“بينك فلويد” إحدى فرق الروك الأسطورية التي حققت مبيعات تجاوزت 250 مليون إسطوانة في جميع أنحاء العالم، وذلك منذ أن تأسَّست سنة 1965، وحتى صدور آخر ألبوم لها سنة 2014. حيث تهرول الجماهير عشقاً لهذا النمط الفني الذي ابتدعه أعضاء الفريق منذ كان بعضهم طلاباً يدرسون الهندسة في جامعة “كامبريدج” سنة 1964.
اجتمع الطلابُ الثلاثة الموهوبون في لندن، ريتشارد رايت عازف الأورج، ونيك ماسون قارع الطبول، وروجر واترز المغني والكاتب وعازف غيتار الباص. بينما كان سيد باريت صديقاً لروجرز، وكان باريت هو المغني الرئيسي بالفرقة، وكاتب الأغاني في سنواتها الأولى، إضافة إلى عزفه على الغيتار، ويرجع الفضل له في تسمية الفرقة. وفي أوخر 1967، انضم إليهم عازف الغيتار والمغني، ديفيد جيلمور، قبيل مغادرة باريت للفرقة، بعد وقوعه في براثن الإدمان، ثم إصابته بمرض عقلي. وقد استمرت الفرقة في دعمه ماليّاً ومعنويّاً وفاء لصداقته.
في أوّل الأمر، كانت الفرقة تسمى “Tea Set” قبل أن يتغيّر اسمها إلى “Pink Floyd”، وقد انتقلت سريعاً الفرقة من طور الهواية، إلى طور الاحتراف والغناء في بعض حانات لندن.
كان النقد الذاتي للتجربة الفنية التي خاضوها، مبكراً جداً، لدرجة أن روترز تحدث عن تلك المرحلة بقوله: “كنا مثيرين للضحك وعديمي الفائدة.. لم نكن نعرف كيف تُعزف الموسيقى، لذا كنا نجرّب”. استمرت الفرقة في تطوير ذاتها، فحققت تألقاً مبهراً، بسبب المعاني الفلسفية والإنسانية التي سطروها في أعمالهم، وقد بلغ الأمر أن أغانيهم أسهمت في حدوث تغييرات في النظام التعليمي البريطاني. ارتبط النجاح الحقيقي لهؤلاء الشباب بألبوم غنائي صدر سنة 1967 بعنوان: “الزمّار على أبواب الفجر” (The Piper at the Gates of Dawn). تضمن الألبوم 11 أغنية. بعدها، تعدَّدت ألبوماتهم إلى أن وصلت إلى 15 ألبوماً ناجحاً.
لكل ألبوم خط فكري عام، ولكل أغنية قصة إنسانية؛ لذلك، وصلت أغانيهم إلى القلوب بسرعة كبيرة. فمثلاً ارتبط البوم “الجدار” (The Wall)، بأزمة نفسية مرّت بمؤلفها، روجر واترز. يتحدث الألبوم عن الشعور بالعزلة، وكان صدى الأغنية كبيراً على مستوى العالم، إذ تحوّلت إلى نشيد الاعتصام للطلاب السود في جنوب أفريقيا ضد التمييز العنصري في المناهج سنة 1980، مما أدى لمنع هذه الأغنية من قبل الحكومة العنصرية وقتها. وقد تمَّت دعوة روجر لغنائها في المنطقة التي كانت محرمة في جدار برلين أثناء إزالته سنة 1990. امتدت قصة الجدار مع واترز، لينتقد الجدار العازل الإسرائيلي، ويسطر موقفه بيده على جزء من الجدار الذي يحيط ببيت لحم، داعياً إلى هدمه!
لم يستمر في الفرقة سوى، جيلمور وماسون. وكانت خلافات عديدة قد حدثت بين أعضاء الفرقة تسببت في انسحاب رايت سنة 1979، ثم واترز سنة 1985، لكن رايت عاد مرة أخرى سنة 1987. وكان اجتماعهم للمرة الأخيرة حدثاً منتظراً، حيث قاموا بحفلة مشتركة في 2005 على هامش حدث الوعي العالمي (MAKE poverty HISTORY). توفي باريت في 2006، ثم توفي رايت في 2008. وكان آخر ألبوم أصدرته الفرقة في عام 2014 بعنوان “نهر لا نهاية له”، وتم تسجيله من دون واترز، الذي آثر منذ انفصاله أن يصدر أعماله منفرداً.