عجباً لمن في وجههِ نظَرْ
كيفَ أنّهُ يرى ولا يعيْ
كيفَ لا يستفيدَ من َ العِبَرْ
فالحمارُ سريعاً يتَعَلّمْ
إذا يوماَ ما جفَلَ أو عثّرْ
***
عجباً لبعضِ الناسِ والبشرْ
ترميهِ بوردةٍ أو زهرةٍ
فسرعان ما يرميكَ بحَجَرْ
تُقدّمَ له الزادَ والماءَ
فتلقى منهُ ركْلةً كالبقرْ
***
عجباً لمن في وجههِ نظرْ
كيف تراهُ يغمضَ العينينَ
يستقبلَ البصقةَ في وجههِ
خانعاً ذليلاً ومُستسلماً
حاسباً البصقةَ رذاذَ مطَرْ
***
عجباً للّذي يزهوَ فخِرْ
كيفَ تنازلَ عن الكرامةْ
باعَ عزّةَ نفسهِ بالمَزادْ
لابساً ثوبَ الطُهْرِ والتواضعْ
وما عندَ آلِ قُريشٍ خبرْ
***
عجباً لمن في وجههِ نظرْ
كيف أصبحَ أعمى البصيرَةِ
كيفَ لا يسْتمثِلَ ويعتبرْ
قد رأى النارَ في خُصِّ غيرِهِ
كيفَ لم يتهيّأَ للخطَرْ
***
عجباً لمن يدّعي َ الحِكْمَهْ
من رأى العَوَجَ والإعْوِجاجَ
حاسبَهُما السراطَ المستقيمْ
مُدّعياً أنّهُ على حقٍّ
وهو صاحب َ ضميرٍ مُسْتَتِرْ
***
عجباً لمن في وجههِ نَظَرْ
كيف يُصدّقَ معسولَ الكلامْ
ويُؤْمِنُ بوعْدٍ عرقوبيٍ
فالمُؤْمِنُ لا يُلْدَغَ مرّتينْ
من ذاتِ المكانِ أو نفسِ الجُحُرْ
***
عجباً لشخصٍ بات كالقِطِّ
لا يثحبُّ إلا مَنْ يخنقَهُ
عجباً لمن يحني قامتَهُ
ويسمحَ أن يركَبوا ظهْرَهُ
ويهتِكوا عِرْضَهُ في عِزِّ الظُهْرْ
***
عجباً لمن في وجههِ نظرْ
مَنْ يلبسَ رداءَ الذُلِّ والعارْ
أمسى جِلْدَهُ كجلْدِ التمساحِ
باتَ إحساسهُ إحساسَ الحجَرْ
يا ويلاهُ هلْ هذا يُدعى بَشَرْ ..؟؟!!
***