شجرة الغار او الرند او الغورده، من الأشجار البرية الموجودة في أحراش بلادنا
. في جبال الجليل ، جبال القدس، الكرمل وغيرها كما وتنتشر في أحراش المناخ الأوسطي
وهي شجرة دائمة الخضرة، يصل ارتفاعها الى اكثر من خمسة امتار، الاوراق جلدية، متبادلة ( اي على العقدة توجد ورقة واحدة) ، لها رائحة عطرية مميزة لاحتوائها على زيت الكالبتول العطري بنسبة 1.3% من الورقة، تُزهر أشجار الغار، في شهر آذار وتنضج الثمارفي شهر تشرين الاول، تكون الثمار خضراء اللون (الوان تموية – تظهر على كلون الاوراق) وعندما تنضج الثمار، تصبح سوداء كثمار الزيتون لها نواة صلبة، يحيط النواة (البذرة) غلاف لين من الخلايا التي تخزن المواد الغذائية ومنها نسبة مرتفعة من الزيت الدهني، تصل نسبة 30% كما وتحتوي الثمرة على زيوت عطرية تصل الى نسبة 1 % ، نتيجة تغير لون الثمار، تصبح الثمار ظاهرة بوضوح للطيور والحيوانت المختلفة فتأكلها، أما النواة الصلبة فإنها لا تهضم وتعبر في الجهاز الهضمي وتخرج منه سالمة، وبذلك تساهم هذه الحيوانات في انتشار الغار.
شجرة الغار في الميثولوجيا اليونانية القديمة:
ترمز اوراق الغار عند اليونانيين والرومان إلى الحكمة والسلام والحماية ، وكانت أورق الغار تستخدم كأكليل يوضع على رأس الأمبراطور و الفرسان، نجد أوراق الغار في الشعار الحالي لدولة اليونان وفي شعار الفرق الرياضية اليونانية ونجدها تحيط الجهة اليسرى من شعار جمهورية الدومنيكان (انظر الصور) كما واطلق الاسم “اكليل الغار” على اسماء مسرحيات وجمعيات مختلفة في أقطار عديدة.
أما حسب الميثولوجيا اليونانية القديمة، فإن شجرة الغار هي شجرة الدفني ، وهذا الاسم يوناني قديم وهو لإحدى حوريات المياه العذبة، اعتادت هذه الحورية ( دفني) أن تخرج للصيد برفقة حوريات أخريات ومعهن كلاب للصيد، وكانت أرتميس ( هي إلهة إغريقية – الهة الصيد والبرية والإنجاب) تراقب دفني فأعجبتها ولذلك منحتها القدرة على اصابة أهدافها، انتبة الاله إيروس (سفالوسا – هو الإله المسؤول عن الرغبة، الحب والجنس) لما يحدث مع الحورية دفني في رحلات الصيد، واراد أن ينتقم من أبولو (ابولوهو اله إغريقي – إلة الشمس ، الموسيقى الشعر…) الذي سخر من قدراته على الرماية فأطلق إيروس على أبولو سهماً، صُنع من الذهب لكي يجعله يعشق دافني. ثم أطلق سهم مصنوع من الرصاص، على دفني كي يجعلها تكره أبولو وتبتعد عنه.
بعد اصابتهما بسهمي إيروس، أصبح ابولو مُغرَم بدفني، طادها بدون انقطاع، وهي أي دفني كرهته وهربت منه، وعندما كاد أبولو أن يمسك بدفني، توسلت دافني للآلهة كي تخرجها من هذا المأزق الذي كانت توجد فيه، فحولتها الهة الأرض (غايا) إلى شجرة غار وهكذا لم يتمكن أبولو من الحصول على دفني نتيجة تحولها لشجرة غار. ثم أصبحت هذه الشجرة مُقدسة عند أبولو وأطلق عليها اسم دفني كاسم الحورية التي تحولت لهذه الشجرة ومنحتها الرائحة العطرة الموجودة في جميع أجزائها.
استعمالات الغار:
تستعمل أوراق الغار في المطبخ عند طهي اللحوم، تكسبها نكهة خاصة، كما انها مطهرة وقاتلة للبكتيريا وتضاف إلى المأكولات البحرية لكي تزيل رائحتها، وتضاف للمخلات المختلفة لتكسبها طعم خاص. زيت الغار يستخدم في علاح الصداع وعلاج ألم المفاصل، ويستعمل لتقوية الشعر، كما ويصنع سكان شمال أفريقيا الصابون من زيت الغار فهو يساعد على تأخير علامات تقدم السن على البشرة، يساعد على نضارة البشرة ولمعانها يغذي البشرة ويساعد على تجديد الخلايا فيها. ومن فوائد صابون الغار للشعر يساعد في الدرجة الأولى على التخلص من قشرة الرأس. يعمل على تقوية بصيلات الشعر. يساعد على تأخير ظهور الشيب. كما ويمكن استعمال زيت الغار لتخفيف اللآم الاذنين باستعمال ثلاث قطرات لكل اذن. ويمنع الاسهال عند الاطفال عند شرب كاس من الشاي الممزوج مع خمس قطرات من زيت الغار.
طريقة عمل صابون الغار:
يمنك صناعة صابون الغار في المنزل ، وذلك عن طريق وضع 2.5 لتر من الماء في اناء معدني كبير على نار مرتفعة حتى يصل إلى درجة الغليان، ثم نضيف 800 غرام من زيت الغار إلى الماء بعد أن نخفض درجة الحرارة ، ندعه يغلي قليلاً، ثم نضيف 500 غرام من القطرونة (الصودا الكاوية – هيدروكسيد الصوديوم)، نتركه يتابع عملية الغليان ثم نطفئ النار عندما يصبح المزيج متجانساً (يمكننا اضافة رائحة عطرة والوان للصابون في هذه المرحلة) ، منذ إضافة الزيت حتى يصبح المزيج لزج يجب تحريك المزيج باستمرار، ننقل المزيج اللزج الى قوالب ونتركه حتى يجف.