الديموقراطية الحقة والصحيحة , والتي لا تتأثر على الغالب بمن يدير الامور او بمن هم ارباب الشأن , وكذلك الديموقراطية هي تلك التي تتجلى لدى جميع افراد المجتمع بدون استثناء بالموضوعية التامة ومقارعة الحجة بالحجة بشكل صحيح وواقعي على درب التحسين الى الافضل وفي نطاق الاحترام المتبادل .
ولا ريب في ان الديموقراطية الحةه هي تلك التي يتناقش فيها المعنيون بإسهاب وتقبل الرأي الآخر حتى ولو كان معاكساً في بعض الأحيان .
وكثيرون في المجتمع يستغلون الديموقراطية للنيل من فلان وعلان وفي غيابه , وقد يكون كلامه تجني ولا يمت الى الحقيقة بأية صلة وانما الهدف هو كما ذكر للنيل من هذا وذاك .
واذا أتيت للاستفسار عن هذا التصرف فالجواب دون تردد : ” انا حر”! يا اخي صحيح انت حر , ولكن الا تعلم عن المقولة ” تنتهي حرية الفرد عندما تبدأ حرية سواه “؟
والأجوبة كثيرة في هذا الاطار فكل يجيب حسب آرائه وبموجب اهوائه او غاياته الشخصية .
إلا انّ الامر ايها الاخوات والاخوة ليس كذلك , فالديموقراطية ترتكز على اسس ومبادئ لا يمكن تجاوزها , واذا تم تجاوزها , عندها يأخذ هذا الصرح الكبير ” الديموقراطية” بالتصدع وربما على المدى البعيد بالانهيار الامر الذي لا يرغب به من نادى وينادي بالحرية المرتكزة على الديموقراطية .
ولا بد من التنويه هنا الى معنى الحرية كما سبق وذكر ان تقوم بكل ما تخطط له ايها الانسان او ان تعمل كل ما يروق لك , وان تتصرف بكل ما يرضي نفسك , وان تحافظ على احترام نفسك وكذلك احترام غيرك , والديموقراطية ايضاً , ان تقول كلمتك ورأيك في نطاق الآداب والمثل العليا , دون الشراسة دون المعاكسة وانما بلغة مرنة وبروح مرحة ومن مبدأ الاخذ والعطاء , والسماع والاسماع بكل اطمئنان وشجاعة، ومع كل هذا يترتب الاخذ بعين الاعتبار حرية الغير لان حريتي انا كفرد تنتهي بشكل لا يقبل الجدل عندما تبدأ حرية سواي .
فالأمثلة كثيرة ولا حصر لها في مجال الحديث والاغتياب , والحط من قيمة هذا وذاك من الناس وخاصة لدى غيابه وعدم حضوره ووجوده , وكذلك في اختلاق الدعايات الباطلة والمية قبل ان تولد لان ما من شك ان عمرها قصير وخاصة اذا صدرت عن اناس يمتهنون مثل هذه المهنة , فلا يهمهم مدى تعكير صفو العيش , ولا يهمهم المس بالغير , ولا يوجد في خانة الضمير اذا وجد عندهم مكان للإنسانية والأمانة .
فالله سبحانه وتعالى خلق الناس متساويين، الا ان كل مخلوق رزق ما رزقه الله من مختلف مكونات الشخصية ولا شك ان هنالك تفاوت بين الناس في هذا المجال .
ومن هذا المنطلق وبموجب اسس الديموقراطية الحقه وخاصة في باب حرية الكلمة فيحق لكل انسان ان يكون حراً في كلمته , يدعو الى ما يروق اليه , ويتأمل ما يصبو اليه , ويعبر عن رأيه بكل صراحة , اما ان يفرض رأيه فهذا امر غير مرغوب فيه , وان يمس بالآخرين امر ايضاً مرفوض كل الرفض , فحرية الكلمة ان كانت موضوعية وفي نطاق الحرية الديموقراطية فهي مفتاح للتفاهم , للتعاون , للإنجاز والتقدم والنهوض بالمجتمع وبأفراده قدما الى الافضل , فهيا معاً جميعاً نمتثل الى حرية الكلمة الصادقة , وقولها بجرأة وبصدق وباحترام للجميع لان مردود ذلك يعمل على رص الصفوف والعمل المشترك لما فيه خير الصالح العام بتعاون بنّاء، بتفاهم موضوعي ألأمر الذي يؤدي الى النهوض قدماً الى ألأمام.