة للغيبيّات، التّعاويذ، الصّلويّات، الحروزة، سجاجيد الصّلاة، المسابح ويصيح في الشوارع:بَرَكة رسول الله يا أحباب الله! وتتدهور أوضاعه الماليّة، صَفّى ع ِ الحديدة.
النّمس/مصطفى الخاني ومساعده:تَنَكِة يعيثان خرابًا وفسادًا، شراء ذِمَم، رشاوى، وعود برّاقة، الدّفاع عن الفقراء والجياع والمظلومين.
أبو جودت / لِأوّل مرةّ يقول كلمة حقّ يُراد بها باطل:صدّقتك يا نمس، يا حرامي، يا سرسري، يا قتال قُتَلَى…
الصّوت النّسائي المقهور يرتفع رويدًا رويدًا، تقول إحداهنّ: سمعو مثل السّوس عَمْ يُنْخُرْ نَخْر في شباب الحارة، المحامية الواعدة:سلاف فواخرجي نصيرة المقهورين والمظلومين، تقف بجرأة وشجاعة أمام شرطة:أبي جودت والقائد الفرنسي، وتقوم بحملات توعية نسائيّة مع بعض العصاميّات الرّائدات، دورات لِمَحْو الأمّيّة، محاضرات ونشاطات ومظاهرات نسائيّة، تقول أم عصام لبناتها:
الشّام طول عمرها عمرانة بْنِسوانها وِرْجالها، بَسِ إنتو ما كنتو تِطْلعوا لَبَرّا !تسير الأحداث بِبُطْء مُفتَعَل، هَدْر وَمَطّ للوقت، وعلى أعصاب المُشاهد، الفِكْر الظلامي هو سيّد الموقف، تحريض على زوجة معتز اليهوديّة: سارة، الله يِبعَثِلْنا سارة سارّة مثلها في الوطن! مْنينْ يا حَسْرْتي!، رغم طيبة قلب سارة/كندة حنّا، في رعاية ابن ضُرّتِها، كأنّه ابنها الحقيقي، تؤكّد:صحيح أنا يهوديّة، لكن أنا بنت الشّام كمان، حَمُوها/ عمّها أبو عصام يشهد بوطنيّة أبيها: الحكيم موسى، رئيس المخفر أبو جودت يُذّكّرنا بشرطة: سعيد/روني/ الشّيخ عندنا، مع الاعتذار لِآل الشّيخ في: أبوسنان، مجد الكروم، إعْبِلّين، عسفيا وغيرهم، ، كان الحُقّ ناقص بُقّ إجا الأقرع وْمَلاّه !يدخل الاستعمار بدور المهندس زهدي الذي يحاول كَسْبَ الذّمم بِخُبْث ودهاء: ترميم الجامع، دعم الإسَر المحتاجة، تتجلّى الانتهازيّة في أدوار: النّمس، تَنَكِة، أبو فاروق الذي يسرق الطّحين من مخازن الجيش الفرنسي ويبيعه لِمُعْتَزّ، خُبثًا ولؤمًا، المحامية سلاف تدافع عن مُوَكّلها مُعتز، وضع العصمة بيد المرأة:فوزيّة/شكران مرتجي لِحَلِّ إشكال طلاقها من أبي بدر/محمد خير الجرّاح، عُمْرو المال ما عِمِل زعامة، صوت المرأة يرتفع رويدًا رويدًا مع المحامية وزميلتها خالديّة/نادين حسام تحسين بيك، أمّ عصام وكريمتَيها، مظاهرة نسائيّة شعارها: عاشت سورية حُرّة ومستقلّة، انتم حكومة احتلال وليس انتداب، الشرطة تعتدي على النّساء، والنّساء يشهرْنَ أحْذّيَتَهُنَّ بوجه الشّرطة، ويبلين بلاءً حسنًا، أمّ زكي/هدى شعراوي تدافع عن كريمات الحارة المُتصدّيات للاحتلال، النّمس يفوز بعضويّة البرلمان، المَسْخُ يقوى على صانعه بالتّزوير والاحتيال، أبو ظافر/ أسعد فضّة يمشي في رَكْب فكري مع أبي قاسم/ أيمن بهنسي و سمعو، بالمقابل أبو عصام/عباس النّوري يحزم جادًّا: كُلْ شعرة في ذقن فكري فيها شيطان رجيم، فريال/وفاء موصللي، زوجة أبي ظافر الجديدة، تُحرّض زوجها على بيت أبي عصام، جرّاء العداوة بينها وبين أمّ عصام، وتطالب بِإبعاد بيت أبي عصام عن الحارة، وتطرد أم عصام من بيتها، الشّيخ عبد العليم يواجه فكري بِحَزْم وعَزْم، مقتبسًا حديثًا نبويًّا عطرًا: مِن حُسْن إسلام المرء: تَرك ما لا يعنيه، الفتنة أشدّ من القتل! مَن بعثك لِتَجِدَ فتنة! دائمًا تتجلّى جرأة أبي عصام، يقول للمهندس زهدي الحرامي الماكر، الباحث عن الآثار لبيعها:بَدَّكْ تْبيعْ نفسَك بيع!بَسْ لا تبيع الشّام! أنا مُسلِم وِبْآمِن بِكُلّ الأديان والأنبياء والرّسُل الكرام، وجهاء الحارة يدعون بعض الكَهَنَة/ الخوارنة لِإطلاعهم على الكنيسة الأثريّة، وهنا يتجلّى التسامح الدّيني بين المسلمين وإخوتهم العرب المسيحيّين، كذلك، بعد أن أطلعهم النّمس على مَكر المهندس زهدي، الخوري للنمس:ربّي يبارك فيه، لِأنّو كشف الموضوع، زهدي المهندس ومساعده غسّان يُزجّان في النّظارة، سعيد، صهر أبي عصام يقتنع بِأنّ زهدي حرامي، بعد أن تحايل عليه زهدي واشترى بيته، وَسُرِق ثمن البيت من قِبَل: المُتَنَسِّكين المدسوسين، يُضْبَطُ فكري في سهرة مجون يشرب الخمرة مع الغانيات، بعد أن خلع العمامة الدّينية ولَبِس الطّربوش والبدلة الإفرنجيّة: خلّينا نشرب كاس، وْنِلْحق صلاة الفجر!هذا المشهد يُذَكّرني بما كتبته الكاتبة اللبنانيّة: غَدِيّ فرنسيس، قلمي وألمي، ص 137، حديث الناس 30/1/2015: في حماة أغلبيّة سُنّيّة وأقلّيّة مسيحيّة، لكثرة التّشَدّد، وحتى المسيحيّات يُغطّين رؤوسهنّ أحيانًا، لكن الحموي عمومًا يشتهر بِحُبّه لمشروب العرق، وقد تجد رجلًا، وزوجته مُنَقّبَة، يلتزم بأداء واجباته الدينية، وفي الوقت ذاته، قد لا يتردّد في احتساء كأس من العرق، مع الأصدقاء سِرًّا، وهذه ليست مبالغة!
إذًا هذا هو فكري صنيعة فرنسا، صورة طبق الأصل، ولعلّ أردوغان التُّرْكُش وزبانيتة، في قطر، السعودية، الأردن… يتقمّصون أدوار: فكري، سمعو، عبدو، سعيد… ، وممّا يُؤسف له أنّه في مختلف قرانا العربيّة، توجد بعض الأوكار التّكفيريّة، العلنيّة والسّرّيّة، يتغَطَّون برداء الدّين والدّين منهم براء، وبين العمائم واللّحَى إبليس يبحث عن جِحَا !
رغم أنّ الجزء الثامن عليه الكثير من الملاحظات مثل:الإطالة، التّكرار، الدّخول في أمور جانبيّة شخصيّة، كالعلاقة بين سمعو وقرينته، سعيد وقرينته، افتعال شخصيّة أبي بدر وقرينته وميراثه من خالته، شراء الذّمم، العرّافة فاطمة، تلبيس فكري لباس الدّين والدّين منه براء، مسخ أدوار رجال الحارة وتهميشها كدور أبي حاتم، ودور معتز، حتى أبوظافر و أبوقاسم وأبو النّار، تكريس الفكر: السّلفي، الغيبي، التّكفيري، الدّاعشي، الرّجعية، التّخلّف…
ألاّ أنّه لا يُمكن تجاهل التّطور في أنماط بعض الشّخصيّات:أُسْرَة أبي عصام والانفتاح على العالَم الرّحب ’المرأة تتبوّأ مكانة قياديّة:
الكلمة كلمتها، تفكّ الطّوق المفتعل، طلب العلم، العمل، المعرفة، المشاركة في المظاهرات، تحدّي النّظام العميل والشّرطة، إعادة اغتصاب لواء الاسكندرونة الى الذاكرة، الدّور السّلبي لتركيّا، فرنسا والتّلميح الى الأنظمة الرجعيّة بأدوار: فكري، سمعو، عبدو، سعيد، زهدي، غسّان، أبو جودت وشرذمته، وبنفس الوقت الدّور الإيجابي الذي يقوم به الشّيخ عبد العليم، لا يخشى في الحقّ لومة لائم، الوطنيّة الحقّة التي تتجلى في النّهاية، المظاهرات ومشاركة النّساء، لا ننسى الأمثال الشّاميّة المُعَتّقة بِنَكْهَتِها الخاصّة، كالتّوابل والمُقّبّلات على الطّعام:عاشِر الغَني بْيِغنيك وْعاشِر الأجرَب بْيِعْديك، النّاس بْوِجْهَك مساكين وِبْظهرك سكاكين، إن شالله يُغُمْرِكْ بالمال وْتُغُمْريه بالعيال، زادَكْ ممدود وْخيرَكْ موجود، رَبّي يِبْعَثْلِكْ صياح وِرياح وِرماح، أبو عصام لِإبْنَيْهِ: ما حدا بَدّو حجاب غيركو، النّاس بالحارة صار عَقْلون بالمقلوب… ولن ننسى شعار المظاهرات الشعبيّة:عاشت سورية حُرّة مستقلّة، اللواء/الإسكندرونة/إلْنا إلْنا المُحْتَلّ إطْلَعْ مِن عِنّا، عاشت سورية مستقلة وفرنسا إطلعي برّا، يا فرنساوي طْلاعْ طْلاعْ سورية ما بْتنباع… ! ما أشبه اليوم بالأمس وهذا ما نرجوه لسوريا اليوم:كنس كافّة المعتدين الأجانب والمحلّيّين.
*وَعَدَنا القيّمون على المسلسل ب ِ:الى اللقاء في الجزء التّاسع، وما نرجوه:الوطنيّة الحقّة، دحر وكنس شراذم داعش، جبهة النّصرة، القاعدة، أحرار/أشرار الشّام، استعادة لواء الاسكندرونة وهضبة الجولان المُحتَلّين، وضع حدّ للأطماع الغريبة في بلاد العرب، والنّهوض من السّبات العميق.