رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قطعيا نصيحة مستشاره الاقتصادي ألكسي كودرين بشأن ضرورة الرضوخ للغرب في بعض النقاط، وأكد أنه سيدافع عن استقلال روسيا حتى الرمق الأخير.
وأوضحت الصحيفة أن النقاش بين بوتين وكودرين، وزير المالية السابق، دار خلال اجتماع لمجلس الشؤون الاقتصادية التابع للرئيس.
وسبق لـ بوتين أن عين كودرين المعروف بنهجه الاقتصادي الليبيرالي وانتقاداته اللاذعة لما يعتبره السياسة المالية الشعوبية للحكومة الحالية، في منصب رئيس فريق العمل لمجلس الشؤون الاقتصادية التابع للرئاسة.
وفي مقال نشر يوم الاثنين 30 مايو/أيار، كشفت الصحيفة عن تفاصيل أول اجتماع للمجلس عقد الأسبوع الماضي بعد انضمام كودرين إليه.
وذكرت الصحيفة أن وزير المالية السابق نصح الرئيس بتخفيف مستوى التوتر الجيوسياسي، واعتبر أنه من الضروري الرضوخ لمطالب الغرب حول بعض النقاط من أجل دعم التنمية الاقتصادية.
واعتبر كودرين أن التخلي عن بعض الطموحات الجيوسياسية سيسمح للبلاد بتقليص الثغرة التي تفصل بينها وبين دول الغرب في المجالين التكنولوجي والاقتصادي.
لكن بوتين رد على وزير ماليته السابق بالتأكيد أن روسيا لا يمكن أن تساوم الغرب على سيادتها، على الرغم من مساعيها لتلحق بالدول المتطورة تكنولوجيا واقتصاديا. وتعهد بوتين بأنه سيدافع عن استقلالية قرار الدولة حتى الرمق الأخير.
وشدد في معرض تعليقه على المواجهة الراهنة بين بلاده والغرب: “لم تكن روسيا من تبادر إلى ذلك”. لكنه أقر في الوقت نفسه بضرورة عدم الانجرار وراء الاستفزازات، وبذل الجهود القصوى من أجل تجنب تنامي التوتر.
بدوره امتنع دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي عن تأكيد أو نفي ما جاء في مقال صحيفة “فيدوموستي”، وذكر بأن المناقشات أثناء اجتماع المجلس دارت وراء أبواب مغلقة.
وتابع بيسكوف أنه لا يوجد داع لتقديم أي نصائح لبوتين بشأن اتخاذ موقف بناء أكثر على الساحة الدولية. واستطرد قائلا: “لا داعي لإقناع الرئيس بضرورة اتخاذ موقف بناء في الشؤون الدولية، علما أنه حتى بدون مثل هذه النصائح يمارس سياسة متتابعة ترمي إلى تسوية الخلافات، وتعميق التعاون، وتعزيز الأمن، ولا سيما في القارة الأوروبية”.