اصرت خالتي (أي زوجة ابي) على ضرورة اجراء خطة اشفاء في البيت على غرار ما جرى في بعض المجالس. فتنطّح لها ابي قائلا، “لا تعد صيصان قبل ما يفقسوا”.. فالدنيا يوم لك ويوم عليك. والناس اجناس: فهذه، “تركت زوجها ممدود وراحت تبكي على بومحمود”. وذاك شايف مصارينا طالعة ويقول، اعطونا اياهم لبستنا. وآخر حشر نفسه، في اكثر من قضية، كالكامخ بين الشاطر والمشطور فوضعوا عليه “كيتشف” ليطيب اكل هذا “السنويتش”، فَرّد لقمة.
اما خالتي، فقد “اكلت بكعة” ابي. خاصة وانها قبلت بالزواج من ارمل فمنذ ان كنّا صغارا اخذت تفرض الحكم العسكري على البيت. ونظام منع التجول في الحديقة.. وادعت بأنها “ستضع حجرا على رأس” بعض العادات والتقاليد التي كانت المرحومة امي متعلقة بها. وكبادرة حُسن نية!! بدأت بنفسها اذ اختصرت في تقديم الواجب للضيوف والمباركة بالمواليد الجدد للاقارب وتقديم الهدايا عند معايدة المرضى.. وزادت، الله يستر عليها، من فضح “المستور”! مؤكدة ان “الشايب لما يدلّع متل الباب لما يتخلّع”.
الله يفضح حريمه المثل القائل، “حط الفلوس بتيجي العروس”. همست لنفسي وخالتي تقول لأبي بأنها ستقطع المصروف عنّا اذا استمّررنا في صرف الممنوع من الصرف! واذا لم نتبع “الرجيم” في اعياد الميلاد والنزهات وغيرها. ويوم كبرت اختي، طارت خالتي من حبال عقلها، واخذت تؤكد ان المكيجة والقندشة والصرف على المظاهر.. يجب ان تبقى تحت سيطرتها في غرفة “العناية المكثفة”. وأجبرت ابي على طرح كل “عفش” البيت من موسوعات ومصادر وقواميس.. بالمزاد العلني. واختصار الحديث عن المجلات المصورة واخبار الفنانين.. واعلنت، ان المطالعة والتحصيل العلمي والتمسك بالاصول.. عندنا “دايت”.
طبعا، خوفا من ارتفاع (سُكر) المعرفة وكشف الكروسترول في دم “الكتب الباردة”. وضرورة اجراء “سنتور” للاغاني الهابطة ـ التي صفقت لها خالتي مع كثير من المعجبين والمعجبات مثل اغنية؛ “يا سعد” و”انا بحب عمرو موسى وبكره اسرائيل” و”ابو يوسف كعك بعجوه” وما الى هذا من سقوط ومطمطة وشخلعة..
شو بدي احكي تأحكي غير ان خالتي لم تقرأ في حياتها كتابا. واخذت الشهادة بالبرطيل. وتوظفت بالمجلس بالواسطة وتتملق
للرئيس. ومع هذا تلوم ابي لتدخله بالسياسة. وتنتقد التلفزيون لأنه يحشر الاعلانات ببعض برامجه، خاصة العلمية (تقصد المسلية) فيقوم، مثلا، بالدعاية لمبيد للحشرات. او لضمادة نسائية. او حتى(اجلكم الله) لمنظف مراحيض!
نظفت “البايب” ووضعته بجانب فمي وقلت “دخن عليها تنجلي“.. فحتى تاريخه سيبقى ساري مفعول المثل القائل:”كيد النسا غلب كيد الرجال”. إذ أصرت خالتي على “خطة اشفاء” طلّقت بموجبها ابي!!