نظمت مجموعة القيادة الشابة في كفر قرع التابعة لجمعية الشباب العرب بلدنا بإرشاد نور قربي امس السبت في مركز الحوارنة كفر قرع، امسية لمناهضة العنف المستشري في المجتمع العربي كإنجاز شعبي اختتامي للدورة ، بحيث افتتحت الأمسية بمشهد صادم حمل فيه افراد المجموعة كفن ومشوا به في القاعة وفي الخلفية تسجيل صوتي يجسّد شجار بين “بلال” وشخصية اخرى بحيث ينتهي بجريمة إطلاق نار تجسيداً للإجرام الذي يعيشه المجتمع العربي في السنوات الاخيرة ، يذكر ان فكرة السيناريو للمرشدة نور قربي، صوت “بلال” لباسل زعبي والاعداد والتوليف لمنى حاج.
اعتلت بعد ذلك الشبيبة المنصة حاملين لافتات بأسماء ضحايا العنف باخر سنتين ولافتات تحمل شعارات منددة بالظاهرة مثل “اليوم هم, بكرا يمكن انا او انت”، وقد سرد/ت كل عضو/ة من أعضاء الشبيبة قصة ضحية من ضحايا العنف تخليدا لذكراه واحتجاجاً على موته.
بعد ذلك رحّب العريفان ميس عبادي وشادي ابو فنة بالحضور ومن ثم قدموا ميار مدلج عضوة في المجموعة لإلقاء كلمة الشبيبة حيث ذكرت انه ومنذ بداية الألفية الحالية بلغ عدد ضحايا العنف اكثر من 1160 ضحية ومنذ مطلع العام الحالي فقط حصد العنف 24 شخص لكل منهم اسم وحكاية. ولا يزال مسلسل العنف مستمر حتى اللحظة لذلك تقع علينا كقياديين في المجتمع ومسؤولين مسؤولية كبيرة بتغيير الواقع ولا بد من اتخاذ موقف صارم وصارخ تجاه الظاهرة لاقتلاعها من جذورها . وتابعت موضحة اجندة مشروع القيادة الشابة والذي يتركز على اهمية استثمار طاقات الشباب في مصلحة المجتمع لإعادة بناءه مجتمعاً صالحاً بعيداً عن عالم الاجرام، وشاركت الجمهور بتجربتها الخاصة على مدار سنتين في الدورة وشكرت كل من قدم للمجموعة الدعم وخصت بالذكر المربي الاستاذ عبد الكريم قربي والمديرة نوال عليمي على الدعم اللا متناهي وأنهت بتوصية للحاضرين جميعاً بضرورة اخذ مسؤولية التغيير.
وقد القت الاخصائية الاجتماعية وطالبة الدكتوراة أديم مصاروة محاضرة بعنوان “ظاهرة العنف الحاد لدى المراهقين, المفهوم الادراكي والتواصل الوالدي كعوامل وسيطة”. فيها فصّلت دوافع ظواهر العنف لدى المراهقين منها البحث عن الذات, تعزيز المكانة الاجتماعية, الأصدقاء وسهولة الانحراف وعدم الشعور بالانتماء والتقدير ولفتت انتباه الحضور لجمل وتصرفات يومية من شأنها ان تغذي الشعور العدواني وتشجع بشكل غير مباشر ظواهر العنف.
القى احمد أبو عطا شعرا غاضبا نددّ فيه جميع ظواهر العنف ومن ثم أنشد الحضور النشيد الوطني الفلسطيني موطني احياءا لذكرى نكبته الـ68.
اختتمت المرشدة نور قربي الأمسية بتعبيرها عن الشكر والامتنان لكل من حضر وساهم في إنجاح هذا الامسية وقد خصت بالشكر الاهل والاقارب ورئيس المجلس المحلي حسن عثامنة الذي تعذّر عليه الحضور وتابعت بتقديرها للشبيبة على مسار عمل دؤوب استمر لسنتين توّج بهذه الامسية المترية بمساهمة كل فرد من المجموعة ودوره المهم بإنجاحها بكامل تفاصيلها.
وتابعت المرشدة ان التغيير في موضوع العنف هو سيرورة ومسار يجب العمل عليه جاهدين وهو من واجب ومسؤولية كل فرد في المجتمع كما وشددت على كون العنف متجذر في مجتمعنا بشكل غير واعي نمارسه ويمارس علينا وان خلق اطار داعم لجيل المراهقين يشعرهم بالانتماء والتقدير من شانه ان يقلل من ظواهر العنف كما ذكرت المحاضرة اديم، وان لهذا الجيل المشحون بالطاقات والمبادرات دور كبير في بناء المستقبل لذا علينا استثمار طاقاتنا فيهم لنكسب مستقبلهم ومستقبل مجتمعنا.
اختتمت الامسية بتقديم المجموعة فقرة دبكة شعبية فلسطينية كرمز لتمسكهم بهويتهم الفلسطينية في صدد هذا اليوم وفي تزامنه مع ذكرى النكبة .