لا أُحِبّ دونالد ترامب.
ولا احد يسألني: لماذا؟ وأنت لا تعرفه إلاّ شكلا!!
ربما يكون هذا بيت القصيد.
ومع أنني لست من الناخبين في الولايات المتحدة الأمريكية، لكنني لو خُيِّرت بين أن انتخاب ترامب أومسسز هيلاري كلينتون، لأعطيت صوتي للمسسز هيلاري.
ليس لأنها امرأة، وجميلة، مع أنني أحب كل ألوان الجمال.
وليس لأنها زوجة رئيس وسيم، كان زير نساء، خانها أكثر من مرة مع مونيكا، وبولا جونز، والمخفي أعظم في أروقة بيت ليس فيه شيء ابيض غير اسمه!
وليس لأنها معتدلة ، بالنسبة إلى ترامب، أو لأنها لم تطلب منع المسلمين من الدخول إلى الولايات المتحدة.
وليس لأنها قد تتخذ موقفا معتدلا من القضية الفلسطينية التي ندفع ضريبة وجودها، منذ أكثر من سبعين سنة، من دمائنا ودماء أبنائنا، وأرضنا ووجودنا، وبالمال والسلب والنهب والرعب والخوف من الحروب، ومن تنظيمات تنشا في مناخها غير العادل.
كثيرون غيري يعتقدون أنه لو حُلَّت القضية الفلسطينية حلا عادلا، وإنسانيا وحضاريا لما وُلِدت القاعدة في باكستانـ ، وداعش في العراق، والنصرة في سوريا وبوكو حرام في أفريقيا، ولما فُجِّر البرجان التوأمان في نيويورك، ولما وصل الإرهاب إلى ربوع أوروبا الهادئة، ولما خرجنا من حرب لنبتلي بحرب قادمة، ولما أقيم جدار الفصل العنصري، ولما نشأت المستوطنات الوقحة على أرض ليست لها، ولما أُريقت الدماء البريئة على الشوارع ، وعند الحواجز، بلا مُحاكمات.. .
المسسز كلينتون لن تتخذ موقفا عادلا من هذه القضيّة، لأن في البيت الذي رغم اسمه لا شيء فيه يدل على نزاهة الضمير، ونقاء المبادئ. كل مَنْ تدوس قدماه أروقة هذا البيت، يتحوّل بين ليلة وضحاها إلى بوش الأب وبوش الابن، وبوش ألأم، وبوش الكلبة التي وضعت مواليدها الستة في غرفة نوم بوش الأب.
ونحن ندفع ثمن أكاذيب هذه العائلة، منذ افترت على العراق فدمّرته، وأدخلت الشرق الأوسط إلى محرقة تكتوي شعوبه بنارها صباح مساء، ودوامة وضعت لها بداية لكنها لم تضع لها نهاية.
مسسز كلينتون، رغم فارق المكيجة، ستحافظ على ليل هذا البيت المُعْتم والمُعْتدي، والنظيف من كل شيء ابيض، لن تتخذ هذه المسسز موقفا مُعْتدلا من القضية الفلسطينية، قضية القضايا، كما لم يتخذ زوجها مثل هذا الموقف في كامب ديفيد، مثله مثل سائر رؤساء البيت الأبيض.
وإذا كان الأبواش الأربعة قد اتخذوا من غرفهم التي اتُّخِذت فيها أخطر القرارات، بعد أن خدعوا ضمائرهم ومبادئَهم، لن تأتي مسسز كلينتون لإيقاظ الضمير في هذه الغرف و إحياء المبادئ .
هكذا ستكون مسسز كلينتون، إذا فازت في الانتخابات في شهر نوفمبر القادم، وأصبحت أول رئيسة للولايات المتحدة التي تتحكم بنا وبالعالم بدءا من رغيف الخبز وشطيرة االهامبورغر والقنوات الفضائية وحتى الطائرات غير المرئية والقنابل الذرية.
وهكذا سيكون دونالد ترامب.
إذن لماذا هذه الكراهية ما دام ليس أسوأ.
باختصار. وبكل بساطة، إنه نوري مفضوح على مستوى أمريكا والعالم!
لا اعرف كثيرا عن الشخص إلا من خلال ثرثرته التي تُفْرز الكراهية لكل ما له علاقة بالعرب.
وأتخيل يومه كأمسه، ومستقبله كماضية الملوّث بالحقد.
ترامب لا يختلف عن بوش بشيء، سوى ان بوش دمّر العراق بحجة كاذبة، وتحت شعار “تحرير العراق”، وفرها له ديكتاتور غبي.
أمّا ترامب. على استعداد لتدمير الإسلام بكل شعوبه، ودوله، بدافع الكراهية وإرضاء لأعداء الإسلام والإنسانية، بحجة يوفرها له داعش والتعصب الديني الأعمى.
ليس عبثا أن يوقِّع أكثر من نصف مليون بريطاني على وثيقة، يقدمونها إلى البرلمان البريطاني، يطالبون الحكومة البريطانية باتخاذ قرار بمنع ترامب من دخول بريطانيا. اليس لأن هذا الشخص خطير؟ وبشهادة كاميرون رئيس الحكومة البريطانية الذي وصف تصريحات ترامب “غبية وخاطئة ومسببة للشقاق” ووصفه البيت الناصع البياض “بالمحنّط أخلاقيا” كما وصفته جمعيات أمريكية ناشطة” بالعنصري المتعصب” وقالت عنه الناشطة هداس ثيير ” يجب أن يوقَف ترامب عند حده” وقد منعه عُمْدة مدينة فلوريدا من دخولها، ونشرت جريدة ديلي نيوز كاريكاتيرا يّظْهر فيه ترامب يحمل سيفا بيد، وبيده الأخرى يحمل رأس تمثال الحرية. إشارة إلى كونه خطرا على الديمقراطية. وكتبت نفس الجريدة في عنوانها: “لما تكلم عن المكسيكيين لم أبال، ولما تكلم عن المسلمين لم أبال، وبعدهما جاء دوري”. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، البنتاغون : “أيّ خطاب يوحي بأن أمريكا في حرب مع الإسلام يتنافى مع قيمنا ويقوّي داعش”، وحتى جيب بوش الابن الثاني لبوش الأب، وأخو بوش الابن اتهم ترامب بأنه عميل للديمقراطيين، وقال عنه أوباما: ” تصريحات ترامب خطأ أخلاقي، ودليل على أنه غير مؤهل ليكون رئيسا”
لقد وصفه الجميع أنه خطير، وغبي، وعنصري، وعدو للديمقراطية، ولا أخلاق عنده، وبعد هذا الكمّ من الحقد الفظيع على المسلمين لأنهم عرب، وعلى العرب لأن معظمهم مسلمون، وعلى المكسيكيين وعلى الإنسانية، وبعد هذه الأنيميا الفظيعة من الأخلاق والقيم. أيمكن لإنسان عادي، لا يعرف كثيرا في السياسة المحلية، ناهيك عن السياسة العالمية، وأميّ في أساليب وأكاذيب السياسية، أن يحب هذا الترامب، المتخلف أخلاقيا؟؟ّ!!!
20216/7/4