يورو 2016.. “السبت الأسود” يكشف فشل لندن وموسكو
لا يبدو أن المحاولات الحكومية في كل بريطانيا وروسيا للتضييق على مشجعي كرة القدم المشاغبين، آتت ثمارها، بعد أعمال عنف بين جمهوري البلدين قبل لقائهما السبت، في مرسيليا.
وعكرت الفوضى أجواء كأس أوروبا بعد يوم واحد من انطلاقها، ووصلت إلى حد إيصال مشجع إنجليزي إلى الحد الفاصل بين الحياة والموت، فضلا عن عشرات المصابين الآخرين من مشجعي “الأسود الثلاثة” و”الدب الروسي”.
وتعكس أعمال الشغب التي اندلعت السبت، فشلا حكوميا من كل من بريطانيا وروسيا، في وأد احتمالات الفوضى قبل وقوعها.
فبعد أن أرسلت لندن رسالات تطمين إلى جارتها باريس قبل أشهر قليلة من انطلاقة البطولة، فوجئت الشرطة الفرنسية بجحافل من المشاغبين بقمصان منتخب إنجلترا، يوسعون جمهور المنافس وقوات الأمن ضربا.
وفي مارس الماضي، أكدت مصادر أمنية في بريطانيا أن نحو ألفي مشجع من المشاغبين المعروفين بالـ”هوليغانز” لن يسافروا إلى فرنسا لحضور مباريات “يورو 2016″، لكن يبدو أن عدد المشاغبين في بريطانيا يزيد كثيرا على الألفين.
وعلى الجانب الآخر، أقلقت روسيا العالم قبل عامين من تنظيمها لكأس العالم 2018، ووضعت سمعتها في السيطرة على مثيري الفوضى على المحك.
ورغم تأييد البرلمان الروسي مرارا لفرض عقوبات أكثر صرامة على الـ”هوليغانز”، بينها الحظر لسبعة أعوام، في محاولة للحد من آفة العنف قبل استضافة كأس العالم 2018 لكرة القدم، فإن “السبت الأسود” في مرسيليا أشار إلى أن الشغب في روسيا أكبر من البرلمان، وربما من الحكومة.
وصدرت صحف الأحد في بريطانيا وباريس، منددة بما سمته “العار” في وصفها لأعمال الشغب التي سبقت مباراة إنجلترا وروسيا.
وعنونت صحيفة “ليكيب” الرياضية الفرنسية بكلمة “العار”، وتحدثت عن “حرب شوارع” في المدينة الساحلية، وأضافت أن “الخوف بات يهيمن على كأس أوروبا لكرة القدم”.
أما صحيفة “لوباريزيان” فعنونت: “فرنسا في مواجهة مثيري الشغب”، بعد “أعمال العنف الغريبة” التي عرضت على شاشات التلفزيون وشبكات التواصل الاجتماعي.
وكتبت صحيفة “ميل أون صنداي” على صفحتها الأولى: “عودة إلى السنوات السوداء”، فيما عبرت صحيفة “صنداي تلغراف” أيضا عن شعورها “بالعار”، وحملت بعنف على “المشجعين الذين يثيرون أعمال الشغب”.