موقع الوديان
ها هو كتابي
ليس لدي وقتٍ كي أصيغه كما أريد
فهو عفويتي وبساطتي ومعتقدي
حبره دم الوريد
وحروفه معجونة بأعصابي
سأنشره على لوح القصيد
وفوق جدارية السحاب
الأرض تعرفه ولكنها
تفتقر للعدالة والصواب؟!!
فليس أمامي سوى السماء
لعلها تدرك وجعي.. الآمي وعذابي
هوذا يا سادتي كتابي
**********************
هؤلاء هم أهلي.. وهذا هو حقلي
مدرستي الفقيرة
هذا بيتي البسيط وشرفته الصغيرة
هذه ثروتي الكبيرة الكثيرة
ولكن لا أملك حريتي فيها
هنا حركاتي مرصودة.. وحريتي مفقودة
يريدونني في أن اكون
كما يحبون ويريدون
يسيروني “بالريموت”
بين الجدار والجدار وحواجز الموت
يريدون قتل حضوري في غيابي
وأنا الحاضر منذ قال الله
لهذه الأرض كوني
وهم الغائبون رغم حضورهم
الطارئ المجنونِ
*****************************
على غفلةٍ تسلّحوا بالقوة
وتدربوا على مهنة القسوة
وأنا منشغلٌ بتدريب الطيور
وتقليم أسراب الزهور
على التغريد والتفتح في كل الفصول
ولها أعصرُ بيدي نهد السحابِ
إلى أن تُمطر فوق الهضابِ
وفوق المنحنيات والمنحدرات
وفي عروق الشعابِ
لقد سطوا على كل شيء
سمموا حقلي.. هجّروا أهلي
قتلوا الهبات والبلابل
زرعوا الأشواك بدلًا من السنابل
وأعلنوا أن وجودي باطل
وأن غيابي هو الحاضر
ولا أحدٌ يراني رغم أن أسمي
محفورٌ فوق الجبال
وأن رسمي
منقوش في الحقيقة والخيال
*************************
وبرغم ما نحن فيه من سوءٍ وقباحة
بفعل ما اقترفته عصابات اللصوص
لصوص الحدائق والحقول
سُرّاق الجبال والسهول
وطني طائرٌ جناحه مقصوص
وهناك الكثير.. الكثير
نحن من خرّبه ودمره
لذلك لا بدّ من الصراحة
نحن بحاجةٍ إلى تشريحٍ وجراحه
لنكون أكثر مقدره
فهذا الوطن بحاجة لمن يقدره
حتى يعود الجناحُ إلى جناحه
ويُحلق هذا الطائر بكامل البهاء
ومنذ حمامة طوفان نوح
وهو يرفرف ما بين قلبٍ وروح
الأرض تُحبه وتفاخر به السماء
*****************************
هذا كتابي.. وصلت حروفه أبعد المنافي
وحبره في كلَّ الانهار ماء الضفافِ
وصفحاته أوراق أشجار الغابات
وأقرأوا فيه سيرة نُخب العرب
صلاح الدين في حطين..
أقرأوا سير المنسيين
طافش الأحمد××
مؤسس “الكف الأسود”
اول حركة ثورية في فلسطين
أقرأوا على أشجار الزيتون والسنديان
واسألوا ناصر وسلطان
قطبيي أمجاد الأمة
قناديلها التي أضاءت الظلمة
مشاعلها في هذا الطريق
نجومها المضيئة في سقف العتمة
هذا هو كتابي.. روايتي عنكم يا أحبابي
سرديتي إليكم في حضوري وغيابي
ووصية الأولاد للأحفادِ
إلى أن يبزغ قمر الأمجاد
فنحن وإياه على ميعادِ.
**المناضل المرحوم طافش الاحمد من قرية بيت جن