لقد قلن ما يعرفه الجميع حقا – إنّ ذلك يحدث لجميع النساء، في كل سنّ وفي كل مكان – في المدرسة والشارع والجامعة وسوق العمل. قالت عضو كنيست إنها عندما كانت مراهقة وهاجرت إلى إسرائيل من الاتّحاد السوفياتي “كانت هناك فترة لم أستطع فيها الخروج من المنزل من كثرة التحرّشات. في بعض الأحيان كانوا يلمسون شعري ويقترحون علي اقتراحات جنسية. لذلك في مرحلة معينة صبغتُ شعري كي يتوقّفوا عن المسّ بي”.
وقالت عضو كنيست أخرى وهي نائب رئيس بلدية القدس سابقا، إنّ أحد أعضاء المجلس اعتاد على توجيه تعليقات جنسية لها أثناء حضور أعضاء المجلس الآخرين. “لقد عرقلني ذلك جدا في عملي، كيف يمكن التصرّف بطريقة احترافية عندما يعاملونك بهذه الطريقة”.
قد تتعرض المرأة إلى تحرّشات مرات كثيرة أيضًا من أشخاص قريبين. “حدث ذلك بعد فترة قصيرة من زواجي. لقد تقرّب مني شخص قريب بطريقة حميمية جدا وتهديدية، وسألني إذا كنت أعيش حياة سعيدة مع زوجي وبينما كان يلمس خدّي. فصرخت في وجهه ‘ابتعد عنّي!’ ودفعته عنّي بالقوة” كما قالت عضو الكنيست من قائمة المعسكر الصهيوني. “كانت تلك ببساطة تجربة مثيرة للاشمئزاز”، أضافت غاضبة.
الشعور بالذنب هو جزء شائع من ردّ الفعل العاطفي لضحايا التحرش والاعتداء الجنسي. “كنت صغيرة واعتدى عليّ جنسيا شخص كنت أثق به جدا”. كما قالت عضو الكنيست من حزب الليكود. وقالت انّها عندما أدركتْ أنّ المعتدي عليها مس بشخص آخر أيضا “شعرتُ بمشاعر ذنب هائلة. قلت في نفسي ‘كان بإمكانك إيقاف ذلك’. في نفس اللحظة كسرتُ صمت السنين. شاركتُ تجربتي مع جهة متخصصة من أجل اجتياز هذه التجربة والتغلب عليها”.
ولكن تتحدث عضوات الكنيست عن كيف برأيهنّ يمكن إيقاف هذه الظاهرة، من بين أمور أخرى، عن طريق التشريع حيث وفقا لكلامهنّ يجب أن يكون واضحا ولا لبس فيه. ومن جهة أخرى، تقول إحداهنّ “لا توجد أية لائحة اتّهام أو أية دعوى يمكنها أن تحلّ مكان شعور القوة لدى المرأة التي تنجح في إيقاف التحرّش في نفس اللحظة. يجب أن نقول ببساطة لا، ولا يهمّ من يقف أمامك”، وأضافت أخرى بعزم “في الكثير من المرات يقولون لك ‘تجاهلي ببساطة’ ولكني أفكر بابنتي في الثالثة عشر من عمرها وأريد أن أتأكد بألا تحدث لها هذه الأمور”.
(المصدر)