إذا بدك تستريح شو ما شفت قول مليح – مفيد مهنا
يا أهل الضيعة الحاضر يعلم الغائب بأن “النصيحة اليوم ببلاش وبكرة بمصاري” وعليه انصح كل من يحكي “مشايلة”، أن “يزن كلامه” ويضب لسانه. فعليّ الطلاق إذا علق بشرّي، فلا يلوم إلا نفسه: فانا مثل الحكومة ـ عفوا ـ مثل خلاط مونوليكس؛ أَقَطِع افرُم أعصر.. كل من “يترحم” على أحكام قراقوش مدعيا ان هذا النظام “مقطوع رسنه”، وكل راس ماله، “إن شفتني بضحك عليك وان ما شفتني راحت عليك”.
وأخشى ان تروح عليكم حكاية القاضي قراقوش الذي حكم على جندي ضرب امرأة على بطنها الى أن سقط حملها بان يأخذها الى بيته ويعيدها الى الحالة التي كانت عليها!! فتنازل زوج المرأة عن القضية.
اما أنا، ترضى (بنت عمي) ،عفوا، ترضى الحكومة وإلا “للي قالته ليلى” فلن أتنازل عن أية قضية. خاصة بعد أن ضربت قوى اليمين الصهيوني على صدرها قائلة، “نحن لها وان مات زوجها”. وحط باطه على باط “اليسار العمالي”! واتفقا على الزواج… فنام اليمين على صدر (القوى اليسارية) وهي “تناغجه” بالقول: “يا أبن عمي لا تخاف، بِز مخدة وبز لحاف” وغمرته بأبيات من الشعر الحلو (!) معطوفة الصدر على العجز (أحم).. تعرفون ان “مرا بلا زوج حديقة بلا سياج”. وتفرحوا للعايزين بعد هذا الزفاف المبارك تزخرفت بيوتنا ببرندات القرميد وتسيجت بالحجر، المسمسم والطبزي.. ولا تخلو أية بلدة من مشغل خياطة، أو معمل بلوك، أو كراج للسيارات. وصار الواحد يعرف أصله وفصله:
هذا مسلم، وذاك مسيحي، وآخر درزي. ذاك شيعي وهذا كاثوليك..و..”صار لأم سبيت مغرفة وبريق زيت” وقوميات طازة وأصدقاء وأوصياء “منقيين على الطبلية” ولا ترد لهم الحكومة أي طلب و.. أطلب وتمنى.
أما أذا طلبتم مني أن أقول “الحق وليس ابن عمه” فكثير من الطلبات كانت “أرخص من الفجل”.. ونحن أكثر من يعرف أن الفجل، “أوله منافع وآخره مدافع” (مكرم السامع). فقلبي عليها البقيعة يوم كانت مصدرًا للفجل البلدي الزخم المفعول! وفسوطة موردًا لـ”دخان الحل” الحامي. والجش لـ”معَقَدّ” القطين مع جوز ولوز. و”كسرى بلدنا و(المشاحِر) شغلنا”. والله لا يردها ايام، بالكاد الواحد يترك عود حراث أو منكوش أو عنزة أو بقرة في أرضه إلا وسرقها العرب.. فجاء اليهود وسرقوا الأرض ـ معذرة ـ أخذوها بموجب القوانين وهكذا قطعوا دابر “طولة الأيد ولسان حالهم يقول ، “اذا ما بدك تعشينا حليّنا” ..
سلامة خيركم تفضلوا على الميسور “العصيدة مَيْ وطحين” وفشر كل من قال، “مكتوب على ورق البلوط ما في خالة بتحب
قاروط”. فبفضل خالتنا الشوارع امتلأت بالسيارات والبيوت بالتلفزيونات، والحدائق ببِرَك السباحة، سخنه وباردة. وشوفوا الزحاليق والمراجيح والميني. اقصد ميني ماركت وو… وإذا بدك تستريح شو ما شفت قول مليح!!
من كتاب عيش كثير بتشوف كثير